إيه يا شاعري كفاك مقاما
أبيات قصيدة إيه يا شاعري كفاك مقاما لـ الهمشري
إيه يا شاعِري كَفاكَ مَقاما
ها هُنا فَالفَناءُ جَمُّ الضِفافِ
لَيسَ شَطُّ الأَعرافِ هذا وَلكِن
هُوَ رُكنٌ مِن شاطِىءِ الأَعرافِ
سَتَرى مَخبَأَ اللَيالي وَتَلقى
مَصرَعَ الوَقتِ في دُجاهُ الضافي
حَيثُ لا مَعلَمٌ هُنالِكَ يَهدي
لا وَلا فَوقَهُ يُصاخُ لِطافِ
فَسَرى فُلكُها يَشُقُّ الدَياجى
في ذَميلٍ مَسيرُهُ رَكّاضِ
يَمخَرُ المَوجَ وَالعُبابَ بِقَيدو
مٍ كَريهٍ عَلى الرَدى خَوّاضِ
وَإِذا بي أَحَسُّ صَوتاً حَنوناً
طائِفاً في الرَدى بِأَرخَمِ جَرسِ
يَتَهادى عَلى السُكونِ رَخيما
وَيُناجي الأَرواحَ في مِثلِ هَمسِ
وَهِيَ في المَوتِ لا تَحِسُّ بِنَجوى
مِن غَناءِ وَلا تُصيخُ لِحِسِّ
سَكَنَت سَكنَةً يُعانِقُها الصَم
تُ وَأَسرى بِها فَناءٌ مُغسِيِّ
أَخَذَ الصَوتُ في اِزدِيادِ خُفوتٍ
وَسَجوٍ عَلى السُكونِ مَديدِ
مُستَديراً عَلى الفَضاءِ يُداني
طَرفُ هذا الفَضاءِ حَدَّ الوُجودِ
وَبَدا فَوقَ هامَةِ الأُفقِ نورٌ
ساطِعُ الجَوِّ خاطِفٌ مِن بَعيدِ
وَإِذا مَوكِبٌ يَتيهُ عَلَيهِ
مِثلُ قَصرٍ مِنَ الضِياءِ مَشيدِ
هُوَ رَكبُ الحَياةِ يَمشي حَثيثاً
مُستَخِفّاً إِلى ضَريحِ اللَيالي
فَهُوَ مَثوى الأَحقابِ بَعدَ تَمامٍ
وَمَقَرُّ الأَجيالِ بَعدَ اِكتِمالِ
قِف تَأَمَّل فُلكَ الحَياةِ عَلَيهِ
مَلَكٌ في وَضاءَةٍ وَجَلالِ
عَبقَرِيُّ الخَيالِ في سُندِسٍ خُضرٍ
يَغني في بَهرَةٍ وَاِختِيالِ
وَسَرَت خَلفَهُ زَوارِقُ شَتّى
تَتَراءى كَأَنَّها أَحلامُ
فَتَرى زَورَقَ الجَمالِ عَلَيهِ
مُسمِعاتٌ غِناؤُهُنَّ سَلامُ
وَتَرى زَورَقَ الشُرورِ عَلَيهِ
مُسمِعاتٌ غِناؤُهُنَّ سِقامُ
وَتَرى خَلفَها زَوارِقَ شَتّى
مُنشِئاتٍ وَكُلَّها آثامُ
جُبِلَت هذِهِ الياةُ عَلى الش
رِّ وَإِن كانَ نامِياً في الخَيرِ
وَأَرى الخَيرَ مِن ثِمارٍ ضِرارٍ
وَجَدَت خَصبَ أَرضِها في الشَرِّ
إِن هذا التُرابَ وَهوَ قَبيحٌ
فاحَ مِن روحِهِ أَريجُ الزَهرِ
لَيسَ هذا النَعيمُ غَيرَ شَقاءٍ
فَحَذارِ حَذارِ مِن أُمِّ دَفرِ
وَمَضى الرَكبُ في الرَدى وَتَلاشى
أَثَرُ الرَكبِ في ضَريحِ اللَيالي
فَكَأَنَّ الحَياةَ كانَت مَناماً
وَغُرورُ الحَياةِ طَيفُ خَيالِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة إيه يا شاعري كفاك مقاما
قصيدة إيه يا شاعري كفاك مقاما لـ الهمشري وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.
عن الهمشري
محمد بن عثمان الهمشري. متأدب له شعر، تركي الأصل، مصري المولد والمنشأ والوفاة، ولد برأس البر (مصر) ، ونشأ في القبلاوين، وتعلم بالمنصورة، ثم بكلية الآداب بالقاهرة، وتذوق الأدب الإنكليزي فترجم عنه بعض القصائد ومئات من القصص وكثيراً من روايات (الجيب) . وتولى التحرير في مجلة التعاون سنة 1934 إلى أن توفي بالقاهرة، وجمع نظمه في (ديوان - ط) صغير.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب