الأصمعيات/المتلمس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

المُتلَمِّسُ

المُتلَمِّسُ - الأصمعيات

المُتلَمِّسُ

تُعيِّرني أمّي رجالٌ ولنْ تَرى

أخَا كرَمٍ إلَّا بانْ يتكَرَّما

وَمَنْ يَكُ ذا عِرْضٍ كريمٍ فلَمْ يصُنْ

لهُ حسَباً كانَ اللَئيمَ المُذَمَّما

وهلْ ليَ أمٌّ غيْرُها إنْ ترَكْتُها

أبى اللهُ إلَّا أنْ أكُونَ لها ابْنَما

أَحارِثُ أنَّا لوْ تُساطُ دِماؤُنا

تزايَلْنَ حَتَّى لا يَمَسَّ دمٌ دمَاً

أمُنْتقِلاً منْ نصْرٍ بُهْثَةَ خلْتَني

إلاَّ إنَّني منْهُمْ وإنْ كنْتُ أيْنَمَا

إلَا إنَّنَي منْهُمْ وعِرْضيَ عرْضُهُمْ

كَذى الأنْفِ يَحْمي أنْفَهُ أنْ يُصَلَّما

لذي الحِلْمِ قبْلَ اليْومِ ما تُقْرَعُ العصَا

وما عُلِّم الإنسانُ إلَّا ليَعْلَما

فإنَّ نِصابي إنْ سأَلْتَ ومَنْصبي

منَ الناسِ قوْمٌ يفْتِنُونَ المُزَنَّما

وكُنَّا إذَا الجبَّارُ صعَّرَ خدَّهُ

أقمْنا لهُ منْ ميْلِهِ فتقَوَّما

فلَوْ غيْرُ أخْوالي أرادوا نقيصَتي

جعَلْتُ لهُمْ فُوْقَ العرَانينِ مِيسَمَا

وما كنْتُ إلَّا مثْلَ قاطعِ كفِّهِ

بكفٍّ لَهُ أخْرَى فأصبَحَ أجْذَما

فلمّا استَقادَ الكفَّ بالكفِّ لمْ يجِدْ

لهُ دَرَكاً في أنْ تَبينَا فأحْجَما

فأَطْرقَ إطْراقَ الشُجاعِ ولوْ يرَى

مُساغاً لنابيْهِ الشُجاعُ لَصَمَّمَا

إذا ما أديمُ القومِ أنهَجَهُ البِلَى

تفرَّي ولَوْ كتَبْتَهُ وتخَرَّما

إذا لمْ يزَلْ حبْلُ القَرينَيْنِ يلْتوي

فلا بُدَّ يوْماً للقُوى أنْ تُجَذَّما

وقدْ كنْتُ أرجُو أنْ أكونَ لخَلْفكُمْ

زعيماً فَما أحرَزْتُ أنْ أتَكَلَّما

لاُ ورِثَ بعْدي سُنَّةً يُهْتدى بها

وأجْلوَ عنْ ذي شُبْهَةٍ أَنْ يُفَهَّما

أرى عُصُماً في نصْرٍ بُهْثةَ دائِباً

وتَعْذُلُني في نصْرِ زيدٍ فبِئْسَ مَا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي