إن في باريس لي كشف السما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن في باريس لي كشف السما لـ فرنسيس مراش

اقتباس من قصيدة إن في باريس لي كشف السما لـ فرنسيس مراش

إن في باريس لي كشف السما

فوق قوس النصر لا في بطمس

حيثما عاينت فيها كل ما

طاب للأعين أو للأنفس

يا أخا الذوق على ذا القوس قف

وأرسل الطرف إلى كل الجهات

والزم الحذر فكم طرف خطف

عندما استعلى على ذي الباهرات

فترى كل جلال لو وصف

مثل الثابت فوق السائرات

كل شيء حير العقل كما

حارت الأفكار بالملتبس

وأعاد الكف يزجي القلما

ما لأقلام هنا من أرؤس

غير رسم النور ما جال هنا

مصحباً مرأته المستطهرة

إنما المرأة تستجلي لنا

ورق الغصن وتخفي الثمرة

فكساق نحو ظام قدرنا

حامل الطاسات دون المطرة

يا صحابي يمموا هذا الحمى

أنتم السارون تحت الحندس

تغنموا الصبح وتعطوا علم ما

كل نطق دونه في خرس

إنني قد جئت باريس العلا

ورأت عيناي ما قد سمعت

شمت ما لا نظرت عيني ولا

سمعت أذني ولا روحي وعت

آه ما هذي المباني والملا

هل بروج أم نجوم طلعت

كل حي أم جماد قد سما

وبثوب المجد والكبر كسي

مشهد يسطو على العقل بما

فيه من آي بها الدهر نسي

مشهد هيهات يجلي للعيان

سره ما لم تجل فيه الفكر

إنما الظاهر حظ الحيوان

بينما الباطن حظ للبشر

كل شيء لك في ذا الأفق بان

يقتضي درساً طويلاً وسهر

فهو من إبداع فكر العظما

في زمان الغال لا الأندلس

لو أتى هذا الزمان القدما

ضرسوا أيديهم بالضرس

أدار الطرف على هذا الأمد

وتأمل ذي الدراري الزاهرة

والأنابيب التي مثل الغدد

تغرز النور لتغذي الباصرة

وانظر الشهب المنيرات الجلد

كيف ترنو بعيون حائرة

غلب الليل هنا فانهزما

وتوارى في عباب الأطلس

فالسماء الأرض والأرض السما

ههنا فاعجب لذا المنعكس

وترى كل رداح للغرام

وضعت وهي عليه تحمل

ذات قدّ هو للحسن المرام

صنم والردف منها هيكل

أين من عنده كالخوط القوام

وكتل الرمل ردف عبل

أيها الشاعر زر هذي الدمى

تكتسب منهن طيب النفس

هن في باريس علم العلما

ولكل الناس كل الهوس

ما بدت باريس في هذا السنا

قط لولا حب تجميع النشب

زينوها بالمباني والبنا

والغواني والأغاني والطرب

فسعى كل إليها ودنا

ينفق الفضة فيها والذهب

ولذا المال عليها قد همى

مثل صوب العارض المنبجس

خلسة طوعية ما حرما

فعلها قط على المختلس

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن في باريس لي كشف السما

قصيدة إن في باريس لي كشف السما لـ فرنسيس مراش وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن فرنسيس مراش

فرنسيس بن فتح الله بن نصر مرّاش. أديب، من الكتاب، على ضعف في لغته، له نظم كثير، في بعضه جودة وجزالة. مولده ووفاته في حلب، عمي في أعوامه الأخيرة. له: (رحلة إلى باريس-ط) ، و (شهادة الطبيعة في وجود الله والشريعة- ط) ، و (غابة الحق- ط) ، و (مشهد الأحوال- ط) ، و (المرآة الصفية في المبادئ الطبيعية- ط) رسالة، و (مرآة الحسناء- ط) ديوان منظوماته.[١]

تعريف فرنسيس مراش في ويكيبيديا

فرنسيس بن فتح الله بن نصر الله مرّاش (29 يونيو 1836-1873)، المعروف أيضاً باسم فرنسيس المرّاش أو فرنسيس مرّاش الحلبي، هو أحد كتاب وشعراء النهضة العربية من الشوام الحلبيين، بالإضافة إلى كونه طبيباً. معظم أعماله تدور حول العلوم والدين والتاريخ، حيث أن أعماله محللة تحت ضوء نظرية المعرفة. سافر في أنحاء الشرق الأوسط وفرنسا في شبابه، وبعد القليل من التدريب الطبي وممارسته للطب لمدة عام في مدينته حلب، كان خلالها قد كتب العديد من المؤلفات، التحق بكلية الطب في باريس. إلَّا أن تراجع صحته وفقدان البصر المتزايد أجبراه على العودة إلى مدينة حلب، حيث أنتج العديد من الأعمال الأدبية حتى وفاته في وقت مبكر. يعتبر موسى ماتي المؤرخ الشرق أوسطي بينما مرّاش أول مثقف عربي عالمي بحق بالإضافة إلى كونه أول كتّاب العصر الحديث. التزم مرّاش بمبادئ الثورة الفرنسية ودافع عنها في أعماله، متضمنةً انتقادًا للحكم العثماني للشرق الأوسط. كما قام بدور كبير في إدخال الرومانسية الفرنسية إلى العالم العربي، وخاصة من خلال أسلوبه في استخدام قصيدة النثر والشعر النثري، حيث كانت كتاباته إحدى النماذج الأولى في الأدب العربي الحديث، ووفقاً لسلمى الخضراء الجيوسي وشموئيل موريه فإن طرق مرّاش في التفكير والشعور، وسبل التعبير عنها، كان لها دائمًا تأثير على الفكر العربي المعاصر وعلى شعراء المهجر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. فرنسيس مراش - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي