إن لم يكن هذا الصدود فصالا
أبيات قصيدة إن لم يكن هذا الصدود فصالا لـ بديع الزمان الهمذاني

إن لم يكن هذا الصدود فصالا
فانهَيْ خيالكِ أن يزور خيالا
إني وإن حلت عقودي لوعة
لأعز نفساً لم تكن لتذالا
أقلي وريعان الشباب ذريعة
فلو اكتحلت قذى وشبت قذالا
أمطيعة العذال لست بحرة
إن لم أطع في حبك العذالا
إن تصرمي صباً فقد شجيت به
لعساءُ يشجي ساقها الخلخالا
أو تسهريه فربما سهرت له
هيفاء لا تسع العيون جمالا
ومريضة الألحاظ وادعة الْخُطى
تطأ الجفون ولا تكاد دلالا
ترنو إليّ بمقلة ترنو بها
نحو الجبال فتحدر الأوعالا
باتت ترخص لي وباتت عفتي
عذراء تجتال اللمى والخالا
إني ليقعدني الهوى ويحلني
لكن خلقنا يا خلوب رجالا
من قطع رحم الكرى ومهجهج
إثر القوافي يمنة وشمالا
يزع اللفوف فلن يفوت نداءه
ويلي العطوف فلن يطوف ضلالا
إن أرتع الألفاظ أشبع أو سقى
أروى وإن منع الورود أحالا
حتى إذا أعييتني أرسلتها
طرداً كأسراب القطا أرسالا
لك يا عماد المشرقين وإنها
كالنجم دونك أو أعز منالا
فلئن سلبنك خاتميك لقد غدت
تاجاً عليك فهل نقصنك حالا
فليبلغ العيوق فصك وليكن
مثل الشقائق وليزن مثقالا
أيُّ الفصوص وإن علت أضعافه
ليست على هذي الفصوص عيالا
هذا ابن مامة والحديث يطوله
ذو خصلة وقد افترعت خصالا
ويح الزمان من اللذين أراهما
نعيا إليّ المجد والأفضالا
هذا يقول سل الإمام سواهما
إني أراك قد التمست محالا
ويقول خيرهما مقالاً لا تطل
في الخاتمين ولا تكن هيالا
قسماً لأنتزعنه بعروقه
ثقة بفضلك يا إمام وقالا
ومهوسين مهوشين تجمعوا
نسل الفداء وتبذل الأموالا
يا قوم أَنتجعُ السحاب واسألُ ال
بحر المحيط وأَجتدي ميكالا
الذنب للشيخ الإمام لأنه
ساد الورى فليحمل الأثقالا
كرم هنالك لم ترثه كلالة
كلا وفص لم ترثه كلالا
ها إنه أصل لمجدك تابع
فإذا أقلت المكرمات أقالا
يا ذا الذي أنا مشرفيُّك في العدى
أفلا تزيد المشرفيَّ صقالا
شرح ومعاني كلمات قصيدة إن لم يكن هذا الصدود فصالا
قصيدة إن لم يكن هذا الصدود فصالا لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها تسعة و عشرون.
عن بديع الزمان الهمذاني
أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]
تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا
أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ بديع الزمان الهمذاني - ويكيبيديا