الأصمعيات/عروة بن الورد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

عُرْوَةُ بن الوَرْد

عُرْوَةُ بن الوَرْد - الأصمعيات

عُرْوَةُ بن الوَرْد

أقِلِّي عَلَي اللومَ يَا ابنَةَ مُنذرٍ

ونَامِي فإِنْ لمْ تشتَهِي النومَ فاسهَرِي

ذَرِينِي ونفسِي أُمَّ حَسَّانَ إنَّنِي

بهَا قَبلَ ألا أمِلكَ البيعَ مُشتَرِي

أحاديثَ تبقَى وَالفَتَى غيرُ خالِدٍ

إذَا هُوَ أمسَى هامَةً تَحتَ صَيِّرِ

تُجاوبُ أحجارَ الكِناسِ وتشتكِي

إلَى كُلِّ مَعرُوفٍ تَرَاهُ ومُنكَرِ

ذَرِيني أُطَوِّفْ في البلادِ لعلَّنِي

أُخَلِّيكِ أو أُغْنيكِ عَنْ سُوء مَحضَرِي

فإنْ فاز سهمٌ للمنيَّة لم أكن

جزوعاً وهل من ذاك من مُتأخرِ

وإنْ فازَ سهمٌى كفَّكُمْ عَنْ مَقاعدٍ

لَكُمْ خَلْفَ أدبارِ البُيوتِ ومَنْظَرِ

تقُولُ لكَ الويلاتُ هلْ أنتَ تارِكٌ

ضُبُوءًا بِرَجلٍ تارةً وبِمنسرِ

ومُستَثبِتٌ في مالِكَ العامَ إنَّني

أراكَ على أقتادِ صَرماءَ مُذْكِرِ

فجُوعٍ بهَا للصَّالحينَ مَزِلِّةٌ

مَخُوفٍ ردَاهَا أنْ يُصيبكَ فاحذَرِ

أبَى الخفضَ مِنْ يَغْشاكِ مِنْ ذِي قرابَةٍ

ومِنْ كُلِّ سوداءِ المعاصِمِ تَعتَرِي

ومُستهنِئٌ زيدٌ أبُوهُ فَلا أرَى

لَهُ مَدْفَعاً فاقنَيْ حياءكِ واصبرِي

لحَا اللهُ صُعلُوكاً إذَا جنَّ ليلُةُ

مُصَافي المُشَاشِ آلفاً كُلَّ مَجزَرِ

يعُدُّ الغِنَى مِنْ دهرِهِ كُلَّ ليلَةٍ

أصابَ قِراهَا مِنْ صدِيقٍٍ مُيسَّرِ

قَليلَ الِتماسِ المالِ إلاّ لِنفسِهِ

إذَا هوَ أضحَى كالعريشِ المُجَوَّرِ

ينَامُ عِشاءً ثمَّ يُصبِحُ قاعِداً

يحُتُّ الحَصَى عَنْ جنبِهِ المُتَعفِّرِ

يُعينُ نساءَ الحيِّ مَا يستعِنَّهُ

فيُضْحي طليحاً كالبعيرِ المُحَسَّرِ

وللهِ صُعلُوكٌ صفيحَةُ وجهِهِ

كضوءِ شهابِ القابِسِ المُتَنوِّرِ

مُطلاًّ عَلى أَعْدَائِهِ يَزجُرُونَهُ

بساحتِهِمْ زجرَ المنيحِ المُشَهَّرِ

وإنْ بَعُدُوا لا يَأمَنُونَ اقترابَهُ

تَشَوُّفَ أهلِ الغائِبِ المُنْتَظَّرِ

فذلكَ إنْ يَلقَ المنيةَ يلقَها

حَميداً وإنْ يستغْنِ يوماً فَأَجْدِرِ

أَيَهلِكُ مُعتَمٌّ وزيدٌ ولمْ أقُمْ

عَلَى نَدَبٍ يوماً ولي نَفسُ مُخْطِرِ

سيُفْزِعُ بعدَ البأسِ مَنْ لاَيَخافُنَا

كواسِعُ في أُخرَى السَّوَامِ المُنفَّرِ

نُطاعِنُ عَنْها أوَّلَ القومِ بالقَنَا

وبيضٍ خِفافٍ وَقعُهُنَّ مُشَهَّرُ

ويوماً عَلَى غاراتِ نَجدٍ وأهِلِهَا

ويَوماً بأرضٍ ذاتِ شثٍّ وعَرْعَرِ

يُنَاقِلنَ بالشُمطِ الكِرامِ إلى النُهَى

نقابَ الحجازِ في السَريحِ المُسيَّرِ

يُريحُ علَى الَّليلُ أضيافَ ماجِدٍ

كريِمٍ ومَالي سَارِحاً مالُ مُقْتِرِ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي