إن تكن راهبا فكن نواحا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن تكن راهبا فكن نواحا لـ نيقولاوس الصائغ

اقتباس من قصيدة إن تكن راهبا فكن نواحا لـ نيقولاوس الصائغ

إِن تكن راهباً فكُن نَوَّاحاً

واستَزِد بالبُكا وخَلِّ المُزاحا

فَرَحُ التائِبِينَ في الأَرضِ نَوحٌ

إِنَّما النَوحُ يُبدعُ الأَفراحا

يا شُؤُونَ العُيونِ جُودِي انسِكاباً

يا دُموعَ الخُشوعِ زِيدي انسِفاحا

عَلَّ أَن تَرحَضي فُؤَادَ أَثيمٍ

وَطِئَ الشَرعَ بالخطا واستَباحا

كُلُّ يومٍ يَمُرُّ من غيرِ نَوحٍ

خَسِرَت فيهِ نفسُكَ الأَرباحا

يا رَعَى اللَهُ راهباً ذَرَفَ الدَمعَ

دِماءً على الذُنوبِ وناحا

شِيمَةُ الراهبِ التَقِيِّ بُكاءٌ

ونُواحٌ يُعانِقُ الأَتراحا

من يَرِد قائماً بأَعباءِ ثوبٍ

يَملأ الأَرضَ والنواحي نُواحا

لم يَرَ النائِحُون في الأَرضِ عيداً

لا ولا لَذَّةً بهِ ومَراحا

لا ولا يَرغَبونَ عيشاً لذيذاً

لا ولا يَشرَبون خمراً وراحا

إِنَّ بَوناً بينَ البُكا ومنادِ

يا نديمِ اسقنِي الكُؤُوسَ طِفاحا

يابِسُ الخُبزِ أُكلُهم بمساءِ

خِلتُ ذاكُ المساءَ عِندي صَباحا

وحَشاهم على الطَوَى كُلَّ يومٍ

مُنطَوٍ ما أَرَوهُ قطًّ نِياحا

لِقِيامِ الحيوةِ أَكلٌ وشُربٌ

فمن النُسكِ خِلتُهُم أَشباحا

نَثَروا جِلدَهم بجَلدٍ عنيفٍ

أَدَّبُوهُ فأثخَنُوهُ جِراحا

إِنَّ للنَهم في الطبيعةِ زَنداً

وارياً بالزناءِ بل قَدَّاحا

وإذا ما نزا المُدامُ عليهِ

كانَ أَدنَى إلى الفَسادِ لِقاحا

أَيُّها النَوحُ قُل لَنا أَينَ تأوِي

واَبِجنا السِرَّ المَصُونَ فباحا

سَهَرُ الليلِ والصلوةُ وحِفظُ ال

جَوفِ عنهنَّ لا أَوَدُّ بِراحا

وثَوائي تَواضُعُ اللُبِّ إِنِّي

لِسِوَى الإتِّضاعِ لَن أَرتاحا

وعليَّ السُكوتُ بابٌ وقُفلٌ

حازَ فتحُ اللَهى لهُ مِفتاحا

إِن تَكُن مازحاً فخَف من فِراري

كم من المَزحِ فَرَّ نَوحٌ وراحا

مُدمِنُ المَزحِ في الخطاءِ مُقيمٌ

يا لَحَى اللَهُ راهباً مَزَّاحا

خِيلَ وقتَ الصلوةِ شخصاً جَماداً

والخُرافاتِ بُلبُلاً صَدَّاحا

إنما الضِحكُ للنُواحِ جَناحٌ

يا جَناحاً اضحَى عليَّ جُناحا

ولشرحِ النُواحِ عِندي حواشٍ

صَدرُها الصمتُ لا يُطيقُ انشِراحا

يا اخا الصَومِ والصلوةِ بسُهدٍ

اوضِحَنها وزِد لنا إِيضاحا

واعلِمَنا ماذا يزيلك منا

وبقايا الزوال فينا فصاحا

عِلَّتي البَدخُ والتَنَعُّمُ موتي

إِنَّ موتي لَيُهلِكُ الأَرواحا

كلُّ نُسكٍ بغيرِ نَوحٍ ونَدبٍ

لا يُداني فضيلةً وصَلاحا

إن للنفسِ هَجةً وجَماحاً

وسِوَى النَوح لا يَرُدُّ جَماحا

خاتِمُ النُصح رَدُّ عجزي لِصَدرٍ

إِن تَكُن راهباً فكُن نَوَّاحا

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن تكن راهبا فكن نواحا

قصيدة إن تكن راهبا فكن نواحا لـ نيقولاوس الصائغ وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن نيقولاوس الصائغ

نقولا (أو نيقولاوس) الصائغ الحلبي. شاعر، كان الرئيس العام للرهبان الفاسيليين القانونيين المنتسبين إلى دير مار يوحنا الشوير. وكان من تلاميذ جرمانوس فرحات بحلب. له (ديوان شعر-ط) وفي شعره متانة وجودة، قال مارون عبود: أصلح الشيخ إبراهيم اليازجي كثيراً من عيوبه حين وقف عليه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي