إلى رجل
أبيات قصيدة إلى رجل لـ نزار قباني
أبيع من أجله الدنيا .. وما فيها
يا من تحديت في حبي له .. مدناً
بحالها .. وسأمضي في تحديها
لو تطلب البحر .. في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس .. في كفيك أرميها
أنا أحبك . فوق الغيم أكتبها
وللعصافير ، والأشجار .. أحكيها
أنا أحبك . فوق الماء أنقشها
وللعناقيد .. والأقداح .. أسقيها
أنا أحبك ، يا سيفاً أسال دمي
يا قصة لست أدري ما أسميها
أنا أحبك . حاول أن تساعدني
فإن من بدأ المأساة .. ينهيها
وإن من فتح الأبواب .. يغلقها
وإن من أشعل النيران .. يطفيها
يا من يدخن في صمت .. ويتركني
في البحر .. أرفع مرساتي وألقيها
ألا تراني ببحر الحب .. غارقة
والموج يمضغ آمالي ويرميها
إنزل قليلاً عن الأهداب .. يا رجلاً
مازال يقتل أحلامي .. ويحييها
كفاك .. تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمات .. لست تعنيها
كم اخترعت مكاتيبا ً.. سترسلها
وأسعدتني ورود .. سوف تهديها
وكم ذهبت لوعد .. لا وجود له
وكم حلمت بأثواب سأشريها
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيرتني ذراعي .. أين ألقيها ؟
إرجع إلي .. فإن الأرض واقفة
كأنما الأرض فرت من ثوانيها
إرجع .. فبعدك لا عقد أعلقه
ولا لمست عطوري في أوانيها
لمن جمالي ؟ لمن شال الحرير ؟ لمن ؟
ضفائري منذ أعوام أربيها ؟
إرجع كما أنت .. صحو كنت أم مطر
فما حياتي أنا .. إن لم تكن فيها
عن نزار قباني
نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.
تعريفه من ويكيبيديا
نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).
على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.