إن كنت في سنة من غارة الزمن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن كنت في سنة من غارة الزمن لـ كاظم الأزري

اقتباس من قصيدة إن كنت في سنة من غارة الزمن لـ كاظم الأزري

إن كنت في سنة من غارة الزمن

فانظر لنفسك واستيقظ من الوسن

ليس الزمان بمأمون على أحد

هيهات أن تسكن الدنيا إلى سكن

لا تنفق النفس إلا في بلوغ منى

فبائع النفس فيها غير ذي غبن

ودع مصاحبة الدنيا فليس بها

إلا مفارقة السكان للسكن

والعيش أنفس ما تقنى لذاذته

لولا شراب من الاجال غير هني

وكيف يحمد للدنيا صنيع يد

وغاية البشر منها غاية الحزن

هي الليالي تراها غير خائنة

إلا بكل كريم الطبع لم يخن

ألا تذكرت أياماً بها ظعنت

للفاطميين أظعان عن الوطن

أيام دارت بشهب المجد دائرة

ما كان مركزها إلا على الشجن

أيام طل من المختار أي دم

وأدميت أي عين من أبي حسن

أعزز بناصر دين الله منفردا

في مجمع من بني عبادة الوثن

يوصي الأحبة أن لا تقبضوا أبدا

إلا على الدين في سرّ وفي علن

وإن جرى أحد الأقدار فاصطبروا

فالصبر في القدر الجاري من الفطن

ثم انثنى للأعادي لا يرى حكما

إلا الذي لم يدع رأسا على بدن

سقيا لهمته ما كان أكرمها

في سقي ظامي المواضي من دم هتن

حيث الأسنة للآجال مفصحة

عن المنايا بذاك المقول اللكن

وللظبى نغمات في رؤوسهم

كأنها الطير قد غنت على فنن

يا جيرة الغي أن أنكرتم شرفي

فإن واعية الهيجاء تعرفني

لا تفخروا بجنود لا عداد لها

إن الفخار بغير السيف لم يكن

ومذ رقى منبر الهيجاء اسمعها

مواعظا من فروض الطعن والسنن

للَه موعظة الخطي كم وقعت

من آل سفيان في قلب وفي أذن

كأن أسيافه إذ تستهل دماً

صفائح البرق حلت عقدة المزن

فلم يروا غير ذاك الليث مقتنصاً

تلك الأوابد لم ينكل ولم يهن

للّه حملته لو صادفت فلكاً

لخر هيكله الأعلى على الذقن

يفري الجيوش بسيف غير ذي ثقةٍ

على النفوس ورمح غير مؤتمن

وعزمة في عرى الأقدار نافذة

لو لاقت الموت قادته بلا رسن

حتى إذا لم تصب منه العدى غرضاً

رموه بالنبل عن موتورة الضغن

فانقض عن مهره كالشمس عن فلك

فغاب صبح الهدى في الفاحم الدجن

قل للمقادير قد أبدعت حادثة

غريبة الشكل ما كانت ولم تكن

أمثل شمرٍ أذل الله جبهته

يلقى حسيناً بذاك الملتقى الخشن

واحسرة الدين والدنيا على قمر

يشكو الخسوف من العسالة اللدن

يا سيداً كان بدء المكرمات به

والشمس تبدأ بالأعلى من القنن

من يكنز اليوم من عِلم ومن كرم

كنزاً سواك عليه غير مؤتمن

هيهات أن الندى والعلم قد دفنا

ولا مزية بعد الروح للبدن

لقد هوت من نزار كل راسية

كانت لابنية الأمجاد كالركن

للَه صخرة وادي الطفّ ما صدعت

إلا جواهر كانت حلية الزمن

قد أنفقتها بأطراف القنا فئة

على أساسهم بيت النفاق بني

خطب ترى العالم العلوي لأن له

ما العذر للعالم السفلي لم يلن

ان تبكه مقل الأفلاك تبك فتى

كان الوجود به في أمنع الجنن

من المعزّي حمى الإسلام في ملك

من بعده حرم الإسلام لم تصن

يهنيك يا كربلا وشي ظفرت به

من صنعة اليمن لا من صنعة اليمن

للَه فخركِ ما في جيده عطل

ولا بمرآته الأدنى من الدرن

كم خرّ في تربك النوري بدر تقى

لولاه عاطلة الإسلام لم تزن

من كل فارس أقدام ومكرمة

لاقى المنايا بلاغمٍ ولا منن

حي من الشوس معتاد وليدهم

على رضاع دم الأبطال لا اللبن

يجول في مشرق الدنيا ومغربها

نداهم جولان القرط في الأذن

من مبلغ سوق ذاك اليوم أن به

جواهر القدس قد بيعت بلا ثمن

يوم بكت فيه عين الكومات دماً

على الكريم فبلّت فاضل الردن

يوم أجال القذى في طرف فاطمة

حتى استحال وعاء الدمع والوسن

لم تدر أيّ رزايا الطف تندبها

ضربا على الهام أم سبيا على البدن

لهفي على ناطقات العلم كيف غدت

وأفصح اللسن منها ألكن اللسن

أي الشموس توارت بعد ما تركت

في صدر كل كمال قلب مفتتن

ما للحوادث لا دارت دوائرها

أصابت الجبل القدسي بالوهن

قل للمكارم موتي موت ذي ظمأ

فقد تبدل ذا العذب بالأجن

إن زلزلت هذه السفلى فلا عجب

دارت على الفلك الأعلى رحى المحن

تبكي على سيد كانت له شيم

يجري بها المجد مجرى الماء في الغصن

لقد أطلت على الإسلام نائبة

كقتل هابيل كانت فتنة الفتن

إن الندى كان لا يلقى صدى أمل

إلا بأكرم من صوب الحيا الهتن

أين الهدى كان يجلو كل معتكر

ولا يقيم الورى إلا على السنن

إن أصبح الدهر يزجي من عزائمه

فإن حظ بقايا المكرمات فني

لقد هوى علم الإسلام بعد فتى

هداه والدين مقرونان في قرن

أقول والنفس مرخاة أزمتها

يقودها الوجد من سهل إلى حزن

مهلا فقد قربت أوقات منتظر

من عهد آدم منصور على الزمن

كشاف مظلمة خوّاض ملحمة

فياض مكرمة فكاك مرتهن

قرم يقلّد حتى الوحش منّته

وابن النجابة مطبوع على المِنن

صباح مشرقها مصباح مغربها

مزيل محنتها من كل ممتحن

أغرّ لا يتجلى نور سؤدده

إلا بروض من الدين الحنيف جني

تسعى إلى المرتقى الأعلى به همم

لا تحتذي منه إلا قنّة ألقنِن

يسطو بسيفين من بأسٍ ومن كرم

يستأصلان عروق البخل والجبن

يا من نجاة بني الدنيا بحبهم

كأنها البحر لم يركب بلا سفن

طوبى لحظ محبيكم لقد حصلوا

على نصيب بقرن الشمس مقترن

يا قادة الأمر حسبي أنس حبكم

في وحشة الحشر يرعاني ويؤسني

هل تزدري بي آثامي ولي وله

بكم إلى درجات العرش يرفعني

وهل تميد بي الدنيا إلى دول

ومن ولائي فيكم ما يقوّمني

أرجوكم وراجاء الأكرمين غنى

حياً وبعد اندراج الجسم في الكفن

ومنكر ونكير لا أهابهما

أنّىولحظ رجال الله يلحظني

ظفرت بالأمن إذ يممت مالكه

وصعب نيل المنى سهل على الفطن

يا من بقدرهم إلا على علت مدحي

والدر يحسن منظوماً على الحسن

إن طالبتني بمدح ذات أمجدكم

فرب طالب أمر وهو عنه غني

فهاكم من شجيّ البال مغرمة

عذراء ترفل في ثوب من الشجن

جاءت تهادى من الآزري حالية

من اجتلى حسنها الفتّان يفتتن

خذوا إليكم بلا أمر مدائحه

أنتم أولو الأمر من باد ومكتم

ثم الصلاة عليكم ما بدا قمر

فانجاب عنه حجاب الغارب الدجِن

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن كنت في سنة من غارة الزمن

قصيدة إن كنت في سنة من غارة الزمن لـ كاظم الأزري وعدد أبياتها ثلاثة و ثمانون.

عن كاظم الأزري

كاظم بن محمد بن مهدي بن مراد الوائلي البغدادي الشهير بالأزري. شاعر فحل، من أهل بغداد، يقال له شاعر أهل البيت. أشهر شعره قصيدة مطلعها: لمن الشمس في قباب قبابها، تزيد على ألف بيت. وله ديوان -ط مرتب على الحروف أكثره مدائح في أهل البيت، وقصيدة من المدائح النبوية خمّسها جابر بن عبد الحسين الربعي الكاظمي، وسماها قرآن الشعر الأكبر - ط.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي