إن التي شغف الفؤاد هواها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن التي شغف الفؤاد هواها لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة إن التي شغف الفؤاد هواها لـ ابن فركون

إنّ التي شغَفَ الفؤادَ هواها

قضَتِ الليالِي أن تُطيلَ نَواها

عجَباً لها إذْ أتْلَفَتْ ببِعادِها

قلباً مَشوقاً لمْ يزَلْ مَثواهَا

يا ليتَها رَحمَتْ مُعَنّىً مُغْرَماً

لمْ يدرِ ما مَعْنى الهَوى لوْلاها

زعَمَ العواذِلُ أنّ قلبيَ عاشِقٌ

صدَقُوا ولكن لا يُريدُ سواها

هيْهاتَ يطْمَعُ أن يدينَ لسَلْوةٍ

بعْدَ الذي فَعَلتْ به عَيْناها

قالوا تناسَتْ عهْدَ وُدّكَ إذْ نأَتْ

عنْها الرّكابُ وأنتَ لا تَنساها

فأجَبْتُ كُفّوا لسْتُ أسمَعُ عَذْلَكُمْ

أوَ ما علِمْتُمْ أنّني أهْواها

كمْ بتُّ أسْهَرُ قائلاً يا لَيْتَها

لوْ أنها سمَحَتْ بيومِ لِقاها

لوْ أنها جادَتْ بأيْسَرِ لحظَةٍ

فازَتْ يَدي من دهْرِها بمُناها

لوْ أنها رضيَتْ لجُدتُ بكلِّ ما

ملكَتْ يَميني في سَبيل رِضاها

حتى أباحَتْ لمْحَة من وصْلِها

سمَحَتْ بها الأيامُ بعْدَ جفاها

بخِلَتْ زماناً بالوِصالِ وعندَما

جادَتْ عليَّ نَوى الزّمانُ نَواها

قدْ كان طيبُ الوصْلِ لمحةَ بارِقٍ

آهاً عليْها بعْدَ ذلك آهَا

عهْدي بها والسّحْرُ من أجْفانِها

كُلُّ النُّهى عن صَبْرِها ينْهاها

عهْدي بِها والوَرْد من وجَناتِها

باللحْظِ يُمْنَعُ مَن يَرومُ جَناها

عهْدي بِها والطّيبُ يُذْكَى عَرْفُهُ

منْها فأحْيا النّفْسَ إذ حيّاها

تحْكي الحَدائِقَ نضْرَةً وشمائِلاً

فلذاكَ أصْبو إذْ تهُبُّ صباها

تحْكي الكواكبَ رفعةً وتهلّلاً

فأبيتُ منْ كَلَفٍ بها أرْعاها

لله طَلْعَتُها التي قد أُطْلِعَتْ

فجَلتْ على العُشّاقِ شمْسَ ضُحاها

للهِ ما أحْلى محاسِنَ وجْهِها

وأرقَّ معْناها وأعْذبَ فاهَا

للهِ ما أحْلى شمائِلَها التي

ترَكَتْ فُؤادي هائِماً بحُلاها

عجَباً لها حلّتْ فؤادَ مُتيّمٍ

كلِفٍ بغيْر الفكْرِ لا يَلْقاها

ولئنْ كلِفْتُ برَبْعِها فتشوّقي

من أجْلِ مَعْناها إلى مغْناها

وأجيبُ من قدْ لامَني في ذكرِها

دارُ الحَبيبِ أحقُّ أن تهْواها

هي حضرةُ الموْلَى الخليفَةِ يوسُفٍ

شرَفِ الملوكِ إمامِها مَولاها

رحَلتْ ركائِبُهُ ضحًى عن ربعِها

والنّصْرُ يَقدُمُها إلى مَدْعاها

تُنْضي إلى الجبلِ المُنيفِ عزائِماً

أبَتِ المكارِمُ أن تَفُلَّ ظُباها

ترْمي إلى الغرَضِ القَصيّ بأسْهُمٍ

نزَعَ الوَفاءُ بها إلى مَرْماها

لتَحُلَّ ذِرْوَتَهُ كما تبغي العُلَى

وتحُلَّ من فئَةِ الضّلالِ عُراها

أوَ ما عَزائِمُهُ صباحٌ كُلّما

حادَتْ عنِ النّهْجِ القَويمِ هَداها

حلَّ المَعاهِدَ منهُ مولىً ناصرٌ

وفّى حُقوقَ المَجْدِ إذْ وافاها

تبّاً لهمْ لمْ يَقْدُروا قدْرَ الذي

جادَتْ به يُمْناهُ منْ جَدْواها

فهِيَ التي ما ساجَلَتْ سُحُبَ الحَيا

إلا وفاقَ الغادِياتِ نَداها

أوَ ليْسَ من أوْصافِكَ الشّيمُ التي

غَدتِ المُلوكُ بذِكْرِها تتَباهَى

أوَ ليْسَ من أوصافكَ الهِمَمُ التي

تبغي النُجومُ النيِّراتُ عُلاها

هَذا ويا للّهِ من غَرْناطَةٍ

دارٌ نُعيدُ على النّوى ذِكْراها

لمّا نأى موْلايَ عنها أصْبَحَتْ

وقدِ اسْتحالت حالُها وحُلاها

إذْ حيثُ حلّ الناصرُ المَلك الرِّضَى

نلقَى المكارِمَ والعُلى والجاها

ما رجّعَتْ شوْقاً إليْهِ حَنينَها

إلا وصدّ العزْمُ عن لُقْياها

ما أظْمأ الشّوقُ الحَثيثُ بِطاحَها

إلا وغيثُ الدّمْعِ قدْ روّاها

سُحُبُ المَدامِعِ كلّما بخِلَ الحَيا

تحْدو بها الذكْرى إلى سُقياها

فقلوبُ أهْليها يُقلِّبُها الجَوى

لمّا تحامَى بالبِعادِ حِماها

ونُفوسُ أهْليها تَهيمُ بذكْرِه

كَلفاً بما من رِفْدِه أوْلاها

بسطَتْ بنصْركَ للدعاءِ أكُفَّها

واستَوْهَبتْ لكَ في البقاءِ اللهَ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن التي شغف الفؤاد هواها

قصيدة إن التي شغف الفؤاد هواها لـ ابن فركون وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي