اذانصبت سوق الفخار فلا نشري
أبيات قصيدة اذانصبت سوق الفخار فلا نشري لـ عبد الله فريج

اذانُصِبتُ سوق الفخار فَلا نَشري
سِوى ذكرة في الكَونِ عاطِرة النَشر
تَتوق الى حب الكِرام نُفوسنا
فَنَسري لَهُم شَوقاً بِاجنِحَة النسر
كِرام عَهد نائِم بحد سُيوفِهِم
تَوَلّوا من العَهدِ القَديمِ عَلى مِصر
مُلوك اتوا من دَولَة علويَّة
وَخصهمُ الرحمن بِالفَتحِ وَالنَصرِ
فَكَم اخضَعوا الامصار تَحتَ لِوائِهِم
وَكَم دَوَّخوا الاقطارَ بِالبيضِ وَالسُمرِ
فَمن كل ضَرغام يّذودُ عَنِ الحِمى
وَمن كُل عَبّاس يُرى بِاِسمِ الثُغر
حَليم لاِخوان الصَفاءِ وَإِنَّما
هُوَ اللَيثُ لِلأَعداءِ في الكر وَالفرِّ
اِذا هَزَّ في يُمناهُ ماضي مُهند
رَأَينا لعدى تَبكي دُموعاً من النَحرِ
يَحن لاِدراكِ المَعالي فُؤادَهُ
كَما حَنَّ لِلاِحبابِ صَب لدى الهَجرِ
كَريم تربى في حجور سَماحَة
فَشَب عَلى حب المَكارِمِ وَالفَخرِ
لِعَليائِهِ زَفوا كَريمَة معشَر
سَريرَتِهِم سِيان في السِر وَالجَهرِ
سَمية من كانَ البيُّ حَليلُها
وَاختُ مَليك العَصرِ ذي النهي وَالاِمرِ
مخدرة من خيرِ قَومٍ وامَّة
مَحاسِنُها اضحَت بِشَمسِ الضُحى تَزري
تَجلى بِافقِ الأُنسِ زاهي زَفافُها
يُبشر بَعدَ العسر لِلنّاسِ بِاليُسرِ
وَناهيكَ ان الخَلقَ من كُل ملة
عَلَيهِم جَرَت فيهِ غيوثُ من التبر
عَلَيهِ جَميعُ العالمينَ تَزاحَموا
كَأَنّي بِهِ في وَضعِهِ مَوقِفُ الحَشرِ
لَدى مَوكِب فيهِ الجُنودُ تَنظَّمَت
بِبيضُ المواضي فَوقَهُم رايَة الظفر
فَاِكرِم لَهُ مِن مَوكِب ذي مَحاسِن
يَجل عَن الاِوصافِ في النُظُمِ وَالنَثِر
عَلى نَغَمِ الآلاتِ سارَ بِهَيبَةِ
الى قبة أَبوابِها مَطلَعُ البشر
فَقامَت بِها الاِفراحُ عَن رُغمِ حسَّد
كَرَوضِ زَها يَفتَرُّ عَن يانِع الزُهر
وَفيها جَلَّت اختُ العَفافِ تَكرُّماً
محيّا رَوى عَن حسنِهِ مَطلَع الفَجرِ
بِلَيلَة انسٍ شَرَّفَ اللَهُ قَدرَها
فَتاهَت بِاعجابِ عَلى لَيلَة القَدرِ
شَدا عَبده فيها بِاِنغامِ مَعبَد
فَحن لَهُ قَلبُ الجمادِ من الصَخر
وَفيها ثريات الهَناءٍ تَراقَصَت
عَلى نَغم الأَلحانِ كَالأَنجُمِ الزُهر
وَقامَت من الالعابِ فيها مراسِح
تَشخص لِلغاراتِ من داخِل القَصرِ
وَصاحَت بِاِصواتِ السُرورِ بَلابِل
فَقطها دُرُّ يَفيضُ مِن القُطر
فَلا زالَت الاِفراحُ تَصفو مناهِلاً
وَتَسعى إِلى آلِ الخديوي مَدى الدَهرُ
أَلا أَيُّها المَولى الَّذي صَيتهُ غَدا
يَشنَف اسماعِ الملوك عَلى الذِكر
تَهنأ بِما أوتيتَ وَاسلَم من الرَدى
وَدم في كَمالِ العِزِّ يا بَهجَة العَصرِ
وَهاكَ من المَحسوبِ احسَن غادَة
اِلَيكَ بِها في الحُبِّ هاجَ الهَوى العذري
هي البكر لكِن حلَّ في الشَرعِ سِحرُها
وَمن عَجَب سِحر يَحل من البَكرِ
مُحَجَّبة لَو فازَ كَسرى بِمِثلِها
لَشاطَرَها ملكاً وَقالَ أَقبِلي عذري
أَلا كَيفَ لا وَهي الَّتي قَد تَزَيَّنَت
بِحُسن صِفاتٍ فيكَ جَلت عَن الحَصر
فَلا تَرتَضي في الناسِ غَيرك خاطِباً
وَلا تَبتَغي غَير القبولِ من المهر
فَخُذها سَليل الفَخرِ مني أَبيَّة
تنادي بِتاريخينِ في مَعرض الشُكر
بِوَجه السَنا شَمس وَبَدرٌ تَلاقَيا
فَيا لطفَها شَمساً تَلافَت مَعَ البَدرِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة اذانصبت سوق الفخار فلا نشري
قصيدة اذانصبت سوق الفخار فلا نشري لـ عبد الله فريج وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.
عن عبد الله فريج
عبد الله فريج أفندي. أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره. أهدى أشعاره صاحب السعادة: ادريس بك راغب وقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له: لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُ له أريج الازهار في محاسن الاشعار.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب