إني فضضت عن الدموع ختاما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إني فضضت عن الدموع ختاما لـ عبد الكريم القيسي الأندلسي

اقتباس من قصيدة إني فضضت عن الدموع ختاما لـ عبد الكريم القيسي الأندلسي

إنّي فضضتُ عن الدّموع خِتاماً

فغدت تسيل بوجْنَتيَّ غَمَامَا

شوقاً إِلى عيش مضى بأحبّةٍ

كانوا وعيشهُمُ عليَّ كِراما

لم أقْضِ بعض حُقوقِهم حتّى انقضَتْ

أيّامُهم فحسبتُها أحْلامَا

فأنا أُخَيِّلُ بالضّمير عهودَهم

وَهْماً وأجعل أنْسيَ الأوْهاما

وأصيحُ إنْ هاجت بقلبي زفرةٌ

من ذكرِهِمْ أخْشى بها الإِعْدَامَا

يا ساكنينَ ببسطةٍ دوني ولي

قلتٌ بهم ما يسْتفيق غرامَا

وإنّني إنْ كنت عنكم نازحاً

فالقلب في تلك الدّيار أقاما

وجلالِكم وجمالِكم وكمالِكم

قَسَماً بذلك كلِّه إعْظامَا

ما لي بغير حديِثكم شغلٌ ولا

أرْعى لغيرِكُمُ هوىً وذِماما

وحَلالُ نَوْمِي بالفراقِ جعلتُه

من يوم فُرقتكم عليّ حرامَا

فالنّومُ قد عادى الجفون ضرورةً

فغدت جفوني ما تذوق منامَا

ونسيمُكُمْ لَوْ زارني لَوجدتُه

بَرْداً على نار الحشى وسلاما

ولكنتُ أنْشَقُ من شذاهُ إذا سرى

عَرْفاً يداوي بالخشَى الآلاما

لكنّ أسري عن شذاه صَدَّنِي

فأنا أذوب صبابةً وهُياما

في دار كفر أظلمتْ أرْجاؤُها

حتّى تبدّتْ للعيانِ ظلاما

في قعر بيتٍ غُولُه مجموعةٌ

والهامُ فيه قد أجاب الهاما

ما لي به أُنسٌ سوى تذكارِكم

ومدامعٍ حُمرٍ تفيضُ سِجاما

وبجامِعٍ جُمِعَتْ يَدَايَ وقُرْمَةٍ

مَنَعَتْ قيامي إنْ أردتُ قياما

والشَّبُّ والإبريق كلٍّ منهما

نُصْبَ العيان بجانبي قدْ قاما

وكفى بمَنْ حَكَمَ الإلهُ بكُفْرِه

أُصغِي إليه إذا يقول كلاما

هذا الذي عيْني تُشاهِد بعدَكُمْ

وتراه متَّصِلاً يدوم دَوَاما

لكنّني متعلّقٌ بدعائكمْ

أرجو به للنّائباتِ تَماما

فتعودُ أيّامي كما كانتْ بكم

غُرَراً تفوق بحسْنها الأيّاما

وتوسُّلي لله جلّ جلالُه

في نقضِ ما أمْضى به الأحْكاما

بمُحمّدٍ خيرِ البريّةِ مَحْتِداً

وأجلِّ مَنْ صلّى الصلاةَ وصاما

يا فوز ما أضْحى به متوسِّلاً

وغدا له فيما ينوب إمَامَا

صلّى عليه الله من هادٍ رِضىً

ما زاره ركبٌ فنال مراما

شرح ومعاني كلمات قصيدة إني فضضت عن الدموع ختاما

قصيدة إني فضضت عن الدموع ختاما لـ عبد الكريم القيسي الأندلسي وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن عبد الكريم القيسي الأندلسي

عبد الكريم القيسي الأندلسي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي