إلام وذا التعصب ما يبالي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلام وذا التعصب ما يبالي لـ الشيباني الموصلي

اقتباس من قصيدة إلام وذا التعصب ما يبالي لـ الشيباني الموصلي

إلامَ وذا التعصُّبُ ما يبالي

على رجلٍ رقى رُتبَ المعالي

بآباءٍ وأجدادٍ كرامٍ

همُ الأقمارُ في جنحِ اللَّيالي

هم الساداتُ حقّاً فأحترمهُم

وسؤددُ غيرِهم فيهم يُغالي

لهمُ نسبٌ إلى المختارِ يُعزى

صحيحُ النقلِ في الأنسابِ عالي

بهِ أعني الشريفَ أبا كريمة

أبا الفرحاتِ صالحَ ذا الكمالِ

فتى أضحى له في الناس ذكرٌ

مِن الله المهيمنِ ذي الجلالِ

فكم مِن حلَّةٍ ملكت يداهُ

لها ثمنٌ على التُّجّارِ غالي

وكمْ يومٍ لهُ خضعتْ رؤوسٌ

إذا ما ماسَ في تلكَ الحلالي

متى ما جئتهُ يلقاكَ بشراً

بثغرٍ باسمٍ للهمِّ جالي

وإن شاهدتَهُ شاهدتَ نوراً

مضيئاً من محيَّاه يلالي

شجاعٌ لا يهابُ الموتَ طبعاً

ولا يخطر لهُ يوماً ببابِ

إذا ما حلَّ يوماً في مكانٍ

بهِ حلَّ السرورُ مع الجمالِ

ومنْ خرقِ العوائدِ قد رأينا

لَهُ شأنٌ يجلُّ عن المقالِ

فمنهُ ضربة بالسّوط ألفٌ

من الضربِ المبرِّحِ في القتالِ

فقامَ ولمْ يؤثَّرْ فيهِ ضربٌ

بذاكَ السوطِ من ذاكَ الجلالِ

صبورٌ في المصائبِ ذو اتكالٍ

على مولاهُ حدَّ الإتِّكالِ

وكمْ بالنبلِ قدْ أرماهُ قومٌ

فلمْ يعبأ بإرسالِ النبالِ

وصارَ إذا أصابته سِهامٌ

تكسَّرت النِّصالُ على النِّصالِ

متى ما قالَ اللَّه في مكانٍ

تردَّى الكونُ منهُ بالجلالِ

وتسمعُ في الأنام لهُ دوياً

كصوتِ الرَّعدِ في قللِ الجبالِ

وكم خلناهُ يوعظُ في اللَّيالي

بقلبٍ خاشع للصَّيدِ صالي

يبثُّ جواهراً مِن فيهِ حتَّى

إليهِ الناسُ تهرعُ بالنَّوالِ

ويقبضُ منهم المضروب قهراً

بعزِّ النفسِ لا ذلِّ السؤالِ

هو البحرُ المحيطُ فلا عجيبٌ

إذا ما باتَ يقذفُ باللآلي

طريق الألمعيّ لهُ طريقٌ

فلا تهزوا بأقوالِ الرجالِ

يبدِّل شكلَهُ حسبَ التجلّي

وما هذا من الأسرارِ خالي

فأحياناً كما الطاووسُ يمشي

بأثوابٍ مديَّجة طِوالِ

فما قوسُ السماء إذا تجلَّى

فتحسبه من العُرب الموالي

وأحياناً بزيِّ العُرب يأتي

بأشكلَ منه في جهة الشمالِ

وإن لبسَ العمامةَ قلتَ هذا

منَ النُّوابِ منظورُ الموالي

وإن لبسَ الكلاةَ فشيخُ قومٍ

لهمْ بالأوليا حُسنُ اتِّصالِ

وإن وضعَ الكلاةَ تقولُ هذا

أبو درباس من جبّ عسالِ

فهذا كُلّهُ يا صاحِ وجد

وحالٌ يعتريهِ بعدَ حالِ

رموزٌ كُلَّما قد خلت منه

فما للعقلِ فيها مِن مَجالِ

إذا ما جئتَ مُعترضاً عليهِ

فقدْ عرَّضتَ نفسَكَ للزّوالِ

متى ما قالَ يوماً تحتَ بيضي

فلانٌ راحَ يهوي للنِّكالِ

لهُ سَلِّم إذا ما رمْتَ تسلمْ

ولا تُصغِ إلى قيلٍ وقالِ

ولا تبغِ سواهُ الآن خِلّاً

لِدفعِ مُلمَّةٍ أو صونِ مالِ

فدعْ عنكَ الحجا وأبا نواسٍ

فذا التشبيهُ ضعفٌ في الخيالِ

فكلُّ الناسِ من أصلٍ ولكن

منازلُنا على حسبِ الفَعالِ

ففي الصَّهباءِ معنى ليسَ يُلغى

إذا حقَّقت في ورقِ الدوالي

فأينَ الحوتُ من تمساحِ بحرٍ

وأينَ الهرُّ من فحلِ السَّعالي

وإنْ قالوا كدجَّالٍ فعِندي

بهِ شكٌّ بعيدُ الاحتمالِ

فذاكَ الكبشُ يُبصرُ من شمالٍ

وهذا النمرُ ممسوحُ الشمالِ

فخذها يا حبيبَ القلبِ بِكراً

إليك زففتُها غبَّ السؤالِ

ولا ترفعْ لها يوماً لثاماً

بجانبِ مدبر خلقِ النَّعالِ

وخصرها على باهي المحيَّا

نديُّ الكفِّ كالماءِ الزلالِ

وَدُمْ ما حلَّتِ الأقدارُ كَيْساً

من الأكياسِ معدومَ المِثالِ

وسيَّرَكَ الإلهُ لزادِ قومٍ

بهِ جملٌ تربَّى بالدَّلالِ

جليلُ القدرِ ذو حشوٍ لذيذٍ

فتأكلُ باليمينِ وبالشِّمالِ

ولا أرماكَ ربّي بينَ قومٍ

يكونُ قراهمُ علفَ الجمالِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلام وذا التعصب ما يبالي

قصيدة إلام وذا التعصب ما يبالي لـ الشيباني الموصلي وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن الشيباني الموصلي

الشيباني الموصلي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي