البارحة غنى على الأغصان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة البارحة غنى على الأغصان لـ الكوكباني

اقتباس من قصيدة البارحة غنى على الأغصان لـ الكوكباني

البارِحَة غَنّى عَلى الأَغصان

قُمري فهيَّج لوعة الحَزين

أَمسى يُرَدِّد في الدُجى أَلحان

تُشجي وَتابع بَعدَها أَنين

فَحَنَّ حَيران الشجي الوَلهان

شَوقاً إِلى أَحباب نازِحين

وَما جَرَت لِه حين بَكى أَجفان

فَما لَه أَجرى دَمعيَ المَعين

نادَيت لَمّا جَنَّ من ولوعه

حَتى أرقص البانه شَجى سُجوعه

جفنك لماذا ما جَرَت دُموعه

لَو كانَ يا قُمري معك أَشجان

مِثلي وَحملك في الهَوى رَزين

جَرى كَدَمعي مَدمعك شَنّان

عَلى الشَمال تجريه وَاليَمين

خضبتَ يا قُمري البَنان وَالساق

وَزانَ جيدك طرفك الحسن

وَصَفَّقت لك راحة الأَوراق

في الرَوض وأرقَص سجعك الفنن

وَأَشجَت مَعاني سجعك العشاق

حَتى بَكوا من لوعَةِ الحزَن

وَأَغليت دمعك وَالشَجى الحَنان

مَدامِعه تَجري مَع الحَنين

أَمارَة الوَلهان فَيضُ طَرفه

مِسكين تلهيه لوَعته وَلَهفه

من طوق جيده وَخِضاب كَفِّه

ما هَكَذا يا ساجِعات البان

من كانَ قَلبه في الهَوى رَهين

يَرقُص إِذا غَنّى ثَمِل سَكران

وَهو بِدَمعِه في الهَوى ضَنين

ما لِلشَجي العاشِق وللورقي

يَصنَع بِنَفسِه ما اِشتَهى الحمام

ومن عِشق لا دمعته تَرقى

وَلا لِقَلبِه يَنطَفي غَرام

يَكفيه أَشجانه وَما يَلقى

عَمَّن وَفى أَو خان في الذّمام

دائِم شَجي لا يَعرِف السُلوان

يَشكي هَوى في مُهجَتِه دَفين

مِسكين من قَلبِه رَقيق عشّاق

تثنيه إِلى ريم الغُويرَ الأَشواق

زين السَوالِف بابليَّ الأَحداق

نوني الحَواجِب ساحِر الأَجفان

بَدر المُحيّا باهِر الجَبين

في وَجنَتيه جَنات في نيران

وَطلّ يَجري فوق ياسمين

من عشقتِه أَمسَيتُ لِلسُّمّار

حَديث يُطرِب ذكرى السَّمر

وهمتُ في الأَغصان وَالأَقمار

وَمنيتي ذا الغصن وَالقَمَر

وَبتُّ أَرقب نسمة الأَسحار

أَقول عَسى أَو ذا النسيم خبر

هَل عِلم من مزرى الدُّمى الغزلان

حينَ تلفت الأَجياد حور عين

غَزال وَرَّد بِالحَيا خدودِه

يَهوى الغَزال لَو يَلتَفِت بجيده

أَنا أعشِقه وَاهوى بأن أعوده

أَمسى سَمير الجؤذري الفَتّان

وَأُعانِقه وَالناس نايمين

آهي عَلَيه لَو زارَني أَحيان

وَلا يُطيل الهجر كل حين

لَو زارَني أَو بِالسَلام حَيّا

أَحيا فُؤادي الموجع الجِراح

لَيتَ البَخيل بالوَصل وَاللُقيا

تَعَلَّم الإِحسان وَالسماح

من جود عز الدين وَالدُنيا

وَحاتِم الجود عَنتَر الكِفاح

فَريسَته يَومَ الهياج فُرسان

هزبر لِه سمر القَنا عَرين

أَسَد حَمى باسِه حِمى خميسِه

طلق المحيا إِن حَمي وطيسِه

في مشتَبك سمر الرِّماح خيسه

وَأحرف اسمه تهزم الشجعان

فَيَنثَنوا في الرَّوع مُدبرين

وَفي وثاقِه كَم قرن أَقران

ما عايَنوا في الناسِ له قَرين

يا ناصِر الدين مفخرك أَضحى

كالشَمس جلّا نورها الدّجَن

لَك فخر لا يُطمس وَلا يُمحى

زانَت رقومِه صَفحَة اليمن

يهنيك عيد الفطر وَالأَضحى

وَعادَت أَعيادك مَدى الزَّمَن

سألتُ من هُو كل يوم في شان

علوَّ شانِك دائِمَ السنين

لا زلت عالي الشان يا محمَّد

تَحمي لَنا ما أسسِه وَشيَّد

مِنَ المَعالي جدك الممجد

لا زِلت تَحمي بِالقنا المران

ما شادَ يَحيى جدُّك الأَمين

وَفَوقَ رأسِهِ ترفع البنيان

يا مَلك آل الأَنزع البَطين

بَقيتَ تَشفي المجد إِن أَشفا

وَتَستَمِع شَكوى الأخ الوَفي

أَشكو عَلَيك جفني جَفا الإِغفا

ووجد قَلبي لَيسَ يَنطَفي

وَرمز قولي عنك لا يَخفى

مَع الذكا ما يوضح الخَفي

فَكَم ذَكي قَد كانَ بالعنوان

مَعنى المُعنوَن يفهمه يَقين

مِنَ اللسان حالي لسانه أَفصح

وَفي التسارير سر لَيسَ يبرح

عَلَيه لِسان الحال وَشى فَصَرَّح

كَما وَشى عَن روضه الريحان

من النسائم حول ناشقين

وَفاح بِهَذا عرفها أَلوان

يسجى بِها عشاق شايقين

شرح ومعاني كلمات قصيدة البارحة غنى على الأغصان

قصيدة البارحة غنى على الأغصان لـ الكوكباني وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن الكوكباني

محمد بن عبد الله بن الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين الحسيني الكوكباني. شاعر غزل، من بيت مجد وإمامة في كوكبان (باليمن)، أورد المحبي نموذجاً حسناً من شعره. كان يوصف بالعلم والعفاف، وكان شعره يفعل بالقلوب ما فعلت بفؤاده العيون. نظم (كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمين علي بن أبي طالب)، و(نظم نظام المريب في لغة الأعاريب)، و(ديوان شعر - خ) جمعه السيد عيسى بن لطف الله.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي