إن الذي بجحيم الصد عذبني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن الذي بجحيم الصد عذبني لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة إن الذي بجحيم الصد عذبني لـ ابن حجر العسقلاني

إِنَّ الَّذي بِجَحيم الصدّ عذّبني

مذ بان عنّي لَم أظهر ولم أبِنِ

أَستودعُ اللَه بَدراً حينَ ودّعني

وَسار للسقم وَالتَبريحِ أَودعني

من سرّهُ وَطَنٌ يَوماً أَقام بِهِ

فَإِنَّني ساءَني مِن بَعدِهِ وَطَني

إِنَّ الغَريب الَّذي تنأى أَحِبَّتُهُ

عَن طَرفِهِ لا الَّذي ينأى عَن السَكَنِ

حَبيبُ قَلبي عَلى رغم العذول وَلا

أَشُكُّ أَنّ عذولي فيهِ يَحسُدني

يا صاحبي وَالَّذي أَرجو مودَّتَه

إِنّي اِمتُحِنتُ فساعدني لتسعدني

أَرِّخ بشهرِ سيوفٍ من لواحظه

وَمستَهلِّ دُموعي أَوّل المِحَنِ

وَاِروِ المسلسَل من دَمعي وَعارِضِهِ

بالأوّليّة عَن عشقي وَعَن حَزَني

كالبَدرِ لكن بِلا نقص وَلا كَلَفٍ

في الحسنِ والسنّ والإِشراقِ وَالسننِ

أَخشى عَلَيهِ عيون الناس تنهبه

إِذا بَدا طالِعاً وَالشمس في قرَنِ

تَهتَزُّ كاليَزَنيّ اللَدنِ قامتُه

وَإِنَّما لحظُهُ سَيفُ بنِ ذي يَزَنِ

أَقسمت منهُ بِلُطف في شمائلهِ

أَيمانَ صدق بأَنّي فيهِ ذو شَجَنِ

أَظُنُّهُ لَيسَ يَدري مُنتَهى شجني

عَلَيهِ فَهوَ بغير الوصل يكرِمُني

أَهابُه وَهوَ طلقُ الوَجهِ مبتسِمٌ

فَما أُسائلُه في أَن يواصِلَني

هَذا حَديثي وَحالي وَهوَ منبسِطٌ

فَكَيفَ لَو كانَ بِالتَقطيب قابلني

وَما يَكاد بحسن الوَصل يُطمعني

حَتّى يَعود بقبح الصدّ يوئسني

وَكَم تكلّم في ذمّي يُمازحني

فَلَم تؤخّر لَهُ إِذناً إِذَن أُذني

لَقَد ضننتُ بِهِ حَتّى ضنيت فإن

ساءلت مُكتفياً عَنّي يقال ضني

فَقَدتُ طيبَ الكرى مِنه ومن عجبٍ

فَقدي بنيّر وَجهٍ في الدُجى وسني

يا سائقي لِلرَدى جوزيت صالحة

إِذ كنت أمسي شَهيداً حينَ تَقتلني

وَيا يَدي وَهيَ اليمنى وَيا بصري

لا بَل هوَ النور يَهديني ويرشدني

بك المحبّ منَ الهجرانِ معتصم

فالهَجرُ ليسَ عَلى صَبٍّ بمؤتَمَنِ

سلبتَ نَومي فَإِن لَم تَرعَ لي سهري

فَراعِ طيفَ خَيال منك يطرُقني

أَشكو إِلَيكَ غَراماً قَد أَمِنتُ لَهُ

فَخانَني وَإِلى التَبريح أَسلَمَني

وَمدمعاً كلّما اِستكتَمتُهُ خبري

لَم يَكتم السرّ من عشقي وَلَم يصُنِ

وجملةُ الأَمر إِن تقنع بجملتهِ

فَإِنّ سرّ غَرامي غَيرُ مكتَمنِ

ساعات قربك في الأَيّام نادرةٌ

وَللضنا خَبَرٌ قَد طال في بَدَني

جِسمي أَخَفُّ مِن الريح العَليلة مَع

أَنّي ثقُلتُ بضعف كاد يَقتلني

وَأَصلُ سقمي من لاحٍ يَرى غلطاً

أَنّي أَرى حسناً ما لَيسَ بالحسنِ

ومن عذول دنيء لا خَلاق لَهُ

أَدنى إِلى اللوم من طرفٍ إِلى وَسنِ

أَضحى يشرّدني عمّن كلِفتُ بِهِ

ظُلماً فَكانَ عَلى الحالين شرّدني

كَلَّ اِصطباري لما كُلِّفتُ منه وَقَد

عدِمتُ صبري وَعَزمي حين كلّفني

لا أَبعد اللَه أَحبابي الَّذين شرَوا

رقّ المحبّ بما اِختاروا مِن الثَمنِ

وَلا عدمت لَيالي وصلهم فَبِها

مرحتُ وَهيَ شَبيهُ الروض كالغصُنِ

طابَت خَلائقُهم من صَفوها فَغَدت

تُعزى إِلى عدنَ دَع تُعزى إِلى عدَنِ

كَم قَد تغطّيت من دَهري بظلّهمِ

فعدت لَو رام منّي السوء لَم يرني

وعدت لا أَختشي في الدهر من سقمٍ

إِذ لَيسَ يدرك جسمي ناظر الزمنِ

سَكَنتُ لَيلَ أَمانٍ في ظلال رضىً

فَلَم تَذُق كأسُ طَرفي خمرةَ الوسنِ

فكلّما مرَّ في فكري تذكّرها

ناديت من فرط وَجدي يا أَبا الحسنِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن الذي بجحيم الصد عذبني

قصيدة إن الذي بجحيم الصد عذبني لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي