إليك تباشير البشائر مقبله

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إليك تباشير البشائر مقبله لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة إليك تباشير البشائر مقبله لـ ابن فركون

إلَيْكَ تَباشير البشائِرِ مُقْبِلَهْ

تَلوحُ بآفاقِ الهُدَى مُتهَلِّلَهْ

وعنْك أحاديثُ الهِباتِ صحيحةٌ

عَلَيْكَ غَدَتْ وَقْفاً وفي النّاسِ مُرْسَلَهْ

فوجْهُك للشمْسِ المنيرةِ مُخجِلٌ

وكفُّكَ للغيْثِ الهَتون مُبخِّلَهْ

وخَيْلُك في أعْرافها لك آيةٌ

مُسوّغةٌ مالَ العِدَى ومُنَفِّلَهْ

فهُنِّئتَ ما استَقْبلْتَ يا مَلِكَ الهدى

من العِزّ لا زالتْ سُعودُكَ مُقْبِلَهْ

لقد قَلّد الرحْمنُ أمْرَ عبادِه

إماماً لهُ في العدْلِ أرْفعُ مَنْزِلَهْ

إمامُ هُدىً قد شُرِّف الملكُ باسْمِه

كما شرَّفَ السيفُ اليَمانيُّ مِحْمَلَهْ

غَدا مُشْبهاً في الحِلمِ والعزْمِ والنّدى

مؤيَّدَهُ مَنصورَهُ مُتوكِّلَهْ

وهَل تقتدي الأملاك إلا بيُوسفٍ

فقدْ عَلِموا إخْباتَهُ وتبتُّلَهْ

وهل تخضَعُ الأبطال إلا لِيوسُفٍ

إذا هو يومَ الرّوعِ جرّد مُنصُلَهْ

كأنّي بخيْل اللهِ وهوَ يُجيلها

لفتح بلادِ الكُفْرِ غرّاً محجّلَهْ

وهِندِيُّهُ قد صحّ أنّ هُيامَهُ

بِهامِ العِدَى أنحى عليها وأنْحلَهْ

وأسْمَرُهُ الخطّيُّ من طرَبٍ بِها

ترنّحَ في كفّ الكَميِّ فأرْسَلَهْ

أقامَ صَغاهُ في نحور عُداته

فللهِ ما أعْداهُ حُكماً وأعْدَلَهْ

ملائكَةُ السّبعِ الطِّباقِ تَحُفُّهُ

إذا ما غَدا والنّصْر يَقْدُمُ جَحْفَلَهْ

وكمْ واردٍ يَبْغي النّدى أمَّ بابَهُ

فأورَدَهُ جَدوى يَديهِ وأنْهَلَهْ

هو الملِكُ الموْلى الهمامُ الذي لهُ

مَكارمُ تُزْري بالغمائم مُسْبَلَهْ

ورأيٌ رشيدٌ لوْ تقادمَ عهْدُهُ

لأمّلَهُ فيه الرّشيدُ وأمّ لَهْ

من النفَرِ الغرّ الذين وُجوهُهُمْ

لإشراقِها تعْنو البُدورُ مُكَمَّلَهْ

لك المجْدُ في الأمْلاكِ يُرْوى حَديثُه

وقَيْسُ بنُ سعْدٍ في القديم تأثّلَهْ

فآباؤك الأنصارُ جاءت بذكْرِهمْ

لنا سُوَرٌ في مُحْكَمِ الذكر مُنزَلَهْ

هُمُ أوْضحوا نَهْجَ الهِدايةِ للوَرى

وهمْ نصرُوا دينَ الإلهِ ومُرسَلَهْ

سَعى نحْوَهُ السيفُ الصقيلُ فراعَهُ

وجَدّ لهُ الرمحُ الطويل فجدّلَهْ

بماذا عَسَى يُثْني البَليغُ وقدْ أتَتْ

بذلك آياتُ الكِتابِ مُفَصَّلَهْ

أموْلايَ لا يأتي بوَصفك شاعرٌ

ولوْ أنّ قُسّاً فيه أعْمل مِقْوَلَهْ

ولكنّ بالأمْداحِ آتي فإنّها

بأغراضِ من يأتي بها مُتكفّلَهْ

فعبْدُكَ يُهْديها إليك وسائِلاً

أبى اللهُ أنْ تُلفَى بجودك مُهْمَلَهْ

أقِلْهُ أنِلْهُ وفِّ ما قدْ وعَدتَهُ

قديماً وبلّغْهُ الذي منكَ أمّلَهْ

نَداكَ غَمامٌ والنّظامُ حديقةٌ

بهِ قدْ غدتْ أدْواحُها مُتهدِّلَهْ

وهل هُوَ إلا الروضُ باكرهُ الحَيا

فأوْدَعَ ريّاهُ صَباهُ وشَمْألَهْ

فتأخُذُ من جَزْل النّظام قلائِداً

وتعطي جَزيلَ المالِ من غيْر مسألَهْ

فدُمْ ناصِرَ الدّين الحنيفِ وكهْفَهُ

ومَلجأهُ في الحادثاتِ وموئِلَهْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إليك تباشير البشائر مقبله

قصيدة إليك تباشير البشائر مقبله لـ ابن فركون وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي