إن كنت خاذلتي فمن هو مسعدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن كنت خاذلتي فمن هو مسعدي لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة إن كنت خاذلتي فمن هو مسعدي لـ أحمد تقي الدين

إن كنتِ خاذلتي فمَن هو مُسعدي

يا ظبيةَ الوادي ومَن هو مُنجدي

أَوَ ترغبينَ عن الذي في قلبه

وجدٌ ليشقى في رضاكِ ويفتدي

إن الجفا طبعُ الظباء وبعضُه

يحلو إذا استثنى كِرام الوُرَّدِ

أَوَ تجهليني واللياليَ جئنَ لي

بالبيَّنات وإن سألتك تشهدي

إن كان حقاً ما أقول فحقّقي

أملي بقرب أو بقرب الموعدِ

أَوَ لم تَرَيْ أَني وقفت عواطفي

في مَصرفِ للصالحات مؤبَّد

وعشقت في الماضي ثلاثاً مُشرِكاً

واليوم عدت إليك عودَ مُوحِّدِ

أنسيتِ غاداتي الثلاث بعامنا

الماضي وخوفي من بَلاء تعدُّد

وترينني أَسرفت في الشكوى ومن

يسمع يَخلْ أَني قتيلُ الخُرَّد

لا والذي أبكَي واضحكَ إنني

قاضٍ أَضنُّ بعفتي وتجلُّدي

ما ظبية الوادي التي أهوى سوى

وطنيتي وبها حَمِدتُ توجُّدي

وطنيتي من يستطيع غوايتي

عنها وما شأني إذا لم أُحمَد

وطنيّتي يا من يبيع فاشتري

لأَبرَّ بالإخلاص نعمة مولدي

وطنيتي يا ما اقلَّ رجالَها

في موقف صعب ويوم أسود

كلْ يروم نوالهَا فإذا نبت

هَجَرَ المبادئَ في سبيل المقصِد

يا من يعلمنا المبادئَ حرةً

حتى نعززها وإن لم نَسعَد

إن الذين يبايعون بلادهم

نزرٌ يروح الهمُّ فيه ويغتدي

منهم فتىً لم ألق أسمي مبدأ

منه عنيتُ رئيسَ هذا المعهد

ألقى بهذا الصرحِ حُسنَ بذوره

فنمت وما تزرع بكفك تحصُد

أَوَ لم يَبِنْ فضلُ الاساتيذ الأُلى

يختارُهم كالصائغ المتشدِّد

يكفيك مارونُ المديرُ فإنه

بعُلى المبادئِ قدوةٌ للمقتدي

سمّى فتاهُ محمداً أمثولةً

لذوي التعصّب والجمود المُفسدِ

ولكمْ ترى عجباً بربعك أن ترى

مارونَ أصبح والداً لمحمدِ

عجبٌ وكفرٌ في ربوع تقهقرٍ

وهِدايةٌ وتُقىً بربع تجدُّد

يا من يبشّر بالاله موحِّداً

للكلِّ إيماناً بدينٍ أَوحد

وبجنةٍ للكلّ أي لمن اتّقى

وجهنمٍ للكلِّ أي للمعتدي

أمفرِّقَ الأديان عفواً إننا

من كثرة الأديان قيدُ تبدُّد

أفلا تجوز لدى جلالِكَ وحدةٌ

حسماً لبلوى مُشرك وموحِّد

ماذا يضيرُ عُلاك جَلَّ جلالهُ

توحيدُ موسى والمسيحِ وأحمدِ

يتقاتلون ديانة وجهالة

ومريدُ هذا القتل أكبرُ مُلحِد

استغفر الرحمن إِن اللّه لا

يوحي بتفريق المَلا فَلْنهتد

إِن الذي أوحى وفرّق بيننا

سُقمُ العقول وسقمُ وعظِ المرشد

يا ظبيةَ الجبل الأشمّ الأَجردِ

لا تنفري من رائد متجرّد

إِني غزالُك جئت ربعَك سائلاً

ماذا أقول غداً لفتيان الغد

أَوَ ما أقدّم من فعالي حُجةً

لا من مقالي في نضال منقِّدي

إن المؤيَّد بالبيان مجرَّداً

لا كالمؤيَّدِ بالبيان المُسندِ

يا أيها النشئُ الجديد المنتهي

علماً وفي علم الحياة المبتدي

نعمَ الشهادةُ وهي خير علامة

لجنى المعارف والسلوك الجيّد

هي خطوة في سُلّم الدنيا فلا

تتهوروا بسلوك هذا المِصعد

وإذا سئلتُ ولي فتىً ما بينكم

فشهادتي مجروحةٌ إن أشهد

وإذا حكمت لكم فمتَّهم وإن

كتبتْ يدي حُكمَ العقاب على يدي

إِني أخاطب فيكمُ ولدي فإن

جمحَ اليراع فهفوةٌ من مُرشد

أَبنيَّ إن تقنع بنصحي مُجمَلاً

إِعمل بحسن شعار هذا المعهد

أو شئتَ تفصيلاً فإني شارح

لك ما به من داعياتِ السؤدُد

أَوَ لم تجده للطوائف جامعاً

ليذيبَها بوطيسه المتوقِّد

فاحفظ مباديه الثلاثةَ إِنها

مرقاة كل فتىً لأَعلى مقصِد

خُلقٌ فعلمٌ ثم فعلٌ جيدٌ

نهجُ الفلاح وغايةُ المسترشِد

واخرج إلى الدنيا عصاميّاً فلا

فوز لمغترّ بطيب المحتدِ

إن الذين تفوقوا خرجوا من

الأكواخ لا من عاليات المَولدِ

وأخرج إلى الدنيا فتىً متودِّداً

لبقاً فنصفُ العقل حسنُ تودُّد

واجعل من الخُلُق الكريم دريئةً

فمكارمُ الأخلاق أكبرُ منجد

واصبر على الدنيا حكيماً فالذي

لا تجتنيه اليوم يُجني في غد

واحذر من العادات فهي سلاسل

فمحاسنَ العادات طبعَك عوِّد

وإذا حسستَ الشعر وهو عواطف

فاضننْ ولا تنطق بغير الجيِّد

إن القريض مُدامةٌ لذوي النُهى

فدع المُدامةَ واشتغل بالأَفيد

ودعِ الوظائفَ إنني جربتُها

فوجدتُها للحرّ أَنضبَ مورِد

واعلم بأَن جميع ما حصلتَه

وَشَل من البحر المحيط المزبد

فتعلمِ العلم الذي تختارُه

لتجيدَه فالسَبْقُ للمتفرِّد

وإذا أردتَ كرامةً من مهنة

أَتقنْ فإن أتقنتها تتسوَّد

فأَعزُّ أغراض الحياة كرامةٌ

تبقى وهل تبقى إذا لم تُحمَد

وأهمُّ أسباب السعادة عفّةٌ

فاتبع تعاليم الفضيلة تَسعَد

وابرُّ أعمال الفتى في دهره

حفِظُ الجميلِ وذكرُ فضلِ المُرشدِ

فاْحفظ جميلَ معلمٍ ومهذّبٍ

وبحسن رأي الوَالدين تقيَّدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن كنت خاذلتي فمن هو مسعدي

قصيدة إن كنت خاذلتي فمن هو مسعدي لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي