إن كنت تنكر حبا زادني كلفا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن كنت تنكر حبا زادني كلفا لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة إن كنت تنكر حبا زادني كلفا لـ ابن حجر العسقلاني

إِن كُنتَ تُنكِرُ حُبّاً زادَني كَلَفا

حَسبي الَّذي قَد جَرى مِن مَدمَعي وَكَفى

وَإِن شَكَكتَ فَسائِل عاذِلي شجني

هَل أَشكو الأَسى وَالبينَ وَالأَسَفا

أَحبابنا وَيَدُ الأَسقامِ قَد عبثَت

بِالجِسمِ هَل لي مِنكُم بِالوِصالِ شِفا

كَدَّرتُ عَيشاً تَقضّى في بِعادِكُمُ

وَراقَ مِنّي نَسيبٌ فيكُمُ وصَفا

سِرتُم وَخَلَّفتُمُ في الحَيّ مَيتَ هَوىً

لَولا رَجاءُ تَلافيكم لَقَد تَلِفا

وَكُنتُ أَكتُم حُبّي في الهَوى زَمَناً

حَتّى تَكَلَّمَ دَمعُ العَينِ فَاِنكَشَفا

سَأَلتُ قَلبي عَن صَبري فَأَخبَرَني

بِأَنَّهُ حينَ سِرتُم عَنّيَ اِنصَرَفا

وَقُلتُ لِلطَّرفِ أَينَ النَومُ بَعدهُمُ

فَقالَ نَومي وَبَحرُ الدَمعِ قَد نَزَفا

وَقُلتُ لِلجِسمِ أَينَ القَلبُ قالَ لَقَد

خَلّى الحَوادِثَ عِندي وَاِبتَغى التَلَفا

سَرى هَواكُم فَسارَ القَلبُ يَتبَعُهُ

حَتّى تَعَرَّفَ آثاراً لَهُ وَقَفا

فَيا خَليليَّ هَذا الربعُ لاحَ لَنا

يَدعو الوُقوفَ عَلَيهِ وَالبُكا فقِفا

ربعٌ كَربعِ اِصطِباري بَعدَ أَن رَحَلوا

تَجاوزَ اللَهُ عَنهُ قَد خَلا وَعَفا

وَأَهيفٍ خَطَرَت كَالغُصنِ قامَتُهُ

فَكُلُّ قَلبٍ إِلَيها مِن هَواهُ هَفا

كالسَهمِ مُقلَتُهُ وَالقَوسِ حاجِبُهُ

وَمُهجَتي لَهما قَد أَصبَحَت هَدَفا

ذو وَجنَةٍ كالشَقيقِ الغَضِّ في تَرَفٍ

يَظَلُّ مِنها جَبينُ الشَمسِ منكسِفا

وَعارِضٍ إِن بَدا مِن تَحتِها فَلَقَد

أَهدى الرَبيعُ إِلَيها رَوضَةً أُنُفا

يا أَيُّها البَدرُ إِنّي بَعدَ بُعدِكَ لا

أَنفكُّ في جامِعِ الأَحزانِ مُعتَكِفا

أَرسَلتَ لَحظاً ضَعيفاً فَهوَ في تلفي

يَقوى وَقَلبي قَويٌّ فَهوَ قَد ضَعُفا

وَفتيَةٍ لحمى المَحبوبِ قَد رَحَلوا

وَخَلَّفَتني ذُنوبي بَعدَهُم خَلَفا

يَطوونَ شُقَّةَ بيدٍ كُلَّما نُشِرَت

غَدوا وَكُلُّ اِمرئٍ بِالقَبرِ مُلتَحِفا

حَتّى رأوا حَضرَةَ الهادي الَّذي شَرُفت

قُصّادُهُ وَعَلَت في قَصدِهِ شَرَفا

مُحَمَّدٍ صفوةِ اللَهِ الَّذي اِنكسَفَت

إِذ جاءَ بِالحَقِّ شَمسُ الكُفرِ واِنكشَفا

المُصطَفى المرتَقي الأَفلاكِ معجزةً

وَكانَ في الحَربِ بالأملاكِ مرتَدَفا

اللَيثُ وَالغَيثُ في يَومي نَدىً وَردىً

وَالصادِقُ الفعل في يَومي وَغى وَوفا

الواهِبُ الهازِمُ الآلافَ مِن كَرَمٍ

وَسَطوَةٍ لِلعِدى وَالصحبِ قَد عُرفا

فالغَيثُ مِن جودِهِ في الجَدبِ مغتَرِفاً

كاللَيثِ مِن بأَسِهِ في الحَربِ معترفا

مَن قامَ في كَفِّ كَفّ الكُفرِ حينَ سَطَت

حَقّاً وَفي صَرفِ صرف الدَهرِ حينَ هَفا

كانَ الأَنامُ جَميعاً قَبلَ مَبعَثِهِ

عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَعادَ شِفا

كَم بَينَ إِيوان كِسرى مِن مناسَبَةٍ

وَبَينَ بَدرِ السَما وَالكُفرِ قَد خُسِفا

هُما اِنشِقاقانِ هَذا يَوم مَولِدِهِ

وَذا بمبعثهِ الزاكي هُدىً سَلَفا

لَهُ اللواءانِ ذا في الحَربِ مُنتَشِرٌ

وَظِلُّ ذَلِكَ في يَومِ النُشورِ ضَفا

كَمالُهُ في النَدى الحوضانِ كوثرُهُ

وَكَفُّهُ فازَ صَبٌّ مِنهُما اِغتَرَفا

سَرى إِلى المَسجِدِ الأَقصى مِنَ الحَرم ال

مكّيِّ وَالطرفُ للإِسراعِ ما طُرِفا

ثُمَّ اِرتَقى الأُفقَ بِالجِسمِ الكَريمِ عُلىً

وَالروحُ خادِمُهُ وَالقَلبُ ما ضَعفا

لقاب قَوسَينِ أَو أَدنى عَلا وَدَنا

وَقَلبُ حاسِدِهِ المضنى غَدا هَدَفا

رُدَّت أَعاديهِ في بَدرٍ منكّسةً

بخجلَةٍ أَورثَتها النقصَ وَالكَلَفا

وَيَومَ خَيبرَ آياتٌ مُبيَّنَةٌ

بِالبابِ مِنهُ عَليُّ قَد عَلا شَرَفا

وَفي حنينٍ قَميصُ الشِركَ لَيسَ لَهُ

لَمّا تَمَزَّقَ رافٍ مِن عداهُ رَفا

وَكَم خَوارِقَ حَتّى في قُلوبِهمُ

مِن سمرِهِ وَسُيوفٍ برقُها خَطَفا

لَم يَقتَطِف زَهرَةَ الدُنيا وَزينَتَها

بَل مالَ عَنها وَلاحَت رَوضَةً أُنُفا

هوَ الكَريمُ الَّذي ما رَدَّ سائِلَهُ

ما شَكَّ شَخصانِ في هَذا وَلا اِختَلَفا

بالعَينِ قَد جادَ إفضالاً وَأَورَدَها

وَرَدَّها بَعدَما أَرخَت لَها سُجُفا

وجوهُ أَصحابِهِ كَالدُّرِّ مُشرِقَةٌ

إِذا رَأَيتَ اِمرءاً عَن هديهم صَدَفا

نالوا السَعادَةَ في دُنيا وَآخِرَةٍ

وَالسَبقَ وَالفَضلَ وَالتَقديمَ وَالشَرَفا

وَبِالرضى خُصَّ مِنهُم عَشرَةٌ زهُرٌ

يا وَيحَ مَن في موالاةٍ لَهُم وَقَفا

سَعدٌ سَعيدٌ زبيرٌ طَلحَةٌ وَأَبو

عُبَيدَةٍ وابنُ عَوفٍ قَبلَهُ الخُلَفا

وَالسابِقونَ الأُلى قَد هاجَروا مَعَهُ

وَما بِفَضلٍ لأَنصارِ النَبيِّ خَفا

تَبوّؤا الدارَ والإِيمانَ قَبلُ وَقَد

آووا وَفَوا نصروا فازوا شَرَفا

المؤثِرونَ وَإِن لاحَت خصاصَتُهُم

عَلى نُفوسِهِم العافينَ وَالضُعَفا

الضارِبونَ وجوهاً أَقبَلَت غَضَباً

وَالتارِكونَ ظُهوراً أدبرَت أَنَفا

لا يَستَوي مُنفِقٌ مِن قَبلِ فَتحِهِمُ

بِمُنفِقٍ بَعدُ بالإِنفاقِ قَد خَلَفا

وَالكلّ قَد وَعدَ اللَهُ المُهَيمِنُ بِال

حُسنى وَأَولاهُمُ من بِرِّهِ تُحَفا

مِن كُلِّ أَروَعَ حامي الدِينِ ناصرِهِ

وكُلِّ أَورعَ يُدعى سَيِّد الظُرَفا

لا تَسأَلَنَّ القَوافي عَن مآثِرِهِم

إِن شِئتَ فاِستَنطِقِ القُرآنَ وَالصحفا

يا سَيّدي يا رَسولَ اللَهِ قَد شرفَت

قَصائِدي بِمَديحٍ فيكَ قَد رصفا

مَدَحتُكَ اليَومَ أَرجو الفَضلَ مِنكَ غَداً

مِنَ الشَفاعَةِ فاِلحَظني بِها طَرَفَا

أَجَزت كَعباً فَحازَ الرفعَ مِن قَدَمٍ

عَلى الرؤوسِ وَنالَ البشرَ وَالتُحَفا

وَقَد أَلِفتُ قِيامي في المَديحِ إِلى

أَن قالَ مَن لامَ قَد أَبصَرتُهُ أَلِفا

بِبابِ جودِكَ عَبدٌ مُذنِبٌ كَلِفٌ

يا أَحسَنَ الناسِ وَجهاً مُشرِقاً وَقَفا

بِكُم تَوَسّلَ يَرجو العَفوَ عَن زَلَلٍ

مِن خَوفِهِ جفنُهُ الهامي لَقَد ذَرَفا

وَإِن يَكُن نِسبَةً يُعزى إِلى حَجرٍ

فَطالَما فاضَ عذباً طَيّباً وَصَفا

وَالمَدحُ فيهِ قُصورٌ عَنكُمُ وَعَسى

في الخُلدِ يُبدلُ مِن أَبياتِهِ غُرَفا

لا زالَ فيكَ مَديحي ما حييتُ لَهُ

فَما أَرى لِمَديحي عَنكَ مُنصَرَفا

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن كنت تنكر حبا زادني كلفا

قصيدة إن كنت تنكر حبا زادني كلفا لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي