إن لم أقف حيث جيش الموت يزدحم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة إن لم أقف حيث جيش الموت يزدحم لـ حيدر الحلي

اقتباس من قصيدة إن لم أقف حيث جيش الموت يزدحم لـ حيدر الحلي

إن لم أقف حيثُ جيش الموت يزدحمُ

فلا مشت بِيَ في طُرقِ العلا قدمُ

لا بدَّ أن أتداوى بالقنا فلقد

صبرتُ حتَّى فؤادي كلّه ألم

عندي من العزم سرٌّ لا أبوحُ به

حتَّى تبوحَ به الهنديّة الخُذم

لا أرضعت لي العلا ابناً صفو درَّتِها

إن هكذا ظلَّ رُمحي وهو مُنفطمُ

إليةً بضبا قومي التي حَمِدت

قدماً مواقعَها الهيجاءُ لا القِممُ

لأحلِبنَّ ثدي الحرب وهي قناً

لِبانُها من صدور الشوسِ وهو دمُ

مالي أُسالم قوماً عندهم تِرتي

لا سالمتني يدُ الأيَّام إن سَلِموا

مَن حامِلٌ لوليّ الأمرِ مألكةً

تُطوى على نفثاتٍ كلها ضَرم

يا بن الأُلى يُقعِدون الموتَ إن نهضت

بهم لدى الروعِ في وجه الضُبا الهِممُ

الخيلُ عندك ملَّتها مرابطها

والبيضُ منها عَرى أغمادَها السأمُ

هذي الخدور ألا عدَّاءَ هاتكةً

وذي الجباه ألا مشحوذةً تسم

لا تطهرُ الأرضُ من رجسِ العدى أبداً

ما لم يَسِل فوقها سيل الدمِ العرم

بحيثُ موضع كلٍّ منهم لك في

دماه تغسِله الصمصامةُ الخذمُ

أُعيذ سيفَكَ أن تصدى حديدتهُ

ولم تكن فيه تُجلى هذه الغِمم

قد آن أن يمطرَ الدنيا وساكِنها

دماً أغرَّ عليه النقعُ مرتكم

حرَّان تدمغ هامَ القومِ صاعقةٌ

من كفِّه وهي السيفُ الذي علموا

نهضاً فمن بظُباكم هامهُ فلقت

ضرباً على الدين فيه اليومَ يحتكم

وتلك أنفالُكم في الغاصِبينَ لكم

مقسومةٌ وبعينِ الله تُقتسم

جرائم آذنتهم أن تعاجلَهم

بالانتقام فهلاّ أنت منتقم

وإنَّ أعجب شيء أن أبثَّكها

كأَنَّ قلبك خالٍ وهو مُحتدم

ما خلتُ تقعد حتَّى تُستثارَ لهم

وأنتَ أنت وهم فيما جنوهُ همُ

لم تُبقِ أسيافهم منكم على ابن تقًى

فكيف تُبقي عليهم لا أباً لهمُ

فلا وصفحِكَ إنَّ القوم ما صفحوا

ولا وحلمكَ إنَّ القومَ ما حلموا

فَحملَ أُمك قدماً أسقطوا حنقاً

وطفل جدّك في سهمِ الردى فطموا

لا صبرَ أو تضعَ الهيجاءُ ما حملت

بطلقةٍ معها ماءُ المخاضِ دمُ

هذا المحرّم قد وافتك صارخةً

ممَّا استحلُّوا به أيامهُ الحُرمُ

يملأنَ سمعكَ من أصوات ناعيةٍ

في مسمع الدهر من إعوالها صمم

تنعى إليك دماءً غاب ناصرُها

حتَّى أُريقت ولم يرفع لكم علم

مسفوحةً لم تُجب عند استغاثتِها

إلاَّ بأدمع ثكلى شفَّها الألمُ

حنَّت وبين يديها فِتيةٌ شَرِبت

من نحرها نُصبَ عينيها الضُّبا الخُذمُ

مُوسّدين على الرمضاءِ تنظرهم

حرَّى القلوب على ورد الردى ازدحموا

سقياً لثاوينَ لم تَبلل مضاجِعَهم

إلاَّ الدماءُ وإلاّ الأدمُعُ السجم

أفناهُمُ صَبرهم تحت الضُّبا كرماً

حتَّى قضوا ورداهم ملؤه كرمُ

وخائضينَ غمار الموت طافحةً

أمواجُها البيضُ بالهاماتِ تَلتطمُ

مشوا إلى الحرب مشي الضارياتِ لها

فصارعوا الموتَ فيها والقنا أُجمُ

ولا غضاضة يوم الطفِّ أن قُتلوا

صبراً بهيجاء لم تثبت لها قدم

فالحرب تعلم إن ماتوا بها فلَقَد

ماتت بها مِنهم الأسيافُ لا الهِممُ

أبكيهم لعوادي الخيل إن ركبت

رؤسها لم تكفكف عزمَها اللجم

وللسيوف إذا الموت الزؤامُ غدا

في حدِّها هو والأرواحُ يختصِمُ

وحائراتٍ أطارَ القومُ أعيُنَها

رُعباً غداة عليها خِدرَها هَجموا

كانت بحيثُ عليها قومُها ضربت

سُرادقاً أرضُهُ من عزِّهم حرمُ

يكاد من هيبةٍ أن لا يطوفَ به

حتَّى الملائكُ لولا أنَّهم خَدمُ

فغودرت بين أيدي القوم حاسرةً

تُسبى وليس لها مَن فيه تَعتصِمُ

نعم لوت جيدَها بالعتب هاتِفةً

بقومِها وحشاها ملؤه ضَرمُ

عجَّت بهم مُذ على أبرادها اختلفت

أيدي العدوِّ ولكن مَن لَها بِهم

نادت ويا بُعدهم عنها مُعاتِبةً

لهم ويا ليتهم من عتبها أمم

قومي الأُلى عُقدت قِدماً مآزرُهم

على الحميَّة ما ضِيموا ولا اهتضموا

عهدي بهم قِصرُ الأعمارِ شأنهمُ

لا يهرمون وللهيّابة الهرم

ما بالُهُم لا عَفت منهم رسومهُم

قرُّوا وقد حملتنا الأنيقُ الرسم

يا غادياً بمطايا العزم حمّلها

همًّا تضيق به الأضلاع والحُزم

عرِّج على الحيِّ من عمرو العلى وأرح

منهم بحيثُ اطمأنَّ البأس والكرم

وحيّ منهم حماةً ليس بابنِهمُ

مَن لا يرفُّ عليه في الوغى العلم

المشبعين قِرًى طيرَ السما ولهم

بمنعة الجار فيهم يشهدُ الحرم

والهاشمينَ وكلُّ الناسِ قد علموا

بأنَّ للضيف أو للسيف ما هشموا

كماةُ حربٍ ترى في كلّ باديةٍ

قتلى بأسيافهم لم تحوها الرجم

كأَنَّ كلّ فلاً دارٌ لهم وبها

عيالها الوحش أو أضيافها الرُخم

قِف منهم موقفاً تغلي القلوبُ به

من فورة العتب واسأل ما الذي بهم

جَفَّت عزائمُ فهرٍ أم تُرى بَردت

منها الحمية أم قد ماتت الشيم

أم لم تجد لذعَ عتبي في حشاشتها

فقد تساقَطَ جمراً من فمي الكلم

أين الشهامة أم أين الحفاظ أما

يأبى لها شرفُ الأحسابِ والكرم

تُسبى حرائرها بالطفّ حاسرةً

ولم تكن بغُبار الموت تلتثمُ

لمن أُعدَّت عتاقُ الخيل إن قعدت

عن موقفٍ هُتكت منها به الحرم

فما اعتذارُكِ يا فهرٌ ولم تثبي

بالبيض تُثلم أو بالسمر تنحطم

أجل نساؤكِ قد هزَّتكِ عاتِبةً

وأنتِ من رقدةٍ تحت الثرى رمم

فلتُلفت الجيدَ عَنك اليوم خائبةً

فما غناؤكِ حالت دونكِ الرجم

شرح ومعاني كلمات قصيدة إن لم أقف حيث جيش الموت يزدحم

قصيدة إن لم أقف حيث جيش الموت يزدحم لـ حيدر الحلي وعدد أبياتها خمسة و ستون.

عن حيدر الحلي

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء. له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط) ،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين. له كتب منها: (كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ) ، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ) .[١]

تعريف حيدر الحلي في ويكيبيديا

السيد حيدر بن سليمان الحلي (28 يناير 1831 - 5 ديسمبر 1886) شاعر عراقي في القرن 19 م/13 هـ. ولد في الحلة في عائلة حسينية. مات أبوه وهو طفل فنشأ عند عمه مهدي بن داود الذي تخرج عليه في الأدب وعلى حسن الفلوجي. نبغ في الشعر الديني وله ديوان أسماه الدر اليتيم وأشهر نظمه حولياته في رثاء الحسين بن علي. له كتب منها العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل و الأشجان في مراثي خير إنسان ودمية القصر في شعراء العصر. توفي في مسقط رأسه ودفن في العتبة العلوية بالنجف.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. حيدر الحلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي