الأصمعيات/علباء بن أريم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

عِلْباءُ بن أريم

عِلْباءُ بن أريم - الأصمعيات

عِلْباءُ بن أريم

ابن عوف من بني بكر بن وايل

ألا تِلْكُمَا عِرسِي تَصُدُّ بوجهِها

وتَزْعَمُ في جاراتِها أنَّ من ظَلَمْ

أبُونَا ولمْ أظلِمْ بشيءٍ عَلِمْتُهُ

سِوَى ما تَرَيْنَ في القَذالِ مِنْ القِدَمْ

فيَوماً تُوافينَا بوجهٍ مُقسَّمٍ

كَانْ ظبيَةٌ تَعطُو إلي ناضِرِ السَلَمْ

وَيَوْماً تُريدُ مَالَنَا معَ مالِهَا

فإنْ لَمْ نُنِلْهَا لمْ تُنِمْنَا وَلمْ تَنَمْ

نَبِيتُ كأنَّا في خُصُومٍ غَرامَةٌ

وتَسْمَعُ جاراتِي التَأَلِّي والقَسَمْ

فقُلْتُ لهَا إلاّ تَنَاهَى فَإنَّني

أخُو النكرِ حتَّى تَقْرعِي السِنَّ مِنْ نَدَمْ

ليجتَنِبَنْكِ العِيسُ حِبْساً عُكُومُها

وَذُو مِرَّةٍ في العُسْرِ واليُسُرِ والعَدَمْ

وأيُّ مليكٍ من مَعَدٍّ علِمْتُمُ

يُعَذِّبُ عَبْداً ذِي جَلالٍ وذَي كَرَمْ

أمِنْ أجلِ كَبشٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ قَريَةٍ

ولَا عندَ أذوادٍ رِتاعٍ وَلا غَنَمْ

يُمَشِّيْ كأنّ لا حيَّ بالجِزعِ غَيْرَهُ

ويَعْلُو جرَاثيمَ المَخارمِ والَأَكَمْ

فوَ اللهِ مَا أدري وإنِّي لَصادِقٌ

أمِنْ خَمَرٍ يَأتِي الضَلالَ أمِ أتَّخَمْ

بَصُرْتُ بهِ يَوْماً وقَدْ كانَ صُحْبَتي

مِنْ الجُوعِ إلا يَبْلُغوا الرجمَ مِلءِ جَمْ

بذِي حَطَبٍ جَزْلٍ وسهلٍ لِفائِدٍ

وَمبراةِ غَزّاءٍ يُقالُ لهَا هُذَمْ

وزندَي عَقارٍ في السلاحِ وقادِحٍ

إذَا شِئْتَ أورَى قبلَ أنْ يَبْلُغَ السَأمْ

وقالَ صِحَابي إِنَّكَ اليومَ كائِنٌ

عَلَيْنَا كَمَا عَفَّا قُدَارٌ عَلَى إرَمْ

وقدرٍ يُهَاهِي بالكلابِ قُتَارُها

إذَا خَفَّ أيسارُ المَسَامِيحِ واللُحُمْ

أخذْتُ لدَينٍ مُطمئِنٍ صَحِيفةً

وحالَفْتُ فيهَا كُلَّ مَنْ جارَ أوْ ظَلَمْ

أخَوَّفُ بالنُعمانِ حتَّى كأنَّمَا

قتَلْتُ لهُ خالاً كَرِيماً أوْ ابْنَ عَمْ

وإنَّ يَدَ النُعمانِ ليْسَتْ بِكَزَّةٍ

ولكِنْ سماءٌ تُمْطِرُ الوَبْلَ والدِيمْ

لبَسْتَ ثيابَ المقتِ إنْ آبَ سَالِماً

ولَمَّا أفِتْهُ أوْ أجَرَّ إلى الرَجَمْ

يُثِيرُ عَلَىَّ التُرْبَ فَحْصاً برِجْلِهِ

وقدْ بَلَغَ الذَلْقُ الشوارِبَ أو نَحَمْ

لَهُ اليَهٌ كأنَّهَا شَطُّ ناقَةٍ

أيَحَّ إذَا مَا مُسَّ أبهَرُهُ فَحَمْ

وقَطَّعْتُهُ باللَوْمِ حتَّى أطاعَني

وأُلقى علَي ظَهْرِ الحقيبَةِ أوْ وجَمْ

ورُحْنا علَى العبءِ المُعلَّقِ شِلْوُهُ

وأكْرُعُهُ والرأسُ للذِئْبِ والرَخَمْ

موَاريثُ آبَائي وكانتْ تريكَةً

لآلِ قُدَارٍ صاحبِ النُكْرِ والحُطَمْ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي