إلى الله اشكو ما تكن ترائبي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلى الله اشكو ما تكن ترائبي لـ أحمد فارس الشدياق

اقتباس من قصيدة إلى الله اشكو ما تكن ترائبي لـ أحمد فارس الشدياق

إلى الله اشكو ما تكن ترائبي

واسكب دمعا صيبا كالسحائب

ابيت وفي قلبي من البين حسرة

تثير غراما حاضرا اثر غائب

ولو كنت معذورا على ما اصابني

لها على اليوم بعض مصائبي

ولكنني القى الورى بين شامت

وآخر لماز وآخر عاتب

اما في الورى من عادل غير عاذل

اما فيهم من صاحب غير حاصب

واني اذا ما قمت اشكو معاتبا

شكاني غير شكو خصم معاقب

وما تنفع الشكوى لدى غير منصف

وما ينفع البرهان عند المشاغب

الم يأن للايام ان تستفيق من

اذاي وحرماني اعز ما ربي

وما ضر دهري لو كفاني ذي النوى

وآنسني يوما برؤية صاحب

سميري في وجه النهار يراعة

وليلى درس الصحف من كل كاذب

فيا لك من يوم كريه صباحه

ويا لك من ليل بطيء الكواكب

كأني في حلق الزمان شجا فلم

يزل لافظاً لي ارض من لم يبال بي

كاني على ظهر البسيطة حامل

لاعباء هذا الخلق فوق مناكبي

يلوع فوادي ما يلوح لناظري

من الظلم والعدوان من كل جانب

ووالله ما ادرى اسحر الم بي

ام الناس قد اوتوا حمات العقارب

ارى كل فرد هاترا عرض غيره

وكلا يلاقي قرنه بالمثالب

فيا ليت شعري ايهم هو صادق

واي ابن انثى لم يشب بشوائب

ومن ذا الذي قد برأ الله ذاته

من النقص حتى لم يشن بالمعايب

اذا كان اصل الناس من حمأ فما

عسى ان يرى في الفرع صفو المشارب

اذا كنت تبغى صاحبا دون زلة

اجئت الى زلات غير المصاحب

صبرت على مر الزمان وحلوه

وقد ادبتني منه ايدي النوائب

فالفيت سعي كله فيه ضائعا

سوى مدح اسماعيل رب المواهب

مليك علا شانا وعزا فلا ترى

له مشبها في فضله والمناقب

اذا ما تحرى خطة ينتضى لها

عزيمة جد نافذ في المضارب

هو البحر لمكن دره غير غابر

هو البدر لكن نوره غير غارب

ولو لم يكن بدرا لما سار صيته

وحلق اوج الشرق ثم المغارب

تمنت ملوك ان تراه ومذ رآت

محياه حابته حباء المناسب

فكان غريبا بينهم في سخائه

وفي حبه من اهلهم والاقارب

وعاد غىل مصر وقد عيل صبرها

لفرقته فاستبشرت بالرغائب

وكل اتاه داعيا ثم حامدا

كذلك كان الدأب داب الاجانب

ولا غرو فهو اليوم روح حياتها

تحسبها في الحسن طلعة كاعب

وتكبره والله ان لاح وحده

وفي حبأ كالبدر بين الكواكب

ولم ار فرقا بين شيئين مثلما

ارى بين انسانين عند التارب

يقارب اسماعيل في السن معشر

وليس له في مجده من مقارب

لئن كان لم يملك بلادا بعيدة

فاكباد اهليها له ملك غالب

وان كان لم ينطق بكل لغاتهم

فآلاؤه فيهم اجل مخاطب

اذا عرفوا الانسان بالنطق فابتدر

وقل نطق تحميد لتلك النقائب

ومن لم يطق حمدا له بلسانه

ففي لبه يرويه ضربة لازب

وان يك اسماعيل بالذبح قد فدى

فهذا يفدى بالنفوس النجائب

كلا السيدين استخلص العرب امة

وبوأها في العز اعلى المراتب

فها نحن في ظل العزيز اعزة

وها نحن من افضاله في مآدب

حرام على المدح الا له له

ومن هو فيه اليوم افصح كاتب

كاحمد وهبي ذي البلاغة والحجا

له كلم فيها غنى عن مراضب

سقاني راحا من قوافيه اسكرت

نهاي فبي من ذاك هزة شارب

تحريه مدحي في الوقائع منة

مضاعفة شكرى لها جد واجب

فهذان معروفان لست بواجد

نظيرهما من مدحه في الجوائب

باي لسان امدح اليوم مادحي

واين التغني من نواح النوادب

بديع البيان يوقع اللفظ موقعا

مصوغا على قدر المعاني الثواقب

فمن بدر معنى السابقات وكان في

بيان المعاني سابقا كل كاتب

يعز عليه ان يرى بين لفظه

ومعناه سبقا او لحاقا لعائب

له فكرة بالنجم نيطت فلم ينل

مداها امرؤ افكاره في الملاعب

فذاك الذي يصبو اليه اولوا النهى

وقد ضل من يصبو لعين وحاجب

ومقوله ذاك الفصيح وانه

متى اختلف القولان احدى العجائب

يطوع له في الحكم كل معاند

ويرضى به في الفصل كل مؤارب

تباهى به مصر السعيدة فهو في

سماء حماها زين كل المناصب

الا ليت شعري والاماني شهية

اتلمس من مصر ترابا ترائبي

تنعمت فيها بين شيخ مؤدب

وخل وفي كان اكرم آدب

فكان جزآي بعد ان بنت عنهم

عناء وضربا في جميع الجوانب

سلام عليها كلما شاقت الصبا

محبا وما حنت اليها ركائبي

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلى الله اشكو ما تكن ترائبي

قصيدة إلى الله اشكو ما تكن ترائبي لـ أحمد فارس الشدياق وعدد أبياتها تسعة و خمسون.

عن أحمد فارس الشدياق

أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و (سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و (الواسطة فى أحوال مالطة- ط) ، و (كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط) ، و (الجاسوس على القاموس) ، و (ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.[١]

تعريف أحمد فارس الشدياق في ويكيبيديا

أحمد فارس الشدياق (1804-1887)، هو أحمد فارس بن يوسف بن يعقوب بن منصوربن جعفر شقيق بطرس الملقب بالشدياق بن المقدم رعد بن المقدم خاطر الحصروني الماروني من أوائل الأفذاذ الذين اضطلعوا برسالة التثقيف والتوجيه والتنوير والإصلاح في القرن التاسع عشر غير أن معظم الدراسات التي تناولته عنيت بالجانب اللغوي والأدبي وأهملت الجانب الإصلاحي ولم ينل ما ناله معاصروه من الاهتمام من أمثال ناصيف اليازجي (1800-1871) ورفاعة الطهطاوي (1801-1873) وعبد القادر الجزائري (1807-1883). بالرغم من كونه واحدا من أبرز المساهمين في مسار الأدب العربي ومن أسبقهم. ماروني بالولادة، وتحول أكثر من مرة في أكثر من طائفة في المسيحية إلى أن استقر على الإسلام. عاش في إنجلترا ومالطا ورحل أيضا إلى فرنسا. يعد أحمد فارس الشدياق أحد أهم الإصلاحيين العرب في عهد محمد على وله منهجه الإصلاحي الخفي الذي يبدو فيه أنه فضل التورية والترميز على التصريح والإشهار وذلك لما كان يحويه منهجه من انتقادات لاذعة للقيادات الرجعية ولخوفه من أن يدان من قبلها أو تحرق أعماله ويظهر هذا في كتابه (الساق على الساق فيما هو الفارياق) والذي يعد بمثابة الرواية العربية الأولى على الإطلاق. صحفي لبناني كان يصدر صحيفة الجوائب (1881 م - 1884) في إسطنبول. من ألمع الرحالة العرب الذين سافروا إلى أوروبا خلال القرن التاسع عشر. كان الكاتب والصحفي واللغوي والمترجم الذي أصدر أول صحيفة عربية مستقلة بعنوان الجوائب مثقفاً لامعاً وعقلاً صدامياً مناوشاً أيضاً.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي