إلى مراهقة
أبيات قصيدة إلى مراهقة لـ نزار قباني
ضاع منّي فمي .. ماذا أجيب ؟
لا تكوني حمقاء .. ما زال للنسر ..
جناح .. على الذرى مسحوب
لم أتبْ عنكِ ، يا غبيّة ، عجزًا
ومتى كانت النسور تتوب ؟
تتحدّيني ! وبي كبرياءٌ
لم تسعها .. ولم تسعني الدروب
لا تمسي رجولتي .. لو أنا شئتُ ..
طعامًا .. لكنتُ منه أصيب ..
كنتُ أستطيع أن أحيلكِ جمرًا
فأذيب الرخام .. ثمّ أذوب ..
*
منطق الأربعين .. يلجم أعصابي
فعفوًا .. إن لم تُثِرني الطيوب
ما أنا فاعل بخمسة عشر
شهد الله .. أنّه تعذيب
شفتاكِ الصغيرتان أمامي
وضميري عليهما مصلوب
وثب الأرنبان نحوي .. فمالي
كجدار الجليد لا أستجيب
كلما فكرتْ يداي بقطف
ردّني الطهر عنهما .. والحليب
اذهبي .. فالصداع يحفر رأسي
والرؤى ، والدخان ، والمشروب
لا تصبّي الكحول فوق جراحي
فالصراع الذي أعاني رهيب
لكِ عمر ابنتي .. ولين صباها
وتقاطيعها .. فكيف الهروب ؟
اليدان الشمعيتان .. يداها
والفمّ الطفلُ .. سكّر وزبيب
كلما طفتِ في مكان جلوسي
طاف بي وجهها الصغير الحبيب
أين أنجو من عقدتي .. كيف أنجو
من ورائي .. ومن أمامي اللهيب
*
اذهبي .. اذهبي .. كسرتِ سلاحي
ضاع منّي فمي .. فماذا أجيب ؟
عن نزار قباني
نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.
تعريفه من ويكيبيديا
نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).
على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.