إن الظباء غداة سفح محجر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن الظباء غداة سفح محجر لـ البحتري

اقتباس من قصيدة إن الظباء غداة سفح محجر لـ البحتري

إِنَّ الظِباءَ غَداةَ سَفحِ مُحَجَّرِ

هَيَّجنَ حَرَّ جَوىً وَفَرطَ تَذَكُّرِ

مِن كُلِّ ساجي الطَرفِ أَغيَدَ أَجيَدٍ

وَمُهَفهَفِ الكَشحَينِ أَحوى أَحوَرِ

أَقبَلنَ بَينَ أَوانِسٍ مالَ الصِبا

بِقُلوبِهِنَّ وَبَينَ حورٍ نُفَّرِ

فَبَعَثنَ وَجداً لِلخَلِيِّ وَزِدنَ في

بُرَحاءَ وَجدِ العاشِقِ المُستَهتِرِ

لِلحُبِّ عَهدٌ في فُؤادي لَم يَهِن

مِنهُ السُلُوُّ وَذِمَّةٌ لَم تُخفَرِ

لا أَبتَغي أَبَداً بِسَلمى خُلَّةً

فَلتَقتَرِب بِالوَصلِ أَو فَلتَهجُرِ

قَد تَمَّ حُسنُ الجَعفَريِّ وَلَم يَكُن

لِيَتِمَّ إِلّا بِالخَليفَةِ جَعفَرِ

مَلِكٌ تَبَوَّأَ خَيرَ دارِ إِقامَةٍ

في خَيرِ مَبداً لِلأَنامِ وَمَحضَرِ

في رَأسِ مُشرِفَةٍ حَصاها لُؤلُؤٌ

وَتُرابُها مِسكٌ يُشابُ بِعَنبَرِ

مُخضَرَّةٌ وَالغَيثُ لَيسَ بِساكِبٍ

وَمُضيأَةٌ وَاللَيلُ لَيسَ بِمُقمِرِ

ظَهَرَت بِمُنخَرِقِ الشَمالِ وَجاوَرَت

ظُلَلَ الغَمامِ الصَيِّبِ المُستَعزِزِ

تَقريرُ لُطفِكَ وَاختِيارُكَ أَغنَيا

عَن كُلِّ مُختارٍ لَها وَمُقَدَّرِ

وَسَخاءُ نَفسِكَ بِالَّذي بَخِلَت بِهِ

أَيدي المُلوكِ مِنَ التِلادِ الأَوفَرِ

وَعُلُوِّ هِمَّتِكَ الَّتي دَلَّت عَلى

صِغَرِ الكَبيرِ وَقِلَّةِ المُستَكثَرِ

فَرَفَعتَ بُنياناً كَأَنَّ زُهاءَهُ

أَعلامُ رَضوى أَو شَواهِقُ صَنبَرِ

أَزرى عَلى هِمَمِ المُلوكِ وَغَضَّ مِن

بُنيانَ كِسرى في الزَمانِ قَيصَرِ

عالٍ عَلى لَحظِ العُيونِ كَأَنَّما

يَنظُرنَ مِنهُ إِلى بَياضِ المُشتَري

بانيهِ باني المَكرُماتِ وَرَبُّهُ

رَبُّ الأَخاشِبِ وَالصَفا وَالمَشعَرِ

مَلَأَت جَوانِبُهُ الفَضاءَ وَعانَقَت

شُرُفاتُهُ قِطَعَ السَحابِ المُمطِرِ

وَتَسيرُ دِجلَةُ تَحتَهُ فَفَناؤُهُ

مِن لِجَّةٍ غَمرٍ وَرَوضٍ أَخضَرِ

شَجَرٌ تُلاعِبُهُ الرِياحُ فَتَنثَني

أَعطافُهُ في سائِحٍ مُتَفَجِّرِ

فَاِسلَم أَميرَ المُؤمِنينَ مُسَربَلاً

سِربالَ مَنصورِ اليَدَينِ مُظَفَّرِ

وَاِستَأنِفِ العُمُرَ الجَديدَ بِبَهجَةِ ال

قَصرِ الجَديدِ وَحُسنِهِ المُتَخَيَّرِ

أَعطَيتَهُ مَحضَ الهَوى وَخَصَصتَهُ

بِصَفاءِ وُدٍّ مِنكَ غَيرِ مُكَدَّرِ

اللَهُ أَعطاكَ المَحَبَّةَ في الوَرى

وَحَباكَ بِالفَضلِ الَّذي لَم يُنكَرِ

وَاِسمٍ شَقَقتَ لَهُ مِنِ اِسمِكَ فَاِكتَسى

شَرَفَ العُلُوِّ بِهِ وَفَضلَ المَفخَرِ

خَفَتَ الغُبارُ وَقَد عَلَوتَ تُريدُهُ

وَسَرى الغَمامُ بِوابِلٍ مُثعَنجِرِ

وَتَحَلَّتِ الدُنيا بِأَحسَنِ حَليِها

وَغَدَت بِوَجهٍ ضاحِكٍ مُستَبشِرِ

قَد جِئتَهُ فَنَزَلتَ أَيمَنَ مَنزِلٍ

وَرَأَيتَهُ فَرَأَيتَ أَحسَنَ مَنظَرِ

فَاِعمُرهُ بِالعُمرِ الطَويلِ وَنِعمَةَ

تَبقى بَشاشَتُها بَقاءَ الأَعصُرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن الظباء غداة سفح محجر

قصيدة إن الظباء غداة سفح محجر لـ البحتري وعدد أبياتها ثلاثون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي