اعترافات رجل نرجسي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة اعترافات رجل نرجسي لـ نزار قباني

1
… وبعد ثلاثين عاما
تأكدت أني أحبك ..
بعد ثلاثين عام
وأنك امرأتي دون كل النساء
وأيقنت أن جميع الذي كان قبلك
كان سرابا ..
وكان دخانا ..
وكان احتلام …

2
وبعد ثلاثين عاما
عرفت غبائي الشديد
وسخفي الشديد
وأيقنت أنك شمس الشموس
وبر السلام
وأني بدونك طفل
أضاع حقيبته في الزحام
وأنك أمي التي ولدتني
ومنها تعلمت كيف أمشط شعري
وكيف أذاكر ليلا دروسي
وكيف أهجي الكلام

3
وبعد ثلاثين عاما
طلبت اللجوء السياسي للحب ..
حين اكتشفت بأني تعبت ..
وأني انهـزمت ..
وأن إناء غروري انكسر ..
حجزت مكانا لحزني بكل مطار
وألغيت بعد قليل حجوز السفر .
فلا قبلتني بلاد الجفاف
ولا قبلتني بلاد المطر

4
هي النرجسية قد دمرتني
فكل العيون محطات ليل
وكل النساء لدي سفر !!
أفتش فوق الخريطة
عن وطن مستحيل
فما من رصيف أنام عليه
ولا من حجر …

5
وبعد ثلاثين عاما
خلعت ثياب التخلف عنى
وحممت عينى بماء المرايا
وضوء الرخام
دخلت زمان الحضارة
حين رأيت يديك ..
ولملمت بالعين ريش النعام
وعمرت عند التقاء الضفيرة .. والنهد ..
أول عاصمة للغرام ..

6
وبعد ثلاثين عاما
وجدت بعينيكِ مفتاح حريتي
ومن قبل عينيكِ كنت ضريرا
أفتش عن شمعة في الظلام
وقبل حرير ذراعيك ..
ما كان عندي
مكان على الأرض فيه أنام …

7
وبعد ثلاثين عاما
تخلصت من عقدة البدو فى داخلى
ومن صرخة الأعين السود
خلف ثقوب الخيام ..
وثقفت عينى .
وثقفت أذنى .
وحط السنونو على كتفى
وفتح فى القلب ورد الشام ..

8
وبعد ثلاثين عاما
بدأت أجمع أجزاء نفسى
وألصقها بعد طول انفصام
وقررت أن أستعيد لياقة فكرى
ودهشة شعرى ..
وكنت أفكر تحت الركام
وأكتب تحت الركام …

9
وبعد ثلاثين عاما
وجدتك تحت قميصى
مخبأة مثل فرخ الحمام ..
وحين مددت إليك يدى
تحولت فى لحظات
إلى امرأة من غمام ..

10
وبعد ثلاثين عاما
رأيت بعينيك برهان ربى
وشاهدت نور اليقين
وشاهدت كل الصحابة والمرسلين
وشاهدت برقاً
وشاهدت ناراً
وشاهدت بالعين .. رائحة الياسمين
وشاهدت . شاهدت .
حتى نسيتُ الكلام …

11
سماء من الكحل ، تمحو سماء
نساء تكسرن فوق نساء
وأنت ستبقين .. بعد ثلاثين قرنا
ستبقين بيت القصيد ..
ومسك الختام ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي