إني هنا أيتها المدينة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إني هنا أيتها المدينة لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة إني هنا أيتها المدينة لـ صالح الشرنوبي

إني هنا أيتها المدينة

الحرّة الفاجرة المجنونه

أحبس في جفني الرؤى السجينه

والأدمع الوالهة السّخينه

إني هنا أُغربل السكينه

وأزرع الخواطر الحزينه

ملء ضفاف الوحدة المسكينه

وفي يدي فجرى ستعبدينه

يوم تزول الوحدة الملعونه

إني هنا فعربدي وثوري

ملء عنان اللهو والأسرور

ومزّقي بضحكك المخمور

غلالة ينسجها تفكيري

لتستر العريان من شعوري

ويحجب اللافح من سعيري

الجائح المدمّر الضّرير

يودّ لو يعصف بالقصور

وساكنيها عابدي الفجور

النائمين في حمى الحرير

الغافلين عن أسى الفقير

ولوعة المشرّد المدحور

الوالغين في الدم المهدور

من عصب الكادح والأجير

إني هنا يا جنّة الحقير

آكل جوعي وأضمّ نيري

وليس لي في الأرض من نصير

إلّا ضميري آه من ضميري

ألبسني ممزّق الستور

وجاء بي حيّاً إلى القبور

أقرأُ في ظلامها مصيري

وأعرف الغاية من مسيري

بعد احتراق الأمل الأخير

وفرقة الصاحب والعشير

هذا أنا في العالم الكبير

فوق ربا المقطّم المهجور

متخذا من أرضه سريري

من الحصى والطين والصخور

وتحت سقف الأفق المطير

والعاصف المزمجر المقرور

أنام نوم العاجز الموتور

على نباح الكلب والهرير

وقهقهات الرعد في الديجور

تسخر من عجزي ومن قصوري

ومن ضراعاتي إلى المقدور

وقلبيَ المحطم الكسير

وأنت يا زنجية الضمير

تدرين قدري وترين نوري

فتفجرين ضحكة المغرور

وترتدين كفن المقبور

هازئة كالزمن العيهور

من المثالي الفتى الطهور

فلتهزئي فلست بالمقهور

ولتغرقي هزءا فلن تثيري

إلّا دخان الحاقد المسعور

وثورة المقيّد الأسير

ولن تعيشي في فم الدهور

إلا بفنّ الشاعر القدير

الحائر المضطرب الممرور

تحيّة الخلد إلى العصور

وآية الجبّار في المجبور

ونفحة الأقداس في الماخور

الواحة السجواءُ في الهجير

تشرب نار الفدفد المسجور

لترسل الظلّ إلى المحرور

إنّي هنا أيّتها المدينة

الحرّة الفاجرة المجنونه

أحبس في جفني الرؤى السجينه

والأدمع الوالهة السخينه

إنّي هنا أغربل السكينه

وأزرع الخواطر الحزينه

ملء ضفاف الوحدة المسكينه

وفي يدي فجرى ستعبدينه

يوم تزول الوحدة الملعونه

شرح ومعاني كلمات قصيدة إني هنا أيتها المدينة

قصيدة إني هنا أيتها المدينة لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي