افتحوا للفتى الهضيم الطريقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة افتحوا للفتى الهضيم الطريقا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة افتحوا للفتى الهضيم الطريقا لـ جميل صدقي الزهاوي

افتحوا للفتى الهضيم الطريقا

فلقد جاء يزبئر حنيقا

رافعا راية التمرد تهفو

حاملا من يراعه منجنيقا

لا يبالي من بعد ادراكه المثا

ر ألاقي سلامة ام زهوقها

شاعر ان غاظوه كان قسيا

واذا ما والوه كان رفيقا

ذاك حر يأبى القبول لضيم

واثقا في صراعه ان يفوقا

شبه اعصار اينما مر ابقى

خلفه في طول الطريق حريقا

يكسر الهام بالحجارة حتى

يتشفى من غاصبيه مذيقا

جاء يعدو ليسترد بما او

تى من قوة الجنان الحقوقا

رب شعب يشق ان الجأ الامر

الى السلم بالحراب الطريقا

عاهدوه على الوفاء فما كا

ن هناك العهد البريم وثيقا

قل لابناء يعرب ان في القبر

اباكم يذم هذا العقوقا

انا لا اخشى الناكثين وان كا

ن فريق منهم يشد فريقا

ما بذى بال ان رأيت بعيني

ضفدعا او سمعت منه نقيقا

ضفدعا لولا ماله من نقيق

ما تظنيت كونه مخلوقا

رب غر اذا علا اكمة ظنّ

غرروا ان صافح العيوقا

ايها القوم الراكضون بليل

حاذروا ان تصادفوا ازليقا

سيلاقى البغاة يوما ثقيلا

فيه لا ينفع الصديق الصديقا

ما يزال الهضيم يشهق يأساً

ثم لا يشبه الشهيق الشهيقا

ولقد يرسل اللحاظ فلا يبصر

في مطلع الرجاء بريقا

ان هذا الدوح المجرد من او

راقه كان قبل حين وريقا

ايها الدائسون بالرجل حقى

ليس حقي بان يداس حقيقا

يحزن العندليب ان يجد الجو

جميلا ولا يكون طليقا

اطلقوه في جو رض انيق

انه يهوى فوقه التحليقا

اخذت آمالي تضيع واخشى

انني لا أرى لها تحقيقها

قد طلبت الفرار من فتنة تة

شك بالقوم نارها ان تحيقا

ولقد شبّت ثم لم تخب حتى

خفت ان تملأ الفضاء حريقا

ولعل الارض التي هي عطشى

اصبحت ريا من دم اهريقا

قل لمن احفظته زندقة لي

سيدي انت لا تكن زنديقا

ذاك امر له مساس بنفسي

فمن الحمق انكوتن حنيقا

ان من اوجد الطبيعة لا يخرقها

لو فكرت فيه عميقا

والذي يجهل الطبيعة جهلا

راسخاً يحسب الرشاد مروقا

وهو العلم لا يقول بما لم

تأت فيه العيون فحصا دقيقا

وهو العلم شك في حس ميت

مزقته ايدي البلى تمزيقا

لا تكن في الحياة مختلف اللو

ن كذوبا ان لم تكن صديقا

انني مؤمن على الشك مني

ومن اللَه اطلب التوفيقا

ربما ماتت الدهاة وابقت

اثراً بعد موتها مرموقا

واذا الشمس زايلت تركت من

شفق خلفها شعاعا رقيقا

ان بحرا لا تبتغي فيه خوضا

ليس في ضير ان يكون عميقا

واخال الزمان حبلا طويلا

ستراني يوما به مشنوقا

سجل الدهر في كتاب لديه

نسباً لي في الهالكين عريقا

ليس غير القوي ممن يعيشون

على الارض بالبقاء خليقا

حيثما التفت أشاهد بعيني

ساحقا في الحياة او مسحوقا

واذا نمت في قرارة رمسي

فمن الخير الجمّ ان لا افيقا

انما القبر ان ترد عزلة كا

ن على قربه مكانا سحيقا

واذا كان الدهر ذا دوران

لم تكن سابقا ولا مسبوقا

ان ناموس الدور اشمل نامو

س وان لم يرق هناك فريقا

حبذا جنة ستشرب فيها

لبناً طاب طعمه ورحيقا

وهناك الحور الحسان يقعقعن

حواليك الكأس والابريقا

سوف تحسو من كف حوراء كأساً

قد صفت قبل مسها الراووقا

لا تكن ماقتا لخمر تسلى

من هموم الحياة حتى تذوقا

انت كالطفل تسمع الشيء ممن

جهلوه فتكثر التصديقا

انني لا التذّ الا بدنيا

ي وان لم اكن بها مرزوقا

واذا ما رأت عيوني سحابا

قد تدلى فلست اخشى البروقا

واذا اليأس كظ نفسي فضاقت

منه فرّجت بالخيال الضيقا

جمع الليل طيف ليلي وعيني

مبديا مشهدا شجيا انيقا

قلت للطيف قد اتيت على الرحب

فلا زلت بالرضى مرموقا

ثم قبلته ثلاثا وسبعا

ثم طوقت جيده تطويقا

وتعانقنا ساعة وبكينا

في تشاك يهز منا العروقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة افتحوا للفتى الهضيم الطريقا

قصيدة افتحوا للفتى الهضيم الطريقا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ثمانية و خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي