إليك غصوني يا طيور الحقائق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إليك غصوني يا طيور الحقائق لـ مصطفى صادق الرافعي

اقتباس من قصيدة إليك غصوني يا طيور الحقائق لـ مصطفى صادق الرافعي

إِليكِ غصوني يا طيور الحقائقِ

ليسمع في ذا الفجر صوت حدائقي

فما إن ارى كالحسن ابدع صامت

يجلُّ بهِ في الشعر ابدعُ ناطقِ

وافخم اصوات الطبيعة راعدٌ

يجلجلُ في الآفاق من حسن بارقِ

فيا خالق الدنيا منىً وحقائقاً

ليعرفهُ أهل المنى والحقائقِ

لقد يبصر المرءُ السما ونجومها

وما في العُلى من معجزات خوارقِ

ويبصر ما أبدعتَ في الأرض كلها

مغاربها القُصوى معاً والمشارقِ

ويبصر ما اجملتَ من متناسب

عجيب وما فصَّلت من متناسقِ

يرى كل هذا ساكن القلب وامقاً

بالحاظه واللحظ حُبُّ المنافقِ

بلى ويرى من كبرهِ كل رائع

ضئيلاً كأن المرءَ في رأس شاهقِ

ولكن متى يبصر بحسناءَ ينتفض

ويستشعر المخلوق هيبة خالقِ

يرى لحظها مسترسلاً في فؤَادهِ

يفكك ما بين المنى من علائقِ

وتغمرهُ من حسنها كل موجة

يميل عليها القلب مثل الزوارقِ

وتملأُهُ شوقاً يطيف بروحهِ

فيُشعرها الإِجلالُ من كل شائقِ

وتتركهُ في الحسّ كالروح نفسها

وكالفكر في ذوق المعاني الدقائقِ

هناك يرى في كل مبتسمٍ ضيا

ينيرُ من الآمال في كل غاسقِ

هناك يرى فجراً لكوكب قلبهِ

وناهيك من نجم على الفجر خافقِ

هناك حواشي الفجر رفَافةُ الندى

تمجُّ رشاش الكوثر المتدافقِ

هناك باقصى الفجر اجملُ مشرقٍ

يرى منهُ نور الله أَجمل شارقِ

لعمري لقد كانت لحواءَ فطنة

وكان أبونا آدمٌ غير حاذقِ

قضى قبل ان يمضي من الخلد ساعةً

وليس بهِ الاَّ اهتمام المُفارقِ

بئيسٌ على ما كان مكتئب لما

يكون بصدر واهن الصبر ضائق

فلم يغتنم من ساعة لم تَعُد لهُ

وكان بها من ساعة جِدَّ واثقِ

ولكن حواءَ الجميلة أسرعت

خواطرها كالبارق المتلاحقِ

رأت انها جفَّت على قلب آدم

ولمَّا تزل في ظل فنينان وارقِ

فكيف اذا ما غادرا الخلد بتَّةً

وعاد عليها آدم عود حانقِ

وهبَّت اعاصير الجدال وانشأت

سحائبهُ يرمينها بالصواعقِ

وكانت ترى في جنة الخلد جوهراً

يسمونهُ في الخلد قلب المعانقِ

ولما اتى وقت الخروج وعرّيا

سوى الحلة الخضراء دون المناطقِ

مشى آدمٌ يشكو لها متباطئاً

ولكنها زمَّت فماً غير ناطقِ

فأَعجبهُ منها السكوت ولم تكن

لتسكت في شيءٍ سكوت موافقٍ

وظن بها من روعة الحزن حكمةً

تبصّرها في امر هذي العوائقِ

ولو فتحت فاها الملائكُ عندها

لكانت رأَت فيهِ جريمة سارقِ

فقد اخذت حواءُ جوهرة الهوى

وفازت بحظ في المحبة فائقِ

فحين رآها آدم في ابتسامها

رأَى الحب ابهى ما يكون لرامقِ

ومرَّ بعينيه الشعاع وسحرهُ

يريهِ الهوى احلام يقظان صادقِ

ففي القبلة الاولى درى حاضر المنى

وفي القبلة الأخرى نسي كل سابقٍ

لذاك نرى حب الجواهر فطرة

لكل النسا معدودة في الخلائقِ

وما برحت آثار جوهرة الهوى

تلألأُ في كل ابتسامٍ لعاشقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إليك غصوني يا طيور الحقائق

قصيدة إليك غصوني يا طيور الحقائق لـ مصطفى صادق الرافعي وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر. أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول. وله رسائل في الأدب والسياسة. له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب -ط) ، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط) ، (حديث القمر -ط) ، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها[١]

تعريف مصطفى صادق الرافعي في ويكيبيديا

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي. تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي