الأصمعيات/سلامة بن جندل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

سلامَةُ بنُ جَنْدَل

سلامَةُ بنُ جَنْدَل - الأصمعيات

سلامَةُ بنُ جَنْدَل

لِمَنْ طَلَلٌ مِثلُ الكتابِ المُنمَّقِ

خَلا عهدُهُ بينَ الصُليبِ فَمُطْرِقِ

أكَبَّ عليهِ كاتبٌ بدواتِهِ

وحادِثُهُ في حِدَّةِ العينِ مُهرقُ

لأسماءَ إذْ تهوَى وصالَكَ إنَّها

كَذِي جُدَّةٍٍ مِنْ وحشِ صاحَةَ مُرشِقِِ

لهُ بقرارِ الصُلبِ بَقلٌ يلُسُّهُ

وإنْ يتقدَّمْ بالدكادِكِ يأنَقِِ

وقفْتُ بهَا ما إنْ تُبينُ لسائِلٍ

وهلْ تفقَهُ الصُمُّ الخوالِدُ مَنْطِقِي

فَبٍتُّ كأنَّ الكأسَ طالَ أعتيادُها

عَلىَّ بصافٍ مِنْ رحيقٍ مُرَوَّقِ

كريحٍ ذكيّ المِسكِ بالليلِ ريحُهُ

يُصفَّقُ في إبريقِِ جَعدٍ مُنَطَّقِِ

ومَا ذَا تُبَكِّي مِنْ رُسُومٍٍ مُحيلةٍ

خَلاءٍ كَسَحقِ اليُمنَةِ المُتَمَزِّقِ

ألا هَلْ أتَتْ أنباؤُنا أهلَ مأرِبٍ

كمَا قدْ أتَتْ أهلَ الدَبَا والخَوَرْنَقِِ

بانَّا مَنَعْنَا بالفُروقِ نساءَنَا

ونَحْنُ قتلْنَا مَنْ أتانَا بِملزَقِ

تُبلِّغُهُمْ عِيُس الركابِ وشؤُمُهَا

فريقَى معدٍّ مِنْ تَهامٍ ومُعرِقِ

وموقِفُنَا في غيرِ دارٍ نأيَّةٍ

ومَلحَقُنَا بالعارضِ المُتَألِقِِ

إذَا مَا عَلَونا ظَهرَنعلٍ كأنَّمَا

على الهامِ منَّا قَيْضُ بيضٍ مُغَلَّقِِ

ِمِنَ الخِمسِ إذُ جاءوا إليْنَا بجَمْعِهِمْ

غداةَ لقينَاهُمْ بجأوَاءَ فَيلَقِِ

كأنَّ النَعامَ باضَ فوقَ رُءوسهِمْ

بنهْيٍ القِذافِ أو بنهي مُخَفِّقِِ

ضَمِنَّا عليهِمْ حافتيهِمْ بصادقٍ

منَ الطَعنِ حتَّى أزمعُوا بتفرُّقِ

كأنَّ مُنَاخاً من فَتُوتٍ ومَنِزلاً

بِحيثُ التقينَا مِنْ أكُفٍ وأسوُقِ

كأنَّهُمُ كانُوا ظِباءً بصفْصَفٍ

أفاءَتْ عليهِمْ غبيَةٌ ذاتُ مِصدَقِ

كأنَّ اختلاسَ المشرَفيِّ رؤسَهُمْ

هوىُّ جنُوبٍ في يبيسٍ مُحَرَّقِ

لدُنْ غُدوةً حتَّى أتى الليلُ دونَهُمْ

ولمْ ينجُ إلا كُلُّ جرداءَ خيفَقِِ

ومستوعِبٍ في الجرْي فضلَ عِنانِكُمْ

نُزُوَّ الغزالِ الشادِنِ المُتطلِّقِِ

فالقَوْا لنَا أرسانَ كُلِّ نجيَّةٍ

وسابغةً كأنَّها مَتْنُ خِرْنِقِِ

مُداخَلَةٍ مِنْ نسجِ داوودَ شَكُّهَا

كحبِّ الجَنَا مِنْ أُبلُمٍ مُتَفَلِّقِِ

فمَنْ يَكُ ذَا ثوبٍ تنَلْهُ رِمَاحُنَا

ومَنْ يكُ عُرْياناً يُوايِلْ فَيُشْفَقِِ

ومَنْ يدَّعُوا فينَا يُعَالِجْ نسيئَةً

ومَنْ لا يُغالُوا بالرَهائِنِ يُنْفِقِِ

وأمُّ بُجيْرٍ في نَمَارِقَ بينَنَا

مَتَى يأتِهَا الأنباءُ تحمِشْ وتَلحَقِِ

تركْنَا بُجيرٍاً حيثُ مَا كانَ جَدَّهُ

وفينَا فِراسٌ عانِياً غَيْرَ مُطْلَقِِ

ولوْلا جَنانُ الليلِ مَا آبَ عامِرٌ

إلى جعفَرٍ سربالُهُ لمْ يُخَرَّقِ

بضَرْبٍ تظَلُّ الطيرُ فيهِ جوَانِحاً

وَطَعْنٍ كأفواهِ المَزَادِ المُفتَّقِِ

فعزَّتُنَا ليسَتْ بشِعبٍ بِحَّرةٍ

ولكنَّهَا بَحرٌ بصحراءَ فَيْهَقِِ

يُقمِّصُ بالبُوصيِّ فيهِ غوارِبٌ

مَتَى مَا يَخُضْهَا ماهِرُ اللُجِّ يَغرقِ

ومجْدُ معدٍّ كانَ فوقَ علائِهِِ

سبقنَاً بهِ إذْ يرتقُونَ ونَرتَقي

إذَا الهُندُوانِيّاتُ كُنَّ عصيّنَا

بِها نَتَأيَّي كُلَّ شأنٍ ومَفرِقِ

نُجَلِّى مِصَاعاً بالسيُوفِ وُجُوهَنا

إذَا اعتقَرَتْ أقدامُنَا عندَ مَأزِقِ

فَخَرْتُمْ علَيْنَا أنْ طردْتُمْ فوارِساً

وقولُ فِراسٍ هاجَ فِعْلي وَمَنْطِقي

عجِلْتُمْ علينَا حُجَّتينِ عليكُمُ

ومَا يَشَأِ الرحمنُ يعقِدْ ويُطلِقِِ

هوَ الجابرُ العظمَ الكَسيرَ ومَا يَشأُ

مِنَ الأمرِ يجمَعْ بينَهُ ويُفَرِّقِ

هوَ المُد خِلُ النُعْمانَ بيتاً سماؤُهُ

صُدُورُ الفُيُولِ بَعْدَ بيتٍ مُسَردَقِِ

وبعدَ مُصابِ المُزنِ كانَ يسوسُهُ

ومَالِ مَعَدٍّ بعدَ مالِ مُحَرِّقِ

لهُ فحمةٌ ذفراءُ تنفي عد وَّهُ

كمنْكبِ ضاحٍ مِنْ غمامةِ مَشْرِقِ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي