إن الربيع لسيد الأزمان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن الربيع لسيد الأزمان لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة إن الربيع لسيد الأزمان لـ جميل صدقي الزهاوي

إن الرَّبيع لسيد الأزمانِ

فيه تتم لذاذة الإنسانِ

كَم فيه من زهر يروقك لونه

كَم فيه من روح ومن ريحان

الروض يَزهو نوره في فصله

بِبَدائع الأشكال والألوان

زهر به ثغر الروابي باسم

والجو منه معطر الأردان

في مثل ذلك من زمان مبهج

تَمشي ثلاث كواعب أخدان

لَيلى وَترباها سعادُ وَزينبٌ

يمرحن فوق مناكب الكثبان

مثل الدمى بل فائقات للدمى

في منطق عذب وحسن بيان

من أرفع الأبيات منزلة وقد

جمَّعن كُل محاسن النسوان

فرجحن في الحي النساء صباحة

وَالحي يعبدهن كالأوثان

أَحببن شرح الصدر من أوصابه

فبرزن للصحراء باستئذان

متلاعبات فوق أذيال الربى

وَشعابها كتلاعب الغزلان

ينظمن في سمط الحَرير أزاهراً

فينطنها بالرأس كالتيجان

وَيَضَعنَ منها في الرقاب قَلائداً

تزري بعقد الدرِّ وَالمرجان

لَيلى تغرد أو سعاد وَزينب

تترنمان بأَطيَب الألحان

في روضة غناء يبسم زهرها

عَن أبيضٍ يققٍ وأحمرَ قاني

يَمشين في مرح عَلى أعشابها

مشى القطا الكدري للغدران

من نسوة لعب الصبا بقدودها

لعب الصبا بمعاطف الأغصان

غادرن في المَشي الخيام بعيدة

ما إِن تَرى أَشباحَها العَينان

وَلهون بالأزهار إعجاباً بها

وَجهلن ما أَخفت يد الحدثان

حَتّى التقين عَلى الأباطح بغتة

بمدججين ثلاثةٍ فرسان

فرأوا نساءً كالمها من غير ما

حامٍ بأَبعَد موضع وَمَكان

فأثارهم طمعٌ هناك فهاجَموا

مثل الذئاب تعيث في الحملان

فَعلا الصراخ وَزادهن مخافة

أن لَيسَ ثمَّة من نصير داني

راع المقام فؤادَ لَيلى فاِختفت

في ظهر زينب وَهي في رجفان

تَرنو العيون الى السماء كأَنَّها

تَرجو هبوطَ مفرِّج رباني

وَتذكرت سعد العَشير خَطيبها

نجل الرَئيس عَلى بني حردان

وإذا بنقع ثائر من جنبهم

يَدنو كَزوبعة بغير تواني

وَرأوا هنالك فارساً فإذا به

فرد أَتى يَعدو بلا أعوان

وَعلمن حين نظرن لون جواده

أن ذاكَ سعدٌ فارس الدهمان

فهدأْنَ عند وصوله في وقته

وَشكرن بعد الخوف للرحمن

لما أتاه أن لَيلى قد نحت

مع جارتيها البرَّ للسلوان

رجَّى اللقاء فسار يطلب ظاهراً

بركوبه متصيدَ الغزلان

وَرأى فوارس من بعيد قصدها

غصب النساء فشدَّ في العدوان

قالَت أغث يا سعد إنا نَحتَمي

بك من أولاء الطغمة الخوان

فازورّ من غضب وأوقف طرفه

في القرب يَزفر زفرة الغيران

طلبوا إليه أن يسير لوجهه

وَيكف مدخله بهذا الشان

فأبى وأبدى النصح أَن يتجبنوا

فِعلاً يَسوء صداه في البلدان

واستحقروه إِذ رأوه أمرداً

غرّاً وعدّوه من الصبيان

وَرَماه منهم فارس برصاصة

أشوت فكر يجول في الميدان

وَهوى إليه طاعناً في ظهره

بسنان رمح لان كالثعبان

وارتد يفتقد النساء فأطلقا

ناراً عليه وَلَيسَ كالنيران

فخلا لها لكن أَصابَت رمية

لَيلى قضَت منها لبضع ثواني

صرخت لمصرعها سعادُ وَزينبٌ

جزعاً يذيب القَلب بالأحزان

فهناك شد عليهما بعزيمة

سعد كليث خادر غضبان

فاستأنفا رمياً وكان يداهما

من خوف ما شهداه ترتجفان

فدنا ففرّا فاِستحث جواده

وَهوى هويَّ جوارح العقبان

حتّى إذا لحق الجواد تَضَرَّعَا

متوسلينِ إليه في استئمان

فأبى وَجاشَ بغيظه متذكراً

لَيلى وَمصرعها عَلى التربان

وَسطا وجدَّل واحداً بقناته

وأَطار بالصمصام رأس الثاني

نظر العروس وسيفه متصببٌ

علقاً فظل يجيش في غليانِ

لَم يَدرِ لما راءَها مصروعة

تَبدو بأَحسن منظر مزدان

أَهُناكَ جسم فارقته روحه

للموت أَم روح بلا جثمان

الخد موضوع بجانب زهرة

وَالشعر منبسط عَلى الريحان

يَحلو لِعَين المرء مدُّ يمينها

وَتَروق منها فترة الأجفان

أشجاه منظرها فأسبل عبرة

وَمشى يردد زفرة الوَلهان

حملوا عَلى ظهر المطهم جسمها

وَنحوا منازلَهم بذي سعدان

لما دنوا من حيهم وفشا الَّذي

قَد كانَ قامَت ضجة النسوان

فأقمن من أسف عليها مأتماً

فَتَّتْنَ فيه مرارة الإنسان

ولطمن وجهاً صين من مسِّ الأذى

وَشققنَ جيبَ الواجد الثكلان

وَنشرنَ شعراً للرزية صاغراً

وَخمشنَ خداً ذل للحدثان

والأم بين نوائح وَنوادب

شمطاء تزفر من أحر جنان

تحثو التراب عَلى جوانب رأسها

وَتَصيح من قلب لها حران

فَتَقول وَيلي بل وويل عشيرتي

للرزء يا لَيلى وَللخسران

لَهفي عليك فَقَد تجرعت الردى

ومن الشَبيبة أنت في ريعان

لِلَّه أَنتِ وَما ملكت من النهى

وَجمعت من حسن ومن إحسان

عجلت في الترحال يا لَيلى وَما

قبلت أمك آه من حرماني

ووددتُ أني في مَكانك للردى

غرض وأنك عنه كنت مكاني

وَحرمت عيني أن تراك بملئها

فتركتها وقفاً عَلى الهملان

أطوي الضلوع عَلى فؤاد خافق

وأعض من أسف عليك بناني

أَنتِ العَروس دنا زَمانُ زفافها

لِلَّه ذلك مِن زَفاف داني

أَسَفي عليك يَطول من مقتولة

برصاص أَهل البغي وَالعدوان

أَدرجن بعد الغسل ناعم جسمها

فيما أَطابوه من الأكفان

وَسعى العَشيرة كلهم في حملها

للقبر آخر منزل الإنسان

ما بين باك شارق بدموعه

وَممزق لثيابه وَلهان

دفَنوا العَروس بحفرة وَتَقهقَروا

متأسفين مقرَّحي الأجفان

وَتَبينوا أَحد الرؤوس فأَيقَنوا

أن ذاك رأس معدد الديران

قَد جاءَ متخذاً وَظيفته من ال

والي وَكيل جلالة السلطان

ما زالَ مذ ورد القضاء معدداً

مَع حارسين ملازم الدوران

فَجَرى القَضاء بأن يموت بخبثه

موتاً يخازيه مَدى الأزمان

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن الربيع لسيد الأزمان

قصيدة إن الربيع لسيد الأزمان لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها تسعة و سبعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي