اقدح بماء المزن نار المدام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة اقدح بماء المزن نار المدام لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة اقدح بماء المزن نار المدام لـ شرف الدين الحلي

اقدَحْ بماء المزن نار المدامْ

ليهتدي إن ضلّ ساري الظلامْ

واستجلها تشبه شمس الضحى

في هالة من بدر بدر التمامْ

مهفهفُ القامة أعطافه

تُعَلِّمُ الأغصان لين القوامْ

مئزره في عيد إفطاره

وبنده في وسط شهر الصيامْ

بات خليَّ القلب من لوعة

بتّ بها صبّاً به مستهامْ

يغضب إن حمت على ثغره

والمنهل العذبُ كثير الزِّحامْ

تذوب أحشائي به غلة

وقد تَرَوَّى منه عِقد النظامْ

وكلما رمت جنى ريقه

يقول لي شرب الحميّا حرامْ

حتى إذا جاذبت أصداغه

للثمة صارت لفيه لثامْ

وازورَّ فاستأنفت أهوي على

يديه باللثم ولين الكلامْ

فرقَّ قاسي خده خيفة

أن يتوفاني عليه الغرامْ

وبتُّ من فيه ومن كفه

أشرب من خمرين دون المُدامْ

بمجلس في لحن قيناته

فصاحة تطرب عجم الحمامْ

وظلّ دوحٌ صفرُ أوراقه

كأنها ناصلةٌ من سهامْ

حنى علينا فدنانيره

لها انتثارٌ حَوْلَها وانتظامْ

وقد سرى وفد نسيم الصَّبا

يسحب في الجو ذيول الغمام

قوضت القيظ يدٌ خيمت

له من السحب علينا خيام

أقبل في جحفل نِسْرِينِه

فَفَرَّ جيش الصيف منه وخام

ينشر فوق الأرض ندّ الندى

وقد طوت أيديه نار القَتام

ومر بالجدول ريعانه

فبات يجلو منه شبه الحسام

والورق في الأوراق تدعو ألا

هُبُّوا إلى لذاتكم يا نيام

صاح أجب داعيها راكضاً

طرف البطالات بخلع اللجام

وقم إلى لهوك مستيقظاً

بصرف دهر منك أغفى ونام

والهَمُّ إن ناجاك شيطانه

فلذ بكأس منه أو لذ بجام

إنَّ ابنة الكرم وإن عنَّسَتْ

ما حظيت إلا بشرب كرام

يُكْسَى وقار الكهل منها الفتى

وتكسب الشيخ نشاط الغلام

إن الذي لامك في شربها

أولى بأن يشرب ماء الملام

فراحة الراح لِلاهٍ غدا

يُتعِب من عنَّف فيه ولام

يمشي إلى حاناتها ساحباً

ذيول عراب الصبا والغرام

لا يسأل الخمار عن كيله

ولا يبالي كيف أغلى وسام

والكأس ما ماكس فيها فتى

لروحه والجسم منها قوام

منتهزاً فرصة أيامه

ما اقتاد منها في يديه زمام

لا خُدَعات الآلِ تقتاده

ولا تمنيه بروق الجَهام

لا يقبل الضيم وهل لائذ

بالملك الظاهر ممن يضام

ملك على الأيام من ملكه

طلاوة الروض فتيق الكِمَام

حمى حمى الإسلام معه فتى

أشم أرسى حُبْوةً من شَمام

لو منح البدر بأنواره

ما كان للنقص عليه احتكام

أو أشبه الغيثُ ندى كفه

لهَمَّ في تَهْتَانِه أو لدام

والشمس لو نالت سنى وجهه

أضحى لها يسجد كل الأنام

والبحر لو قيس إلى جوده

أصبح للوراد عذب الجِمام

والروض لو طاب كأخلاقه

ما أذنت دولته بانصرام

ولو حكت بيض الظبا عزمه

ما سلَّ يوم الروع منها كَهام

والليث لو باراه في نجدة

لعزَّ أن يغتال أو أن يرام

والنار لو تضرم من بأسه

لما انطفى بالماء منها ضرام

أزهر ماء البشر في وجهه

ينقع من قبل نداه الأوام

ليس لما يَقْصِم شدٌّ ولا

يُرَى لما شدّت يداه انفصام

ما وطئ الغبراء إلا اشتهت

كواكب الخضراء لثم اللثام

له المذاكي لو قفا إثرها

برق لصلى خلفها أو لصام

ضوامر تمرق من شُكْمِها

إلى أعاديه مروق السهام

لا تدرك الأبصار منها سوى

أجادلٍ طائرةٍ أو نعامْ

لو أطْلِقت والريح في حَلبَةٍ

لطالت الريح وجاءت أمام

والمرهفات البيض محمرّة

خدودها من وجنات وهام

لها رضاع من جسوم بها

يعود للأرواح منها فطام

كأنها في هيجات الوغى

بوارقٌ لامعةٌ في غمام

لم تر عَيْنٌ قبلها أنهراً

في غُدُرِ السرد لهنَّ اضطرام

في جحفل يحسب فرسانه

أسداً تلاقى من عداها سَوام

لو صدم السد له كلكل

لأوشكت أعجازه بانهزام

يزأر في غابته ضيغم

هماهم الأسد لديه بَغام

ناموا عن المجد فأغروا به

ذا يقظات عنهم لا ينام

إيهٍ غياث الدين ملكاً إلى

أقصى العراقين وأرض الشآم

قم لمناديك مجيباً فما

أبقت مساعيك لساع قيام

عسى تغور باكيات بهم

يعيدها فتحك ذات ابتسام

شرح ومعاني كلمات قصيدة اقدح بماء المزن نار المدام

قصيدة اقدح بماء المزن نار المدام لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها اثنان و ستون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي