إلى كم حبسها تشكو المضيقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إلى كم حبسها تشكو المضيقا لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة إلى كم حبسها تشكو المضيقا لـ مهيار الديلمي

إلى كم حبسُها تشكو المضيقا

أثِرْها ربّما وجدتْ طريقا

تنشّطْ سُوقَها واسرَحْ طُلاها

عساها أن تَرى للخصب سُوقا

وإن لم تمضِ هرولةً وجَمزاً

فأمهلْها الروائدَ والعنيقا

أجلْها تطلب القُصوى ودعْها

سُدىً يرمي الغروبُ بها الشروقا

فإنّ من المحال ولم تُهدَّمْ

غواربُها تنجُّزَكَ الحقوقا

أتعقِلُها وتقنعُ بالهوينا

تكون إذا بذلَّتها خليقا

ولم يُشفِقْ على حسبٍ غلامٌ

يكون على ركائبه شفيقا

أخضْ أخفافَها الغمرات حتى

ترى في الآل سابحَها غريقا

سمائن أو تعرِّقَها الفيافي

فتتركها عظاماً أو عروقا

تلاقط جوهرَ الحصباء منها

مناسمُ من دمٍ يصف العقيقا

يصيب به رميَّتَه مُعانُ ال

يدين موفَّقٌ نَصْلاً وفُوقا

يُقِضّ على جُنوب البيد منها

سهامَ النزع مفلتةً مُروقا

صبور للهواجر والسوافي

يرى بجدوبه العيشَ الرقيقا

إذا عدم المياهَ على الركايا

كفاه أن يعدَّ لها البروقا

تورَّطْها فإما نلت خيراً

فسعيٌ وافق القدَر المسوقا

وإما أن تخيب فلست فيها

بأوّل طالبٍ حُرمَ اللُّحوقا

أرى الأيام تأخذُ ثم تُعطي

وتخرُق ثم تنتصِحُ الخروقا

وتوقد نارَها دِقّاً لقومٍ

وفي قومٍ تُضرِّمها حريقا

وكلُّ حُلوبِها عندي سواءٌ

مشوباً أو صريفاً أو مَذيقا

مظالم لو رُفعن إلى كريم

لكان بسدّ عورتها حقيقا

ولو نادت كمالَ الملك ألفتْ

على الأدواءِ حاسمها الرفيقا

وحطَّت فادحَ الأثقال منه

بذي جنبين يحملها مطيقا

غيور لا ينام على اهتضام ال

كرام ولا الغِرارَ ولا الخُفوقا

تنقِّله من العزمات شُمٌّ

يدوس جبالَها نِيقاً فنِيقا

إذا ركب الطريقَ إلى المعالي

فلا زاداً يُعِدُّ ولا رفيقا

وحيد تُرهِفُ الأحداثُ منه

على أعناقها نصلاً عتيقا

لبيب الرأي يكبر عن مشير

إذا ما الرأيُ شارفَ أن يموقا

إذا خفِيتْ شواكلُ كلّ أمرٍ

جليلِ الخطب أبصرَها دقيقا

فلو روّى ليفرِق بين ماءٍ

وماء مثلهِ وجدَ الفروقا

نمتْ أمُّ الوزارة من أخيه

ومنه البدرَ والغصنَ الرشيقا

هما الولدان من صلةٍ وبِرٍّ

إذا ولدت من الناس العُقوقا

من النفر الذين إذا استغيثوا

رأيتَ بهم وَساعَ الأرض ضيقا

كتائبَ ما رعتْ عيناك خُرْساً

مسوّمةً وألويةً خفوقا

تخال بديهَ أمرهمُ رويّاً

إذا اجتمعوا وواحدَهم فريقا

رطابُ النطق بسّامو المجالي

إذا ما أيبسَ الفَرَقُ الحُلوقا

لهم شرفٌ سرى من ظهر كسرى

مَطاً فمطاً فما ضلّ الطريقا

طوى أصلابهم أو جاء عبد ال

رحيم فجاء متَّسقاً مَسوقا

ترى الأبَ بالشهادة في بنيه

قريباً وهو قد أمسى سحيقا

وما تسمو النفوسُ ولا تَزكّى

إذا لم تنظم الحسبَ العريقا

وبانت آيةٌ بأبي المعالي

فكان مصَلِّياً فضَلَ السَّبوقا

ربا معه الكمالُ فشُقَّ منه

له لقبٌ فصار له شقيقا

خلائق تارةً يُشرَبن صاباً

وأحياناً مشعشعةً رحيقا

يثير السخطُ منها والتغاضي

صواعقَها ووابلَها الدَّفوقا

ففي حالٍ تكون بها شريباً

وفي حال تكون بها شريقا

ويُسكرك الذي يُصحيك منها

فما تنفكُّ سكراناً مفيقا

فِداؤك كلُّ جهمِ الوجه أنَّى

لقي مُرِّ الخلائق كيف ذيقا

تراه ناشطاً يأتي ويمضي

وقَيدُ العجز يجعله ربيقا

إذا عزلوه لم يحذر عدوّاً

وإن ولَّوه لم يُحرِز صديقا

يراك بمُؤخِر العينين غيظاً

وقد أقذيتَه جفناً وموقا

فلا مَدَّت لنعمتك الليالي

يداً طُولى ولا ظُفراً عَلوقا

وإن سنحتْ ميامنُ كلِّ يوم

صباحاً بالسعادة أو طُروقا

فغنّتك المَطاربَ ثم أبكت

ديارَ عداك نَوْحاً أو نعيقا

وجادك كسبُ جودك من ثنائي

مواقرَ تَرجِع الذاوي وريقا

إذا هي أوبلت بسطتْ عريضاً

وإن هي أسبلتْ حفرتْ عميقا

فتُلحِم في ربوعك أو تُسدِّي

خمائلَ تأسر الطرف الطليقا

تزورك شاكياتٍ كلّ يوم

حشىً حرّانَ أو قلباً مشوقا

على مسعاتها قامت مقاماً

مقرّاً من قبولك أو زليقا

وكم عثرتْ بذنبٍ كان سهواً

فكنتَ بأن تَغمّدَه حقيقا

وحرّ بالخطيئة صار عبداً

غفرتَ غلاطَه فغدا طليقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة إلى كم حبسها تشكو المضيقا

قصيدة إلى كم حبسها تشكو المضيقا لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها تسعة و خمسون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي