إن كان جد من الخليط نواه
أبيات قصيدة إن كان جد من الخليط نواه لـ ابن هتيمل
إن كانَ جَدَّ مِنَ الخَليطِ نَواهُ
فَغَداً يُفارِقُك الَّذي تَهواهُ
فانزَع إلَى تَوديعِ قَلبِكَ إنَّهُ
قَلبٌ يَعِزُّ فِراقُهُ وَلِقاهُ
إيّاكَ تَحسِبُ أَنَّ طارِقَةَ النَّوَى
غَيرُ الهَلاكِ فَإنَّها إيّاهُ
رَمَقُ المُحِبّ حَياتُهُ وَمَماتُهُ
بيَدِ الحَبيبِ وَداءُهُ وَدَواهُ
كَم مَأَتَمٍ لِلبَينِ يَكثُرُ في غَدٍ
من بَينِ كُلِّ مَليحَةٍ قَتلاهُ
لا الحِلمُ حِلمٌ حينَ يَختَلِجُ النَّوى
نيَةُ الفِراقِ وَلا السَّفاهُ سَفاهُ
أَمُحَدِّثي بالرَّملِ كَيفَ عَقيقُهُ
من بَعدِ فُرقَتِنا وَكيفَ ثَراهُ
اَذَوائِبَ الأَثلاتِ تَسحَبُها الصَّبا
فَوقَ الثَّرَى وَظٍِلالُهُنَّ غَداهُ
وَهَل البَشامُ عَلَى غَضارَةِ أيكِهِ
رَيّاهُ مِن نَفَحاتِهِ رَيّاهُ
أو هَل يَمانيُّ البَديعِ وَسَفحُهُ
خيَمٌ سَقاهُنَّ الهَوَى وَسَقاهُ
ما كانَ ضَرّكَ لَو حَمَلتَ تَحيَّةً
لِلأَثلِ حَيا اللهُ مَن حَيّاهُ
يا حامِلاً لِلطّيبِ كَم مِن كاسِبٍ
مَُعَوِّدٍ كَسَبَت عَلَيهِ يَداهُ
تَحتَ البَراقِعِ لِلقُلُوبِ حَبائِلٌ
مِن بَعضِهِنَّ حَواجِبٌ وَشِفاهُ
ومُخلخَلٍ ساقاهُ يَعسُل قَدُّهُ
فَوقَ النِّطاقِ مَسَوَّرٌ عَضُداهُ
غِرَّ الحَداثَةِ أَكلُهُ وَشَرابُهُ
حَبُّ القُلُوبِ وَبَيعُهُ وَشِراهُ
أمسَى يُعَلِّلُني بِوَردَةِ خَدِّهِ
وَيَعُلُّني قَدَحَ العَقارِ وَفاهُ
لا تُجهِدَنَّ النَّفسَ في طَلَبِ الغِنَى
فالرِّزقُ يَمنَعَهُ الَّذي أعطاهُ
وَإذا اختَبَرتَ بَني زَمانِكَ فاختَبِر
أفعالَهُم فَجُسُومُهُم أشباهُ
كَم جاهِلٍ ناجٍ وَكَم مِن عالِمٍ
مُتَثَبِّتٍ زَلَت بِهِ قَدَماهُ
وَإلَى أَبي مُوسَى أَخي عيسَى سَرَت
تَهوي بِأفيَحَ فائِتٍ مَهواهُ
اللهُ جارُ أَبي عُمارَةَ ما أَمرَّ
الطَّعمَ آونَةً وَما أَحلاهُ
مِلِكٌ مِنَ العَرنينش يَقصُرُ قَيصَرٌ
عَن شَأوِهِ وَيَقِلُّ شاهٌ شاهُ
نَقَصَ السَّحائِبُ عَنهُ إنَّ هِباتِهِ
ذَهَباً وَإنَّ هِباتِهِنَّ مياهُ
فَخَرَت نَزارُ بِهِ فَأَوضَحَ فَخرَها
كاللَّفظِ يُظهِرُ حُسنَهُ مَعناهُ
مَن جَدُّهُ في الفَضلِ أشبَه جَدَّهُ
وَأباهُ أشبَهَ في العُلُّوِ أَباهُ
وَمَتَى يحدّثُ ذاكِرٌ في فَضلِهِ
فالنّاسُ تَعرِفُهُ وَما سَمّاهُ
وَتَرَى بِهِ عَينا مُقابِلِ وَجهِهِ
أضعافَ ما سَمِعَت بِهِ أُذُناهُ
وَكَفاهُ مِن كَرِمِ النُّبُوَّةِ أنَّهُ
ما فَوقَهُ في الفَضلِ إلاَّ اللهُ
يا أحَمَدَ بنَ عَليِّ قَد أمَّنتَني
مِمّا أُحاذِرُهُ وَما أُخشاهُ
وَرَدَدتَ وَجهي غَضَّهُ وَحَياءَهُ
رَيّاً وَيَقطُرُ ماؤُهُ وَحَياهُ
الخَيلُ والذَّهَبُ الأُلُوفُ وَعَبقَرِ
ياتُ البَنانِ مُقَطَّعٌ والجاهُ
اَدعُو لِوَجهِكَ بِالبَقاءِ مُكَرِّراً
فَأَقُولُ يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ
أُثني عَلَيكَ بِمِثلِ ما أثنَى بِهِ
قِدماً مُسَلَّمُهُ عَلَى مُوسَاهُ
أَحبَبتُ ما أَحبَبتَهُ وَبَغضتُ ما
أَبغَضتَهُ وَرضيتَ ما أرضاهُ
وَلَئِن تُحقِّقُهُ لَقَد وَلَيتَني
مِن صُلب مالِكَ فَوقَ ما أولاهُ
وأَذقتَني ضِعفَ الحَياةِ هَنيئَةً
والماءُ أَشرَبُهُ فَلا أَهناهُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة إن كان جد من الخليط نواه
قصيدة إن كان جد من الخليط نواه لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.