إلى ان تؤوب الشمس لا يغرب البدر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلى ان تؤوب الشمس لا يغرب البدر لـ الأرجاني

اقتباس من قصيدة إلى ان تؤوب الشمس لا يغرب البدر لـ الأرجاني

إلى ان تَؤوبَ الشَّمسُ لا يَغْرُبُ البَدْرُ

إذا كمُلَتْ فيه مع الأربَعِ العَشْرُ

فَنُبْ عن أبيكَ الدَّهْرَ ما غابَ شَخْصُه

فإنّك بَدْرٌ شَمسُه ذلك الصّدْر

ودُمْ لعيونِ الخَلْقِ عنه خليفةً

وقُلْ لحجابِ الغَرْبِ مَوْعِدُك الحَشر

وَجُدْ بنَدَى كفَّيكَ مَثْواهُ عامِداً

ففي السُّحبِ ما يُسقَى بأمطارِه البَحر

هو البَحرُ إلاّ أنّ أصدافَ جُودِه

مَدارِسُه والغُرُّ من أهلِها الدُّرّ

وذا العَبْدُ منهم دُرُّه غيرَ أنّه

له خاطِرٌ في ضمْنِه دُرَرٌ كُثر

بِكُم حازَها قِدْماً وفيكُم يَصوغُها

إذَنْ فهي النُّعمَى لكم وهي الشُّكر

بدائعُ لا المَعْنَى عَوانٌ أذالَه

سِوايَ ولا اللّفْظُ المَصوغُ له بِكر

فيا ماجداٍ أقطارُ ساحته حمىً

ويا جائداً أمطارُ راحته غُزر

ويا مَلِكاً أَعلامُ هِمّتِه عُلاً

ويا مَلِكاً أيّامُ دولتِه غُرّ

لِيَهْنِكَ ولْيَهْنِ الخليقةَ كُلَّها

تَجدُّدُ بُشرَى في الوجوه لها بِشر

مِن الآنَ حَلَّ المجدُ في مُستقَرِه

وألقَتْ عصاها عنده الهِمَمُ السَّفر

وأسمحتِ الأيّامُ بعدَ إبائها

ولانَتْ إلى الإنصافِ أعناقُها الصُّعر

وأضحَتْ من العدلِ البلادُ وقد هدَتْ

وأمستْ من الأمنِ العبادُ وقد قَرّوا

وفاء إلى أفيائك المجدُ والعُلا

ولاذ بعالي رأيِك النَّهْيُ والأمر

وإنْ كنتَ قُلِّدتَ الوِزارةَ آخِراً

فما ذاك بِدْعٌ من عُلاك ولا نُكْر

فأحسَنُ قُربٍ ما تَقدَّمَهُ نوىً

وأطيَبُ وَصلٍ ما تَقدمَّه هَجر

وكنتَ لهذا المُلْكِ ذُخْراً وإنّما

يُؤخَّرُ في الإنفاقِ ما أمكَنَ الذُّخر

تَقدَّمَ شَفْعٌ من سَراةِ بني أبٍ

وآخَرُ للعلياء بعدَهما وِتْر

وكانتْ لهم تلك المَراتبُ مثْلما

تُرتَّبُ في أفلاكها الانجمُ الزُّهر

لئن قام من بعدِ النّظامِ مَكانَهُ

لنا العِزُّ منهم والمُؤيَّدُ والفَخر

ففي الشُّهْبِ أَيضاً زُهرةٌ وعُطارِدٌ

يُعَدّانِ بعدَ الشّمسِ ثمّ يلي البَدر

فهذا أوانُ استمسكتْ من قَرارها

فما عابَها في المجدِ فَوْتٌ ولا قَصر

وهل يَقطَعُ السُّلطانُ دونكَ أَمْرَه

وقد كان ماضيه إلى ذاك يُضْطَر ّ

دعاكَ أَبوهُ للوزارةِ قَبلَه

ففي صَرْفِ هذا الأمرِ عنك له وِزْر

وأَنت غِنيٌّ عنهمُ لو تأمّلوا

وما أَحدٌ إلاّ إليكَ بِه فَقر

فلولاك لم يَستَدَّ للدِّينِ أَمْرُه

ولولاك لم يَشْتَدَّ للدّولةِ الأزْر

وهَتْ لنظامِ المُلكِ أَركانُ معَشَرٍ

وعاد نظامُ الدينِ فالْتأم الكَسر

فإن عرَضَتْ بين النّظامَيْنِ فترةٌ

من الدّهرِ لم يُسدَدْ لمُلْكٍ بها ثغر

فبينَ بياضَيْ كُلِّ ليلٍ سَوادُه

ولن يَغلِبَ اليُسرَيْنِ في زَمنٍ عُسر

وما هي إلاّ حِكمةٌ مُستفادةٌ

تَجلَّى لنا من حُسنِها للعُلا سِرّ

لقد ظنّ عاوٍ مِسْعَرٌ أَن يُرَى لهمْ

بدونِ نظامِ المُلكِ مُنتَظِماً أَمر

فأفقدَه اللهُ العزيزُ مكانَه

عِقاباً على ما ظَنّه الجاهِلُ الغَمر

فلمّا رأَى ما أَحدثَ الدَّهْرُ بعدَهُ

وعُظِّمَ للمفقودِ في عَيْنِه القَدْر

تَعرَّض فخْرُ المُلكِ من بَعْدُ فانثنَى

كأنْ لم يكنْ في المُلكِ شُورى ولا شر

ألم تَرَ أنْ أَمسَى سُلَيمانُ نادِماً

عَشِيّةَ عَرْضِ الخيلِ إذْ فاتَه الذّكِر

فَرُدَّتْ عليه الشّمسُ بعدَ غُروبِها

وعادَ له صُغْراً إلى وَقْتِه العَصر

لقد عَزَّ مَن عاصَرْتَهُ فجعلْتَه

كفَخْرِ نبيِّ اللّهِ فينا له فَخر

فعادَ له عَصْرُ الصّلاةِ ولم تَفُتْ

وعاد لنا عصرُ الصِّلاتِ ولا عَصر

وَرُدَّتْ له شمسُ السّماء ولا دُجىً

وَرُدَّتْ لنا شمسُ السّماحِ ولا فَقر

على أنّها رُدَّتْ إلى الأُفْقِ ساعةً

وأنت تُقيمُ الدَّهرَ ما سَرَّك العُمر

لِيَعْمُرَ منكَ المُلْكُ والمجدُ والعُلا

ويَفخَرُ فيكَ البأْسُ والجودُ والشِّعر

ويُثْنِي على آثارك السَّيفُ والنّدَى

ويُفْضي إلى أفعالك الحمدُ والأَجر

فقلْ للعدوِّ المُستغَرِّ بجَهلِه

أَيملأُ أُذْنَيكَ النّذيرُ وتَغتَرّ

فدع عنك ملْكاً لستَ صاحبَ مِثْلِه

فما لك إلاّ صفقةٌ كلُّها خُسر

وجَفْنٌ وإنْ أطبقْتَه الدَّهَر ساهرٌ

وكفٌّ وإنْ أَحكْمتَ قبضَتها صِفر

هي البِيضُ والسُّودُ الّذي هو كاتبٌ

فإن لم تُؤثِّرْ فيك فالبِيضُ والسُّمر

فقد شامَ سيفَ النّصْرِ أَروعُ باسِلٌ

يهونُ عليه أن يُصيبَ العِدا وِتْر

مليكُ خُراسانَ الّذي إنْ سَمَا لَها

معَ الجيشِ لم يُعْجِزْه من أَرضِها شِبر

وكان له حرباً عَواناً إمامُها

نتيجتُها فيمن بَغى فتكةٌ بِكر

تباعَدْ له إنَّ المُظفَّر كاسْمِه

إذا شاءَ لم يَنْصُرْك نابٌ ولا ظُفر

وما تُتْشنٌ إلاّ قتيلُ مُرادِه

وإنْ رَجَّموا شَتَّى ظُنونٍ ولم يَدْروا

وما كان إلاّ اللّيلُ بالقَلْبِ وَحْدَه

إلى ابنِ ملِكشاهٍ فَتمَّ له النّصْر

فما ظنُّهمْ في أَمرِه اليومَ بعدَ ما

تَساوَى له من نَصْرِه السّرُّ والجَهر

تَجمَّع منه القَلْبُ والكَفُّ والظُّبَى

لنُصْرتِه والرَّأْيُ والجيشُ والوَفر

فيا ابنَ قِوامِ الدّينِ لا بغتِ العِدا

على ابنِ مُعِزِّ الدّينِ ما خصّك الأَمر

فأنتَ له والدَّهرُ أنت مُساعِدٌ

ولم يَستَطيعوا مَن يُساعِدُه الدَّهر

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلى ان تؤوب الشمس لا يغرب البدر

قصيدة إلى ان تؤوب الشمس لا يغرب البدر لـ الأرجاني وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن الأرجاني

الأرجاني

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي