إلى ممثلة فاشلة
أبيات قصيدة إلى ممثلة فاشلة لـ نزار قباني
في طبعكِ التمثيل
في طبعكِ التمثيل
ثيابك الغريبة الصارخة الألوان ..
وصوتك المفرط في الحنان ..
وشعرك الضائع في الزمان والمكان
والحلق المغامر الطويل
جميعها .. جميعها ..
من عدة التمثيل ..
-2-
سيدتي : إياك أن تستعملي قصائدي
في غرض التجميل .
فإنني أكره كل امرأة
تستعمل الرجال للتجميل
لست أنا .. لست أنا ..
الشخص الذي تــُـعلـّـقين في الخزانه
ولا طموحي أن أسمى شاعر السلطانه أو أكون قطة تركية
تنام طول الليل تحت شعرك الطويل فالـدور مستحيل.
لأنني أرفـض كل امرأة .. تحبني .. في غرض التجميل ..
-3-
لا تسحبيني من يدي ..
إلى مشاويرك مثل الحمل الوديع .
لا تحسبيني عاشقا من جملة العشاق في القطيع.
ما عدت أستطيع أن أحتمل الإذلال يا سيدتي ، والريح .. والصقيع ..
ما عدت أستطيع ..
نصيحتي إليك .. أن لا تصبغي الشفاه من دمائي
نصيحتي إليك .. أن لا تقفزي من فوق كبريائي
نصيحتي إليك .. أن لا تعرضي رسائلي التي كتبتها إليك كالإماء ..
إنني آخر من يُـعــرَضَ كالخيول في مجالس النساء ..
-4-
نصيحة بريئة إليك .. يا عزيزتي
لا تحسبيني وصلة ً شعرية أكون فيها نجم حفلاتك ..
أو تحسبيني بطلا من ورق يموت في إحدى رواياتك
أو تــُــشعليني شمعة لتضمني نجاح سهراتك..
أو تلبسيني معطفا لتعرفي رأي صديقاتك ..
أو تجعليني عادة يومية من بين عاداتك ..
-5-
نصيحة أخيرة إليك .. يا عزيزتي
لا تستغلي الشعر حتى تــُـشبعي إحدى هواياتك
فلن أكون راقصا محترفا...
يسعى إلى إرضاء نزواتك
وها أنا أقدم استقالتي
من كل جناتك...
عن نزار قباني
نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.
تعريفه من ويكيبيديا
نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).
على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.