الأصمعيات/عمرو بن معديكرب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

عَمْرُو بن معْدِيكَرِب

عَمْرُو بن معْدِيكَرِب - الأصمعيات

عَمْرُو بن معْدِيكَرِب

أمنْ ريحانَةَ الداعِي السَميْعُ

يُؤَّرِّقُنِي وأَصحَابِي هُجُوعُ

يُنادي مِنْ براقِشَ أو معينٍ

فأَسمَعَ وأتلأبَّ بِنَا مَلِيعُ

وقَدْ جاوزْنَ مِنْ غُمْدانَ داراً

لأبِوالِ البغالِ بهَا وَقيعُ

ورُبَّ مُحرِّشٍ في جَنْبِ سَلْمَى

يَعُلُّ بعينيِها عِنْدِي شَفِيعُ

كانَّ الأثمِدَ الحارِيَّ فِيها

يُسَفُّ بحيثُ تَبتَدِرُ الدُمُوعُ

وأبكارٍ لَهَوْتُ بهِنَّ حِيناً

نَواعِمَ في أسِرَّتِهَا الرُدُوعُ

أُمَشّي حَوْلَها وأطُرفُ فِيها

وتُعجِبُني المَحاجرُ والفُرُوعُ

إذَا يَضحكْنَ أو يبسِمنَ يَوماً

ترَى بَرَداً ألحَّ بهِ الصَقِيعُ

كأنَّ عَلَى عوارضِهِنَّ راحاً

يُفَضُّ عليهِ رُمَّانٌ يَنيعُ

تَرَاها الدَهْرَ مُقتِرةً كِباءً

وتَقْدَحُ صَحْفةً فيهَا نَقِيعُ

وصِبغُ ثيابِها في زَعفَرانٍ

بجُدَّتِها كَمَا أحْمَرَّ النَجِيعُ

وقدْ عَجبَتْ أُمامَةُ أنْ رَأَتني

تَفَرَّغَ لِمَّتي شَيبٌ فَظيعُ

وقدْ أغدُو يُدافعُني سَبُوحٌ

شَديدٌ أسرُهُ نَقَمٌ سريعُ

وأحمِرَةُ الهَجيرَةِ كُلُّ يومٍ

يَضُوعُ جِحاشَهُنَّ بمَا يُضيعُ

فأرسَلنَا رَبيئَتَنَا فَأَوفَى

فقالَ ألا ألا خَمسٌ رُتُوعُ

ربَاعيَةٌ وقارِحُهَا وجَحشٌ

وهادِيَةٌ وَتاليةٌ زَمُوعُ

فنَادَانَا أنَكْمُنُ أو نُبادي

فلمَّا مسَّ حالبَهُ القطيعُ

أزَنَّ عشيَّهُ فأستعجَلَتْهُ

قوائمُ كُلُّها رَبذٌ سَطُوعُ

فَأوْفَى عندَ أقْصاهُنَّ شَخصٌ

يَلُوحُ كأنَّهُ سَيفٌ صَنيِعُ

ترَاهُ حينَ يَعثُرُ في دماءٍ

كمَا يمشِي بأقدُحِهِ الخَليعُ

أَشَاب الرَأسَ أيامٌ طوالٌ

وهمٌ ما تُبَلّعُهُ الضُلُوعُ

وسوقُ كتيبةٍ دلفَتْ لُأخرَى

كأنَّ زُهاءَهَا رأسٌ صَليعُ

د نَتْ وأستأجرَ الأوغالُ عنهَا

وخّلى بينَهُمْ إلا الوَريعُ

فِدًى لَهُمُ معاً عميّ وخَالي

وشَرْخُ شبابِهمِْ إنْ لَمْ يُضيعُوا

وأسنادُ الأسنَّةِ نحوَ نحرِي

وهزُّ المَشرَفيَّةِ والوقُوعُ

فإنْ تَنُبِ النوائبُ آلَ عُصْمٍ

ترَى حكَماتِهِمْ فيهَا رُقُوعُ

إذَا لَمْ تستطِعْ شيئاً فدَعْهُ

وجاوِزْهُ إلى مَا تَستَطِيعُ

وصِلْهُ بالزِماعِ فكُلُّ أمرٍ

سَمَا لَكَ أو سُموْتَ لهُ وَلُوعُ

فكَمْ مِنْ غائِطٍ مِنْ دُونَ سَلَمى

قليلِ الأُنسِ ليسَ بهِ كَتيعُ

بهِ السِرْحانُ مُفترِشاً يديهِ

كأنَّ بياضَ لبَّتِهِ الصَدِيعُ

وأرضٍ قَدْ قطعْتُ بهَا الهَوَاهِي

مِنْ الجِنَّانِ سَربَخُهَا مَلِيعُ

تَراجِيف المَطِيّ بحافَتَيْهِ

كأنَّ عِظامَهَا الرُخمُ الوُقُوعُ

لعمرُكَ ما ثَلاثٌ حائِماتٌ

عَلَى رُبَعٍ يَرْعنَ ومَا يَريعُ

ونابٌ مَا يَعيشُ لَهَا حُوارٌ

شدِيدُ الظَعنِ مِثْكالٌ جَزُرعُ

سدِ يسٌ نضَّجَتْهُ بعدَ حَمْلٍ

تحرَّى في الحنينِ وتستلِيعُ

بأوجَعَ لوعَةً منِّي ووَجداً

غَداةَ تحمَّلَ الأنسُ الجَمِيعُ

فإمَّا كنْتِ سائلَةً بِمَهْري

فَمَهْرِي إنْ سألْتِ بهِ الرَفيعُ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي