إلى كم في فضا خطأ أسير
أبيات قصيدة إلى كم في فضا خطأ أسير لـ علي أفندي الدرويش

إلى كم في فضا خطأٍ أسيرُ
وفي رقِّ الهوى قلبي أسيرُ
وتسلمنا الأماني للمنايا
مخادعةً وليس لنا شعور
وسلطان الهوى يطغى ويقوى
فلم يصدقه من نصحٍ وزير
ألسنا واقفين من المنايا
على قطرٍ بدائرة تدور
وغاية هذه الدنيا فناءٌ
ولا يبقى السرور ولا الشرور
فلا تغتمَّ مما صار منها
ولا تهتمَّ من أمرٍ يصير
فما هو كائنٌ لا بد منه
وعما كان لا يجدي الزفير
وكان سواك منك أشدَّ حرصاً
على المحيا وأنت له نظير
رأيت المرء تقنصه الأماني
بأشراكٍ حبائلُها الغرور
ويلهو في عرينِ مناهُ حتى
يفاجئَه من الأسدِ الزئير
فيمضي إثرَ سالفه ويولي
عليه فضلَه ربٌ غفور
كما أرضى رضاه عُلا عليٍّ
وذلك بالرضى منه جدير
لئن شقيت لفرقته ديارٌ
فقد سعدت بصحبته القبور
فتبكيه الأقارب والأقاصي
وتضحك منه ولدانٌ وحور
ترى شمس المعارف كيف غابت
وينظر خسفَه القمرُ المنير
فيا أسفي على تلك المزايا
فما ظني بها تأتي الدهور
بخَلق كله ظرفٌ ولطفٌ
وخُلق كله فضلٌ ونور
وأخلاق تعير الزهرَ نوراً
وتكتسب الشذا منها الزهور
فكم زالت بهمته همومٌ
وكم حُسمت بمحضره أمور
له العزم الشديد متى يعاني
له الرأي السديد متى يشير
له السعي الجميل متى يرجَّى
بلا مَنٍّ له الكرم الشهير
وجاهٌ في توجُّهه وجيهٌ
وإقبالٌ يقابله السرور
وفكرٌ في ليالي مشكلاتٍ
محتها من مشارقه البدور
إذا تليت مآثره بنادٍ
تضوع من عبارتها العبير
فهذا فضله لا ريب فيه
هدىً للمتقين بما ينير
فسلَّته من الدنيا المنايا
وهل يغني بلا سيفٍ جفير
وأحرَمَ طيبَه الدنيا ولكن
بنشر عبيره طاب النشور
فصبري بعد فرقته صغيرٌ
ووجدي في أبي حسن كبير
فيا من حل فردوساً فقلبي
له من حرِّ أحزاني سعير
ومن هو في الفضائل نعم مولى
وللملهوف يا نعم النصير
إلى الظل الظليل قدمتَ لما
هجرتَ فبعدك الدنيا هجير
ففي الطاعات مالك من قصور
وفي دار السلام لك القصور
نزلت فقال قبرُك ربِّ إني
لما أنزلت من خير فقير
تولاك الذي صلَّى على من
هدانا سبلَنا نعمَ البشير
شرح ومعاني كلمات قصيدة إلى كم في فضا خطأ أسير
قصيدة إلى كم في فضا خطأ أسير لـ علي أفندي الدرويش وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.