إن كنت قد أنذرت بالمفقود
أبيات قصيدة إن كنت قد أنذرت بالمفقود لـ خليل اليازجي
إن كنتَ قد أُنذرتَ بالمَفقودِ
فأنا الَّذي أُنذرتُ بالمَولودِ
يَومُ الولادة وَالممات كلاهما
طَرَفانِ قد قاما لكلّ وجودِ
وَلَقَد ارى مأوى الجَنين كلحدِهِ
وارى الحياة كبَعثهِ الموعودِ
بعثٌ يُعادُ لَهُ الجميع وانَّما
وانَّما لا شيءَ فيهِ من ثواب مُعيدِ
شملَ العِقابُ بهِ وعمَّ كانَّما
من قبلُ كانَ الكُلُّ قومَ ثَمودِ
يَرمي بنيهِ الدهرُ عن عُرضٍ وَما
من سادَةٍ في حكمهِ وَعَبيد
والى الَّذي قد كنتَ فيهِ تَنتَهي
كُلٌّ الى عدمٍ لَهُ معهودِ
مِثلانِ بينهما الحياة تعرَّضت
كالحرف يفصِلُ حَرفي التَشديدِ
تَبكي على الارض السماءُ وَتَكتَسي
حُلَل الحداد من السحاب السودِ
وكانما عصفُ الرياح تنهُّدٌ
ما بين تَصويبٍ الى تَصعيدِ
سَقَتِ الغمائِمُ تُربَ غصنٍ ذابلٍ
ذَبَلت عليهِ معاطف الأُملودِ
لَقَد اِنثنى اسفاً ومال كانما
قد كانَ يُسقى مدمعَ العُنقودِ
رَيّانُ من ماءِ الشَبيبةِ ناضرٌ
تَثنيهِ ريحٌ من مهبّ زَرودِ
قَصفَتهُ لَمّا أَوَّدَت اعطافَهُ
وَكَذاك لَدن الغصنُ في التأويدِ
حسد الزَمانُ عليهِ رَوضَ جنانهِ
اسفاً فمدَّ اليهِ كفَّ حسودِ
خَظبٌ اسال من المدامع ما بِهِ
كادَت تَذوب حُشاشة الجُلمودِ
وأَثار نارَ أَسىً لو انسكبَت بها
تلك المدامع لم تُصَب بخمودِ
سَلَب الزَمانُ بِهِ كريمةَ معشرٍ
من خُرَّد الادبِ الحسان الغيدِ
كالدُّرة الحسناءِ تُنظَم حليةً
للجود والالطاف لا للجيِ
يا ساكناً دارَ الفناءِ اصبر لِمَن
سكنت بدارِ سعادةٍ وَخلودِ
الصبر يجبر كلَّ قَلبٍ مُبتَلى
حَتىّ يُرى خَلَفاً لكل فقيدِ
كانَت مثالَ البرّ والتَقوى لذا
فازَت بحظٍّ في السَماءِ سَعيدِ
يسقي سحاب الجود ترب ضريحها
وَالعَفو يسقيها سحابَ الجودِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة إن كنت قد أنذرت بالمفقود
قصيدة إن كنت قد أنذرت بالمفقود لـ خليل اليازجي وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.