إلى علياك تعنو الأنبياء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلى علياك تعنو الأنبياء لـ الشيباني الموصلي

اقتباس من قصيدة إلى علياك تعنو الأنبياء لـ الشيباني الموصلي

إلى علياكَ تعنو الأنبياءُ

ومِن نجواكَ يُقتبَس الضياءُ

وكيفَ وأنت يا باهي المحيَّا

عليكَ أتى من اللهِ الثناءُ

وزانتكَ الشفاعةُ يومَ حشرٍ

كذاكَ الحوض فخراً واللواءُ

براك اللهُ من نورٍ نبياً

ولا أرضٌ هناكَ ولا سماءُ

فكنتَ وآدمٌ في ظهرِ غيبٍ

ولا طينٌ هناكَ وليسَ ماءُ

فمبدا الكونِ أنتَ بغيرِ شكٍّ

وسِرُّ الكائناتِ ولا مِراءُ

وأحسنُ منك لم ترَ قطُّ عيني

وأجملُ منك لم تلدِ النِّساءُ

خُلقتَ مبرَّأ من كُلِّ عيبٍ

كأنكَ قدْ خُلقتَ كما تشاءُ

سقيتَ العلمَ من بحرِ المعارف

وقد شَرُفَت بإسراكَ السماءُ

فهذا النورُ من ذاكَ التجلّي

وهذا الطيبُ منهُ والزكاءُ

هبطتَ الأرضَ لا ملكٌ تدلَّى

ولا بشرٌ يُداخلهُ الرّياءُ

وردتَ الكونَ من حضراتِ قُدسٍ

وللربِّ الجليلِ بكَ اعتناءُ

تُظلِلُكَ الغمامةُ حينَ تَمشي

وتخدمُكَ المهابةُ والبهاءُ

رسولاً جئتَ من ربٍ رحيمٍ

بأفضلِ ما به الأُمَناءُ جاؤوا

كتابُ اللهِ كاشفُ كُلِّ كربٍ

وملجأُنا إذا اشتدَّ البلاءُ

أزلتَ بهِ ظلامَ الشركِ حتّى

أنارَ الحقُّ واتَّضحَ الهُداءُ

به نلنا السعادةَ حينَ وافى

لنا من كُلِّ ما تمشي وِقاءُ

فأنتَ الأصلُ في باهي العطايا

فنعمَ الأصلُ بلْ نِعمَ العطاءُ

وأنتَ البدرُ في الآفاقِ لكنْ

عليكَ الدهرَ لم يرد الخفاءُ

أيُدركني من الأيّامِ ضيمٌ

ولي أبداً لرحماكَ التجاءُ

وبي حبٌّ إلى السادات نامٍ

ومن قومي رجالٌ أصفياءُ

متى ما رمتُ أسألهمْ غِياثاً

فمن نُعماك يمنعني الحياءُ

وكيفَ وأنتَ للأسقامِ برءٌ

بلى واللهِ بل أنتَ الدَّواءُ

وكلٌّ من جنابكَ مستمدٌّ

وكلٌّ منكَ شرَّفه الولاءُ

ولا مِن غيرِ بابكَ قدْ رأينا

طريقاً منهُ تأتي الأولياءُ

فأنت المنهلُ الصافي شراباً

وأنتَ البحرُ والقومُ الدِّلاءُ

فبالعمَّين عندك يا مُرجَّى

ومن ضمَّتهمُ منكَ العباءُ

أنِلني نظرةً تُحيي وجودي

ويُدركني منَ اللهِ الشفاءُ

فليسَ سوى جنابِكَ من عزيزٍ

نلوذُ به إذا دهمَ القضاءُ

عليكَ صلاةُ ربي كُلَّ حينٍ

صلاةً لا يعارضُها انقضاءُ

كذا الرضوانُ من مولىً كريمٍ

على الأصحابِ ما هبّت ضياءُ

كذا والآلِ ما لمعتْ بُروقٌ

وما طلعتْ على البطحا ذُكاءُ

وحيَّا روضةً ملئتْ وقاراً

بأفضلِ ما تُحيَّا الأنبياءُ

نرى منها الملائكَ صاعدين

خوارقَ عندها يقفُ الحِجاءُ

أقمتَ بها بأمرِ الله حيَّاً

طريَّ الجسمِ تأمرُ ما تشاءُ

فلا برحتْ سحابُ الجودِ تهمي

على أرضٍ بها شرف الثراءُ

فليسَ المسكُ أذكى منه طيباً

ولا النَدُّ المعطَّرُ والكباءُ

ونرجو الله ربَّ العرش عفواً

وغفراناً فقدْ عظم الخَطاءُ

بِمَنْ في الخلقِ يشفعُ يومَ حشرٍ

بلا ريبٍ إذا انقطع الرجاءُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلى علياك تعنو الأنبياء

قصيدة إلى علياك تعنو الأنبياء لـ الشيباني الموصلي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن الشيباني الموصلي

الشيباني الموصلي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي