إلمامها أهدى إلى الصب لمم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلمامها أهدى إلى الصب لمم لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة إلمامها أهدى إلى الصب لمم لـ السري الرفاء

إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ

إذ طَرَقَتْ وهْناً فَحَيَّتْ من أَمَمْ

لاعِبةٌ زارَتْ مُجِدّاً لَعِبَتْ

به السُّرى والأرحبيَّاتُ الرُّسُمْ

باتَتْ تُريه البانَ وهو مُغْرِبٌ

في حَمْلِه الوردَ الجنيَّ والعَنَمْ

وطَلعةً سالَم ضوءُ صُبحِها

ظلامَها والصُّبحُ حَربٌ للظُّلَمْ

وقد عفا مَنزِلُها بقلبِه

كما عفا منزلُها بذي سَلَمْ

أحَلَّها منه مَحَلاً صَدَداً

لا الرِّيحُ تَعفوهُ ولا صَوبُ الدِّيَمْ

يا كَذِبَ القُربِ المُفيدِ نِعمةً

منها ويا صِدْقَ البُعادِ المُنتَقِمُ

لا تُنْكِرا فَرطَ سَقامي إنما

حَمَلْتُ عن أجفانِها بَعضَ السَّقَمْ

آنستُ منها بخَيالٍ آنسٍ

يُسابِقُ الغُمْضَ إذا الغُمْضُ ألَمّ

وعارضٍ أكلاُ منه بارِقاً

كالنارِ شبَّتْ في ذُرى طَوْدٍ أشَمّ

إذا ادلهمَّ ابتسمَتْ لشائمٍ

أقطارُه فاختلَفتْ منه الشِّيَمْ

كأنه نَشوانُ جَرَّ ذَيلَه

فكلَّما رِيعَ انتضَى عَضْباً خَذِمْ

حتى إذا الرَّعدُ انبرَتْ ألسُنُه

كأنما يَخلِطُ لَحْناً بكَلِمْ

فاطَّرَدَ الماءُ على أرجائِه

ونارُه من كلِّ أفقٍ تَضطَرِمُ

وحلَّت الرِّيحُ نِطاقَ مُزْنِه

فعادَ منه البَرُّ بحراً مُلتَطِمُ

قُلْنا وقد أخجلَ فيضَ جُودِه

جُودُ ابنِ فَهْدٍ كَرَمٌ بعدَ كَرَمْ

العارِضُ المُختالُ من إنعامِه

وبأسِه ما بينَ نُعْمى ونِقَمْ

مُسَلَّطُ البأسِ على أعدائِه

ومُؤثِرُ الجُودِ على الأمرِ المُهِمّ

بَنَتْ أياديه بِهَدْمِ مالِه

سُورَ عُلىً للأزدِ غيرَ مُنهدِمْ

ثناؤُنا زَهْرُ الرَّبيعِ المُجتلى

وجُودُه صَوبُ الرَّبيعِ المُنسجِم

كم قالَ مَنْ يسمعُ مَدحي ويرى

إحسانَه عاش زهيرٌ وَهَرِم

لا أعدَمَ اللهُ الأَنامَ ظِلَّه

فقد أزالَ الخَوفَ عنه والعَدَمْ

هذا ويَومٍ تكتسي البِيضُ به

لَوْناً وتكسو لونَها سُودَ اللَّمَم

كأنه لَيلٌ بَهيمٌ خَطَرَتْ

فيه من الشُّمِّ البَهاليلِ بُهَم

أُسْدٌ لَها من بِيضِها وسُمرِها

جَداوِلٌ مُطَّرَداتٌ وأجَمْ

يَنثُرُ بالطَّعْنِ أنابيبَ القَنا

كما وَهى سِلكُ الفِرنْدِ المُنتَظِم

أقامَ إذ عَرَّدَ فيه قِرنُه

بالسَّيفِ في قلبِ العَجاجِ مُعتَصِمْ

حتى تَجلَّى النَّقعُ عن أسيافِه

كما انجلَى عن وَضَحِ الشَّيْبِ الكَتَم

يا أقربَ الناسِ مَنالاً في النَّدى

وأبعدَ الناسِ مَراماً في الهِمَم

صُمْتَ فأعطَيْتَ الصِّيامَ حقَّه

ورُبَّ ذي صَوْمٍ خِداجٍ لم يَصُمْ

فانعَمْ بفِطْرٍ حَسُنَتْ أيامُه

حتى لَخِلْناها من الحُسْنِ نِعَمْ

وافاكَ والغَيْثُ عَميمٌ والرُّبى

ضاحكةٌ بالزَّهْرِ والنَّبْتُ عَمَمْ

فاغتَنِمِ العَيشَ الذي من حَقِّه

إذا صَفَتْ أيامُه أن يُغتَنَمْ

وحَمِّلِ الكأسَ الهُمومَ إنَّها

مَطِيَّةٌ للهَمِّ يحدوها النِّعَمْ

مُذْهَبَةٌ تَبسِمُ عن حَبابِها

مثلَ جَنى النَّرجِسِ جَادَ فابتَسَمْ

واجتَلِها عَذراءَ لم تأْتِ بها

غادَةُ نَهَّابٍ تَعَدَّى وظَلَمْ

كأنها زَهْرَةُ رَوْضٍ أَشرَقَتْ

أجفانَها المُزنُ بِدَمْعٍ مُنسَجِمْ

وخَيرُ هذا الشِّعرِ ما تَلبَسُه

من ثِقَةٍ في الشعرِ غيرِ متَّهَمْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلمامها أهدى إلى الصب لمم

قصيدة إلمامها أهدى إلى الصب لمم لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي