إما تري ظلل الأيام قد حسرت

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إما تري ظلل الأيام قد حسرت لـ النابغة الجعدي

اقتباس من قصيدة إما تري ظلل الأيام قد حسرت لـ النابغة الجعدي

إِمّا تَري ظُلَلَ الأَيامِ قَد حَسَرَت

عَنّي وشمَرتُ ذيلاً كانَ ذَيّالا

وَعمَّمتني بَقايا الدَهرِ مِن قُطُنٍ

فَقَد أُنَضِّجُ ذا فِرقينِ مَيّالا

فَقَد تَرُوعُ الغَواني طَلعَتي شَعَفاً

يَنصُصنَ أَجيادَ أُدمٍ تَرتَعي ضالا

في غُرَّةِ الدَهرِ إِذ نُعمانُ ذُو تَبَعٍ

وَإِذ تَرى الناسَ في الأَهواءِ هُمّالا

حَتّى أَتَى أَحمَدُ الفُرقانُ يَقرَأُهُ

فِينا وَكُنّا بِغَيبِ الأَمرِ جُهّالا

فَالحمدُ لِلّهِ إِذ لَم يأتِني أَجَلي

حَتّى لَبِستُ مِنَ الإِسلامِ سِربالا

يا بِنَ الحَيا إِنَّني لَولا الإلهُ وَما

قالَ الرَسُولُ لَقَد أَنسيَتُكَ الخالا

لَقَد وَسَمتُك وَسماً لاَ يُغَيَّبُهُ

ثَوباكَ يَبرُقُ في الأَعناقِ أَحوالا

أَنّى تُهَمِّمُ فِينا الناقِصاتُ وَقَد

كُنّا نُقَدِّمُ لِلظُلاّمِ أَنكالا

فَإِنَّ صَخرَتَنا أَعيَت أَباكَ فَلا

يَألُو لَها ما استَطاعَ الدَهرَ إِخبالا

رُدَّت مَعَاوِلُهُ خثُماً مُفَلَّلَةً

وَصادَفَت أَخضَرَ الجالَينِ صَلاّلا

فَاذكُر مَسَاعِيَ أَقوَامٍ فَخَرتَ بِهِم

وَلاَ تَدَعهُم مِنَ الأَسماءِ أَغفالا

فَقُل هُمُ رَحَلُوا يَوماً إِلى مَلِكٍ

وَقَطَّعُوا عَن عُناةِ الشَعبِ أَغلالا

كَما فَعَلنا بِحَسّانَ الرَئِيسِ وَبِا

بنِ الجونِ إِذ لا يُريدُ الناسُ إِقبالا

إِذ أَصعَدَت عامِرٌ لا شَيءَ يَحسِبُهُم

حَتّى يَروا دُونَهُم هَضباً وأَنوالا

حَتّى عَطَفناهُمُ عَطفَ الضَرَّوسِ وَهُم

يَلقَونَ مِمّا تخافُ النَفسُ بَلبالا

أَو قُل هُمُ قاتَلُوا شَهباءَ مُضلِعَةً

قَد قَذَفَت في قُلُوبِ الناسِ أَهوالا

مِن بَعدِ ما استَنطَقَت حَيَّ الحَرِيشِ وَحَي

ياً مِن عُبادَةَ لَم تُنعِمهُمُ بالا

وَمِثلَهُم مِن بَنِي عَبسٍ تَدُقُّهُمُ

دَقَّ الرَحَى الحَبَّ إِدباراً وَإِقبَالا

شَهباءُ فِلقٌ شَمُوسُ نَشرُها ذَفِرٌ

تَلَبَّسَت مِن ثِيابِ الكُرهِ أَجلالا

ثُمَّ استَمَرَّت شَمُوسُ الرِّيحِ سَاكِنَةً

تُزجِي رَباعاً ضِعافَ الوَطءِ أَطفالا

حَتّى لَحِقناهُمُ تُعدِي فَوارِسُنا

كأَنَّنا رَعنُ قُفٍّ يَرفَعُ الآلا

فَلَم نُوَقِّف مُشيلينَ الرِماحَ وَلَم

نُوجَد عَواويرَ يَومَ الروع عُزّالا

حَتّى خَرَجنَ بِنا مِن جوفِ كَوكَبِهِم

حُمراً مِنَ الطَعنِ أَعناقاً وأَكفالا

ثُمَّ نَزَلنا وَكَسَّرنا الرِماحَ وَجَر

رَدنا صَفِيحاً كَسَتهُ الرومُ دَجّالا

فِي غَمرَةِ المَوتِ نَغشاها وَنَركَبُها

ثُمَتَ تَبدُو كِرامَ الصَبرِ أَبطالا

حَتّى غَلَبنا وَلَولا نَحنُ قَد عَلِمُوا

حَلَّت سَليلاً عَذارِيهِم وَجُمّالا

فَإِن يَكُن حاجِبٌ مِمَّن فَخَرتَ بِهِ

فَلَم يَكُن حاجِبٌ عَمّاً وَلا خالا

فَإِن يَكُن قَدَمٌ بِالشامِ يَنشُدُها

فإِنَّ بِالشامِ أَقداماً وَأَوصالا

مِنَ الجُنودِ وَمِمَّن لا تَعُدُ فَلا

تَفخَر بِما كانَ فيهِ الناسُ أَمثالا

نَحنُ الفَوارِسُ يَومي رَحرَحانَ وَقَد

ظَنَّت هَوازِنُ أَنَّ العِزَّ قَد زالا

وَيَومَ مَكَّةَ إِذ ماجَدتُمُ نَفَراً

حاموا عَلى عُقَدِ الأَحسابِ أَزوالا

عِندَ النَجاشيِّ إِذ تُعطون أَيدِيَكُم

مُقَرَّنينَ وَلا تَرجونَ إِرسالا

إِذ تَستَحِبّونَ عِندَ الخَذلِ أَنَّ لَكُم

مِن آلِ جَعدَةَ أَعماماً وَأَخوالا

لَو تَستَطِيعونَ أَن تُلقُوا جُلُودَكُمُ

وَتَجعَلُوا جِلدَ عبد اللَهِ سِربالا

إِذَن تَسَربَلتُمُ فِيهِ ليُنجِيَكُم

مِمّا يَقولُ اِبنُ ذِي الجَدّينِ إِذ قالا

حَتّى وَهَبتُم لِعَبدِ اللَهِ صاحِبَهُ

وَالقَولُ فِيكُم بإِذنِ اللَهِ ما فالا

تِلكَ المَكارِمُ لا قَعبانِ مِن لَبَنٍ

شِيبا بِماءٍ فَعادا بَعدُ أَبوالا

وَقَد أُرَوِّي نَديمي مِن مُشَعشَعَةٍ

وَقَد أُقلِّبُ أَوراكاً وأكفالا

شرح ومعاني كلمات قصيدة إما تري ظلل الأيام قد حسرت

قصيدة إما تري ظلل الأيام قد حسرت لـ النابغة الجعدي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن النابغة الجعدي

قيس بن عبد الله، بن عُدَس بن ربيعة، الجعدي العامري، أبو ليلى. شاعر مفلق، صحابي من المعمرين، اشتهر في الجاهلية وسمي النابغة لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثمَّ نبغ فقاله، وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر قبل ظهور الإسلام. ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وأدرك صفّين فشهدها مع علي كرم الله وجهه، ثم سكن الكوفة فَسَيّره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها فمات فيها وقد كُفَّ بصره وجاوز المائة.[١]

تعريف النابغة الجعدي في ويكيبيديا

أبو ليلى النابغة الجعدي الكعبي (55 ق هـ/568م - 65 هـ/684م): شاعر، صحابي، ومن المعمرين. ولد في الفلج (الأفلاج) جنوبي نجد. اشتهر في الجاهلية، وقيل إنه زار اللخميين بالحيرة. وسمي «النابغة» لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقوم الشعر ثم نبغ فقاله. وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر، قبل ظهور الإسلام. جاء عنه في سير أعلام النبلاء: «النابغة الجعدي أبو ليلى، شاعر زمانه، له صحبة، ووفادة، ورواية. وهو من بني عامر بن صعصعة. يقال: عاش مائة وعشرين سنة. وكان يتنقل في البلاد، ويمتدح الأمراء. وامتد عمره، قيل: عاش إلى حدود سنة سبعين».وقدم وهو سيد قومه مع وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 9 هـ / 630م، فأسلم. وشهد فتح فارس، وحارب مع علي بن أبي طالب معركة صفين وهو شيخًا كبير. ثم سكن الكوفة، فسيره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها، فمات فيها وقد كف بصره سنة 65 هـ / 684، وجاوز المِئَة واثنا عشر سنة، وقيل مئة وعشرون سنة.والنابغة شاعر متقدم صنفه ابن سلام في رأس الطبقة الثالثة من الجاهليين مع أبو ذؤيب الهذلي والشماخ بن ضرار، لبيد بن ربيعة ووصفه بأنه شاعر مُفلْق. نظم النابغة الشعر كبيراً، فمدح، وفخر، ووصف مآثر قومه، وهاجى ليلى الأخيلية، وأوس بن مغراء والأخطل، فتغلبوا عليه، وكان من أوصف الشعراء للخيل، وشعره متفاوت لعدم تهذيبه، جمعت شعره المستشرقة الإيطالية ماريا نلينو في «ديوان» مع ترجمة إلى الإيطالية وتحقيقات.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي