إنما الدنيا فناء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إنما الدنيا فناء لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

اقتباس من قصيدة إنما الدنيا فناء لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

إِنّما الدّنيا فَناءٌ

قَد نَأى عَنها البقاءُ

لَم يَكُن فيها اِرتِياحٌ

إِنّما فيها العَناءُ

لَم تَكُن تَحفَظُ ودّاً

لم يُفِد منها الإخاءُ

طبعُها نقضُ عُهودٍ

ما لها يوماً وفاءُ

غدرُها داءٌ عُضالٌ

ما له فيها دَواءُ

فِعلُها مَكرٌ وخدْعٌ

ونفاقٌ ورِياءُ

صَفْوُها الأكدار دوماً

أينَ لي فيها الصّفاءُ

عَيشُها همٌّ وغمٌّ

وكُروبٌ وبَلاءُ

حُلوةٌ تخضرُّ عَيشاً

طعمُه فيه الأذاءُ

كُلَّما فيها ضَحِكنا

أَعقَبَ الضحكَ البُكاءُ

لم يدُمْ فيها سُرورٌ

لم يدُم فيها هناءُ

لَم يَدُم فيها اِفتِقارٌ

لم يدم فيها غناءُ

لَم يَدُم فيها اِجتِماعٌ

لَم يَدُم فيها اِلتِقاءُ

فهيَ لا شكَّ فِراقٌ

وبِعادٌ وجَفاءُ

وهي لا شكَّ مَجازٌ

ما لنا فيه اِستِواءُ

عُمرُنا فيها قصيرٌ

ما له فيه ثَواءُ

إِنّهُ لو طالَ فيها

لَصَباحٌ أو مساءُ

جَيشُها كانَ المَنايا

شَأنُهُ فينا الغَزاءُ

لا تُضاهيها أسودٌ

لو بَدا منها اِجتِراءُ

فَلَها الآسادُ تخشى

إذ لها فيها السّطاءُ

ما نجا منها عَظيمٌ

أينَ ينجو العظماءُ

كم مليكٍ صرَعتهُ

ما له فيها فِداءُ

كم كريمٍ أخذتهُ

ظلَّ يبكيه السّخاءُ

فَجعَتنا بِكَريمٍ

فيه تسمو الكُرَماءُ

فَجعَتنا بأديبٍ

عَنهُ تَروي الأُدَباءُ

فَجعتنا بِشَريفٍ

فيهِ تَعلو الشّرفاءُ

فَجعتنا ببليغٍ

منه تعيا البُلَغاءُ

كانَ في الدّنيا كَشَمسٍ

عمَّها منه الضياءُ

اِبنُ نصّارٍ وأَنعِمْ

مَنْ بهم طابَ الثّناءُ

فَهوَ ذو العَلياءِ يَحيا

مَن به يحيا العلاءُ

عَينُ صَيدا وحَلاها

وَلَها فيهِ اِعتِلاءُ

وَهوَ بَدرٌ فيهِ كانَتْ

تغبِطُ الأرضَ السماءُ

مَنْ له عِزٌّ وفخرٌ

مَن لَهُ المجدُ رداءُ

وكَمالٌ وجمالٌ

وجلالٌ وبهاءُ

وله حِلمٌ وحزمٌ

ثُمَّ عَزمٌ ومضاءُ

وسخاءٌ وعطاءٌ

ووقارٌ وحياءُ

حينَ أَودى وَعَلِمنا

فَبِنا ضاقَ الفضاءُ

وَبَكَيناه دُموعاً

هيَ لا شكّ دماءُ

لَم يَكُن يُجدي بكاءٌ

ليتَه يُجدي البكاءُ

مَوتُهُ خَطْبٌ عظيمٌ

عمّنا فيه البلاءُ

لَيتَه قَد كانَ يحيا

وبه يحيا الهناءُ

لَيتَه قَد كانَ يُفدى

وَلَهُ الدّنيا فِداءُ

هَل لِمَوتٍ مِن شِفاءٍ

لَيسَ لِلمَوتِ شِفاءُ

رَبِّ صَبراً وَرِضاءً

بِالّذي يَقضي القضاءُ

رَبِّ أَجراً في مُصابٍ

ما لَنا عَنهُ عَزاءُ

رَبِّ وَاِمْنَحْهُ نَعيماً

ما لَهُ مِنكَ اِنقِضاءُ

وَعَليهِ مِنكَ فَضلاً

رَحماتٌ ورِضاءُ

كُلّما جاءَ صَباحٌ

ظَلَّ يَتلوهُ المَساءُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إنما الدنيا فناء

قصيدة إنما الدنيا فناء لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن المفتي عبد اللطيف فتح الله

المفتي عبد اللطيف فتح الله

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي