إلى الدستور في البرد القشيب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلى الدستور في البرد القشيب لـ أحمد نسيم

اقتباس من قصيدة إلى الدستور في البرد القشيب لـ أحمد نسيم

إلى الدستور في البرد القشيب

تحية شاعر لبق أديب

تحية شاعر يهدى إليه

بديع اللفظ في المعنى العجيب

يفضل في القريض على جرير

ويؤثر في البيان على حبيب

ويغبطه ابن قيس في التصابي

ويحسده جميل في النسيب

كأن صحيفة الدستور روض

بهيج الزهر ذوا ارج وطيب

فمن أدب يروق الى أديب

ومن علم يروق الى أريب

ومن نظر الى فكر سديد

الى حجج الى رأي صليب

ومن عظة تثقف ناشديها

وعقل في رمايته مصيب

فريد أقم من البرهان حقاً

يزعزع كل نمام كذوب

ومد يداً الى محمود حتى

تردا بطش غائلة الخطوب

أنيس القوم ان فقدوا انيساً

يخفف عنهم بؤس الكروب

وأموجهم لدى النعمى نوالا

اذا انتسبوا الى سمح وهوب

وأجرأهم لدى الجلى جناناً

اذا افتخروا بمقدام مهيب

بربكما افيضا النصح حتى

تكونا الذخر لليوم العصيب

ففي مصر احتلال كالرواسي

يضارع ثقل رضوى أو عسيب

ولم تجد السياسة فيه الا

باحياء العواطف والقلوب

هم حكموا باعنات كأنا

حرام ان نكون من الشعوب

فمن ارث هم اغتصبوه منا

ومن حق بلا حق سليب

وهم وأدوا الصحافة في صباها

وقيدها العميد بلا ذنوب

وكم نشروا علينا من صنوف

تجر الى الدمار ومن ضروب

يحبون الثناء على نكير

ويبغون المديح على معيب

وان وجد العميد بمصر حزباً

أناخ عليه بالامر الخريب

يؤَجج بينه فتناً تحاكي

شبوب النار في الوادي الحطيب

يرينا في سياسته خلاباً

يمثل كل خادعة خلوب

لقد ظهرت نواياه الينا

كأن حشاه واضحة الثقوب

ولولا خصب مصر ما اقاموا

ورب البيت في بلد جديب

ولا قطعوا المفاوز والفيافي

عطاشاً بالذميل وبالحبيب

ولو عدلوا لما سدوا علينا

مفتحة المسالك والدروب

ولا بثوا العيون بكل فج

علينا في المجيء وفي الذهوب

ولا شقوا الجموع اذا تضامت

لامر بالمشاة وبالركوب

ولا شرعوا أسنتهم وساروا

الى الارهاق بالركب الرهيب

يقودون الصوافن والمذاكي

وينضون المهند ذا الشطوب

فموخوز بسن من قناة

ومضروب بحد من ضريب

ولا انسابت خراطمهم نهاراً

لرش القوم بالوبل السكوب

وظنوا ما جنوه من المخازي

عقاباً للمشاغب والصخوب

ولا جعلوا الكرام وتابعيهم

اسارى في الكهوف وفي اللصوب

جنود قادها هارفي فسارت

كرجل النحل تهدي بالعسوب

يقودهم بوجه مكفهر

على مصر واهليها غضوب

كأن الاحتلال رأى قطيعاً

فهم اليه من نمر وذيب

وكم أدى لخوض الحتف ظلم

وكم جر الشعوب الى الحروب

فما ارتدوا عن الطاغين الا

بسيف من دمائهم خضيب

يرون حمامهم أشهى لديهم

اذا ذاقوه من حكم الغريب

وخاضوا النائبات فلم يبالوا

بكأداء الوعور أو السهوب

وابرقت الصوارم بين نقع

توكف غيمه بدم صبيب

وكشفت الحمية عن اكيل

أعد نيوبه او عن شريب

كلا البطلين يأكل من لحوم

ويشرب من دم عند اللغوب

واظلمت السماء بما تدلى

وبان الجو عن وجه قطوب

تكاد الشمس تبكي في دجاه

وتشكو فيه من طول الشحوب

ولو اضحى لهذي الارض قلب

سمعنا منه رجفان الوجيب

حياة الشعب تسري في الغواني

وتلمح بين ولدان وشيب

تدب الى عروقهم فنغلي

كما للخندريس من الدبيب

اذا وثبوا حسبتهم ليوثاً

كواسر لاتمل من الوثوب

شكونا الفادحات فما وجدنا

حنانا من بعيد أو قريب

كأنا أمة هانت فصارت

سواء في الصعود وفي الصبوب

فما للسعد فيها من طلوع

وما للنحس عنها من مغيب

وكم ندعو الحماة لدى الدواهي

وما غير التخلي من مجيب

نبيت كاننا في النار نصلي

لما بين الاضالع والجنوب

هموم لو رأيت القلب فيها

ظننت بانه بين اللهيب

ومن نكد الحياة حياة شعب

غريب في مواطنه جنيب

وما في مصر غير فتى مضيم

جبان القلب ذي فرق هيوب

اليف الهم مهتضم حزين

قريح العين مظلوم كئيب

يسهد طرفه في اللَه يدعو

اليه دعاء أواه منيب

وهل ينجي البلاد سوى كميّ

ذكيّ القلب او لسن خطيب

صدوق العزم لا يثنيه يأس

بعيد الشأو ذي كد دؤوب

فكم من يابس فرع نضير

وكم بالاثل دوح من قضيب

وكم من عقدة صعبت فهانت

اذا ما حلها لب اللبيب

أكلت دما اذا رضيت قبيلي

حياة في الشعوب بلا نصيب

أجلك يا فريد وليس بدعا

اذا اجللت ذا الباع الرحيب

جرى فينا هواك وانت تدري

كجري الماء في العود الرطيب

اليك شكوت من داء كمين

كما تشكي السقام الى الطبيب

ولو ان الذي اشكو اليه

وضيع القدر لم اشك الذي بي

شكاية شاعر يزجي خريداً

من الاشعار كالبكر العروب

غنيّ النفس ان اضحى لفقر

جديبا فهو في خلق خصيب

ابيّ في مودته وفيّ

كريم في مرؤته رغيب

كثير الدأب في طلب المعالي

ولو قصمته أيام المشيب

لغير مثوبة يلقاك شعر

ترفع عن اديب مستثيب

بليغ يوم انشده بدار

يفتح كل باب للاديب

وخير الشعر شعر من عريق

يطأطئ عنده شعر الجليب

فانشدنا من الاخلاص آيا

ترتل في الشروق وفي الغروب

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلى الدستور في البرد القشيب

قصيدة إلى الدستور في البرد القشيب لـ أحمد نسيم وعدد أبياتها تسعة و سبعون.

عن أحمد نسيم

أحمد نسيم بن عثمان بك محمد. شاعر مصري. ولد وتعلم وتوفي بالقاهرة، كان يلقب بشاعر الحزب الوطني، في شعره جودة ورقة. وكان موظفاً في دار الكتب المصرية إلى أن توفي. له (ديوان شعر -ط) جزآن، و (وطنيات أحمد نسيم -ط) جزآن، وهو مجموع مقالات له نشرها في الصحف المصرية.[١]

تعريف أحمد نسيم في ويكيبيديا

أحمد نسيم، هو أحمد نسيم بك بن عثمان المصري القاهري، شاعر عربي مصري ولد في مدينة القاهرة عام 1878م وتوفي فيها عام 1938م. كان عضواً متحمساً في الحزب الوطني حتى أُطلق عليه: شاعر الحزب الوطني. وهناك من يفسر نقده للثورة العرابية على أنه انسلاخ عن الوطنية. لا يقل شعره رواء وحسن ديباجة عن شعر شوقي وحافظ وأحمد محرم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد نسيم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي