إلى الجندي العربي المجهول

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلى الجندي العربي المجهول لـ نزار قباني

1
لو يُقتَلونَ .. مثلما قُتلتْ
لو يعرفونَ أن يموتوا .. مثلما فعلتْ ..
لو مُدمنو الكلامِ في بلادنا
قد بذلوا نصفَ الذي بذلتْ ..
لو أنهم من خلفِ طاولاتهمْ
قد خرجوا .. كما خرجتَ أنتْ ..

واحترقوا في لهبِ المجدِ، كما احترقتْ ..
لم يسقطِ المسيحُ مذبوحاً ..
على تُرابِ الناصرهْ ..
ولا استُبيحتْ تَغلبٌ
وانكسرَ المناذرهْ …
لو قرأوا ..
– وهم ينامون على صدور محظيَّاتهم –
بعض الذي كتبتْ ..

2
لكنَّ مَن عرفتهمْ ..
ظلّوا على الحالِ الذي عرفتْ ..
يدخّنون ..
يسكرونَ ..
يقتلونَ الوقتْ ..
ويطعمونَ الشعبَ أوراقَ البلاغاتِ – كما عَلِمتْ -
وبعضهمْ يغوصُ في وُحُولهِ ..
وبعضهمْ يغصُّ في بترولهِ ..
وبعضهمْ .. قد أغلقَ البابَ على حريمهِ ..
ومنتهى نضالهِ ..
جاريةٌ في التختْ !! ..

3
يا أشرفَ القتلى ..
على أجفاننا أزهرتْ
الخطوةُ الأولى إلى تحريرنا
أنتَ بها بدأتْ ..
يا أيّها الغارقُ في دمائهِ
جميعهم قد كذبوا ..
وأنتَ قد صدقتْ ..
جميعهم قد هُزموا ..
ووحدكَ انتصرتْ ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي