إليك سعيد الخير جابت مطيتي
أبيات قصيدة إليك سعيد الخير جابت مطيتي لـ معن بن أوس المزني

إِلَيكَ سَعيدَ الخَيرِ جابَت مَطِيَّتي
فُروجَ الفَيافي وَهِيَ عَوجاءُ عَيهَلُ
بأَشعثَ مِن طُولِ السُرى عَسَفَت بِهِ
إِلَيكَ عَلَنداةٌ مِنَ العَيسِ عَيطَلُ
تَرى أَنَّهُ لا قَصرَ عَنكَ وَما لَها
سَواءَكَ مِن قَصرٍ وَلا عَنكَ مَعدِلُ
فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرِئٍ مُتَناوِلٍ
مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلتَ أَطوَلُ
وَلا بَلَغَ المُهدون نَحوكَ مِدحَةً
وَلَو صَدَقوا إِلّا الَّذي فيكَ أَفضَلُ
وَكَم مِن ثَناءٍ صالِحٍ كُنتَ أَهلَهُ
مُدِحتَ بِهِ تُجزى بِذاكَ وَتَقبلُ
وَإِنَّ المُصَفّى مِن قُرَيشٍ دِعامَةٌ
لَمَن نابَهُ حِرزٌ نَجاةٌ وَمَعقِلُ
وَقَد عَلِمَت بَطحاءُ مَكَّةَ أَنَّهُ
لَهُ العِزُّ مِنها وَالقَديمُ المُؤثَّلُ
إِذا ما تَسامَت مِن قُرَيشٍ فُروعُها
فَبَيتُكَ أَعلاها وَعِزُّكَ أَطوَلُ
أَخو شَتَواتٍ لا تَزالُ قُدورُهُ
يُحَلُّ عَلى أَرجائِها ثُمَّ يُرحَلُ
إِذا ما اِنتَحاها المُرمِلونَ رَأَيتَها
لَوَشكِ قِراها وَهِيَ بِالجَزلِ تُشعَلُ
سَمِعتَ لَها لَغطاً إِذا ما تَغَطمَطَت
كَهَدرِ الجِمالِ رُزَّماً حينَ تُجفَلُ
تَرى كُلَّ دَهماءِ السَراةِ نَبيلَةٍ
شُماخِيَّةٍ في يافِعٍ لا تُزَمَّلُ
تَرى البازِلَ الكَوماءَ فيها بِأَسرِها
مُقَبَّضَةً في قَعرِها ما تَحَلحَل
كَأَنَّ الكُهولَ الشُمطَ في حَجَراتِها
تَعاطَسُ في تَيّارِها حينَ تَحفِلُ
إِذا التَطَمَت أَمواجُها فَكأَنَّها
عَوائِذُ دُهمٌ في المَحَلَّةِ قُيَّلُ
إِذا اِحتَفَلَت أَوشازُها فَكَأَنَّما
يُزَعزِعُها مِن شِدَّةِ الغَليِ أَفكَلُ
فَتِلكَ قُدورٌ لا تَزالُ مُقيمَةً
لِمَن نابَها فيها مَعاشٌ وَمَأكَلُ
وَجارُكَ مُحفوظٌ مَنيعٌ بِنَجوَةٍ
عَن الضَيمِ لا يُقصى وَلا يَتَذَلَّلُ
وَتَأبى فَلا تُعطي عَلى الخَسفِ دِرَّةً
مُبِسّاً وَلَكِن بِالتَوَدُدِ تُخبِلُ
مِنَ القَومِ مَغشِيُّ الرَواقِ كَأَنَّهُ
إِذا سيمَ ضَيماً خادِرٌ يَتَبَسَّلُ
ضُبارِمَةٌ لَيثٌ مُدِلٌ مُؤارِبٌ
لَهُ في عَرينِ الغابِ عِرسٌ وَأَشبُلُ
أَخو العُرفِ مَعروفٌ لَهُ الدينُ وَالنَدى
حَليفانِ ما دامَت تِعارٌ وَيَذبُلُ
تَبَحبَحتَ في بَحبُوحَةِ المَجدِ مِنهُمُ
بِرابِيَةٍ تَعلو الرَوابِيَ مِن عَلُ
رَأَيتُ اِنثِلاماً بَينَنا فَرَقَعتُهُ
بِرفِقي وَإِحيائي وَقَد يُرقَعُ الثلمُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة إليك سعيد الخير جابت مطيتي
قصيدة إليك سعيد الخير جابت مطيتي لـ معن بن أوس المزني وعدد أبياتها خمسة و عشرون.
عن معن بن أوس المزني
معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني. شاعر فحل، من مخضرمي الجاهلية والإسلام، له مدائح في جماعة من الصحابة، رحل إلى الشام والبصرة، وكف بصره في أواخر أيامه، وكان يتردد إلى عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب فيبالغان في إكرامه. له أخبار مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ، وكان معاوية يفضله ويقول: أشعر أهل الجاهلية زهير بن أبي سلمى، وأشعر أهل الإسلام ابنه كعب ومعن بن أوس. وهو صاحب لامية العجم التي أولها: لعمرك ما أدري وإني لأوجل على أينا تعدو المنية أول مات في المدينة.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب