إن عاده بعد السلو غرامه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن عاده بعد السلو غرامه لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة إن عاده بعد السلو غرامه لـ السري الرفاء

إنْ عادَه بعدَ السُّلُوِّ غَرامُه

فَلَه من الدَّمْعِ المَصونِ سِجامُه

لا غَرْوَ إنْ غَرِيَ العَذولُ بِلَوْمِه

طَالَتْ صَبابَتُهُ فطالَ مَلامُه

ما هاجَ عَهْدَ الشَّوقِ إلا مَعْهَدٌ

رامَتْ بقلبي في الهَوى آرامُه

وأَنا الفِداءُ لمَنْ أصابَ مَقاتِلي

باللَّحظِ مِنْ خِلَلِ السُّجوفِ سِهامُه

أبدَى لنا البدرَ المُبينَ جَمالُه

وشَمائِلَ الغُصْنِ الرَّطيبِ قَوامُه

أَسْيَانُ يَكسِرُ للسَّلامِ جُفونَه

ولو استطاعَ شَفَى الغَليلَ سَلامُه

إنِّي وإن عَرَمَ الزَّمانُ لَعائِذٌ

بالصَّبْرِ ما استولَى عليَّ عُرامُه

مُستَصْحِباً عَزْماً مُضيئاً في الدُّجى

تجري بفَاجِعَةِ النَّوى أحكامُه

أَجْني بِهِ ثَمَرَ القَريِضِ فأَصْطَفي

منه الذي يُعيي سِوايَ مَرامُه

فزِمامُ أبكارِ القَصائدِ في يَدي

والمجدُ في كَفِّ الأميرِ زِمامُه

بدرُ العَلاءِ إذا بَدا فعَلَيهِ مِنْ

بَدرِ السَّماءِ ضياؤُه وتَمامُه

وإذا تَبسَّمَ واستَهَلَّ فَعارِضٌ

لاحَتْ بَوارِقُه وفاضَ غَمامُه

نَفسي فداءُ عَليٍّ الباني العُلى

فلقَد عَلَتْ بِعُلُوِّهِ أيَّامُه

مَلِكٌ يَليقُ به الثَّناءُ فيغتدي

كالرَّوْضِ يُشرِقُ نَثرُه ونِظامُه

رَدَّ السَّماحَ وقد تقادَمَ عَهدُهُ

مُخضَرَّةً عَرَصاتُه وإكامُه

وبَنَتْ يَداه لِتَغْلبٍ شَرَفاً عَلَتْ

فَوقَ النُّجومِ قِبابُه وخيامُه

أيُّ الفَضائلِ يُرتَجَى إدراكُها

من مُغْرَمٍ بالمجدِ طالَ غَرامُه

أنَوَالُهُ يومَ النَّدى أَمْ بِشْرُهُ

وسَطاهُ يومَ الرَّوْعِ أَمْ إقدامُه

وَسَمَ الزَّمانَ بِوَقْعَةٍ عَدَوِيَّةٍ

سِيَّانِ فيها عَزمُهُ وحُسامُه

أَوضَحْتَ نَهْجَ المَكرُماتِ فَنهْجُها

بادٍ سَناهُ مُنيفَةٌ أعلامُه

ووَصَلْتَ للإسْلامِ بأسَكَ مُقْدِماً

بِضياءِ عَزْمِكَ فاستنارَ ظَلامُه

في مَوْقِفٍ صَبَغَتْ سيُوفُكَ أرضَه

بِدَمِ العِداةِ فما يَثورُ قَتامُه

لو لَم يِعُذْ فيه الدُّمُسْتُقُ هارِباً

عندَ الكَريهَةِ ما عَداهُ حِمامُه

وَدَّ البَريَّةَ أنَّ عُمرَكَ دائمٌ

وكذا الربيعُ يُحَبُّ منه دَوامُه

لو أنَّ جُودَ يَدَيْكَ غَيْثٌ وابِلٌ

عَمَّ البِلادَ رَذاذُهُ ورِهامُه

فالحمدُ مَضروبٌ عليك رِواقُه

والمجدُ مَقْضِيٌّ لديكَ ذِمامُه

وإذا أناطَ بكَ الرَّجاءَ مُؤَمِّلٌ

صَدَقَتْ مُناه وحُقِّقَتْ أحلامُه

إن الأميرَ أعادَ لي نَهْجَ الغِنَى

وأعادَ في عُودي النَّدى إنعامُه

وبنَيْلِه أُلْبِسْتُ ثَوْبَ صِيانَةٍ

عَمَّن يَذُمُّ نَوالَه مُعتامُه

فكسوتُه دِيباجَ مَدْحٍ مُشْرقٍ

حَسُنَتْ مَعانيهِ وقَلَّ كلامُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن عاده بعد السلو غرامه

قصيدة إن عاده بعد السلو غرامه لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي