البحر قد أبدى سنا نضرته

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة البحر قد أبدى سنا نضرته لـ ابن زاكور

اقتباس من قصيدة البحر قد أبدى سنا نضرته لـ ابن زاكور

البَحرُ قَد أَبدى سَنا نَضرَتِهِ

فَهامَتِ الأَعيُنُ في بَهجَتِهِ

قَد خَلَعَ الحُسنُ عَلَيهِ حِلىً

وَاِنتَظَمَ الإِبداعُ في لُبَّتِهِ

كَأَنَّهُ وَالشَمسُ قَد أَودَعَت

شُعاعَها الأَنضَرُ في لُجَّتِهِ

مَطارِفُ العِقيانِ قَد طُرِّزَت

بِاللازَوَردِ الغَضِّ مِن زُرقَتِهِ

ذَكَّرَني عَهداً لَنا قَد مَضى

بِأَرضِ تَطوانَ عَلى ضِفَّتِهِ

في جَنَّةٍ أَربَت عَلى جِلِّقٍ

عَلَّمَها الحُسنُ بِأَلوِيَتِهِ

ما شِئتَ مِن نَورِ كَدُرٍ عَلى

زَبَرجَدِ يَسبي سَنا خُضرَتِهِ

وَمِن غُصونٍ قَد سَقاها الحَيا

فَعَربَدَت بِالرَقصِ مِن خَمرَتِهِ

دَبَّجَها النُوارُ مِن أَصفَرَ

يَحكي النُضارَ الغَضَّ في كُهبَتِهِ

وَأَحمَرٍ يُشبِهُ خَدَّ الَّذي

أَنحَلَني الشَوقُ إِلى رُؤيَتِهِ

حَيثُ المُنى تُطلِعُهُ قَمَراً

تَنأى دُجى الأَحزانِ مِن طُرَّتِهِ

لَم يَعرُهُ هَجرَ يَهيجُ الجَوى

وَيَعطِفُ القَلبِ عَلى حُرقَتِهِ

إِلّا نِفاراً هُوَ في طَبعِهِ

إِنَّ نِفارَ الظَبيِ مِن خِلقَتِهِ

يَنفِرُ تيهاً ثُمَّ يَثنيهِ ما

يُبصِرُ مِن وَجدي عَلى نُفرَتِهِ

فَقُلتُ إِذ أَبصَرتُهُ تائِهاً

كُن راضِياً حَبِيِّ عَلَيَّ وَتِهِ

وَلا تُعَذِبني بِنارِ الجَفا

يا مَن حَياةُ الصَبِّ في قَبضَتِهِ

فَاِفتَرَّ أَينَ الدُرُّ مِن ثَغرِهِ

وَأَينَ نَشرُ المِسكِ مِن نَكهَتِهِ

وَأَينَ بَدرُ التَمِّ مِن وَجهِهِ

وَأَينَ لَمعُ البَرقِ مِن غُرَّتِهِ

وَاِهتَزَّ عُجباً بِخُضوعي لَهُ

فَأَينَ غُصنُ البانِ مِن هِزَّتِهِ

أَيُّ هِلالٍ في قَضيبِ نَقى

أَضاءَهُ الدَيجورُ مِن لِمَّتِهِ

عانَقتُ مِن قامَتِهِ غُصُناً

كَما قَطَفتُ الوَردَ مِن وَجنَتِهِ

لَم أَصحُ مِن سُكري بِتَعنيقِهِ

إِلّا بِتَقطيعي عَلى فُرقَتِهِ

أَيُّ زَمانٍ قَد مَضى مُسرِعاً

يا حَرَّ أَنفاسي عَلى سُرعَتِهِ

لَم أَنتَبِه مِن نَومٍ لِذَّتِهِ

إِلّا بِأَشواقي إِلى أَوبَتِهِ

يا لَيتَ شِعري وَالمُنى رُبَّما

تُساعِدُ المُشتاقَ في بُغيَتِهِ

هَل يَدنُوَنَّ الغُربُ بَعدَ النَوى

فَأَقطِفَ الآمالَ مِن ضَيعَتِهِ

وَهَل أَرى تِلكَ البُدورَ الَّتي

تُزري بِبَدرِ الأُفقِ في طَلعَتِهِ

ما أَقدَرَ اللَهُ عَلى رَدِّ مَن

نَدَّ بِهِ البَينُ إِلى فِئَتِهِ

فَيا نَسيماً مِن حِماهُم سَرى

شَمِمتُ عَرفَ المِسكِ مِن هَبَّتِهِ

كَيفَ الرُبا وَالمُنحنى وَالنَقى

وَالنَهرُ وَالرَوضُ عَلى ضِفَّتِهِ

عَهدي بِها مَرتَعَ كُلِّ رَشا

لا راعَها الدَهرُ بِتَنحِيَتِهِ

وَكَيفَ أَحبابي وَهَل عَلِموا

شَوقي الَّذي أوبِقتُ في أَزمَتِهِ

نَكَبَني الدَهرُ بِبَينِهِمُ

أَشكو إِلى الرَحمَنِ مِن نُكبَتِهِ

أَمسَيتُ صَبّاً بِالجَزائِرِ لا

أَعدِمُ شَجواً ذُبتُ مِن حَسرَتِهِ

لَولا اِبنُ عَبدِ المومِنِ المُرتَضى

قَضى فُؤادي مِن لَظى لَوعَتِهِ

جَعَلتُهُ قَصدي وَنِعمَ الَّذي

يَقصِدُهُ الإِنسانُ في غُربتِهِ

العالَمُ النَحريرُ مَن دَأبُهُ

أَن يُنقِذَ المَلهوفَ مِن كُربَتِهِ

وَأَن يُواسي مَن بِهِ رَكَضَت

خَيلُ النَوى أَو حادَ عَن وَجهَتِهِ

أَنَختُ آمالي بِهِ فَاِنثَنَت

عاطِرَةَ الأَنفاسِ مِن نَفحَتِهِ

إِن تَسأَلِ الأَحبابَ عَن نُزُلي

فَها أَنا أَنعَمُ في جَنَّتِهِ

أَقطِفُ أَنوارَ المُنى غَضَّةً

تَحتَ ظِلالِ العِلمِ في حَضرَتِهِ

أَثقَلَين بِالبِرِّ حَتّى لَقَد

أَعجِزُ أَن أَنفَكَّ مِن حَوزَتِهِ

ما شانَهُ عَيبٌ سِوى أَنَّهُ

يُغضي عَلى مِثلي في هَفوَتِهِ

وَيُسعِفُ الطالِبَ في قَصدِهِ

وَيُسعِدُ الراغِبَ في رَغبَتِهِ

نُزهَتُهُ في العِلمِ يَدرُسُهُ

لا عاقَهُ المِقدارُ عَن نُزهَتِهِ

ما ذا يَقولُ المَرءُ في مَدحِهِ

وَقَد تَناهى الدَهرُ في خِدمَتِهِ

وَالشَمسُ أَولَتهُ أَشِعَّتَها

وَالبَدرُ حَلّاهُ بِتَحلِيَتِهِ

وَخَيَّمَ المَجدُ بِساحَتِهِ

وَفاضَ بَحرُ الجودِ في بُردَتِهِ

بَدرَ الهُدى وَالعِلمِ يا مَن غَدَت

تَسجِدُ أَمداحي في قِبلَتِهِ

خُذها عَلى رُغمِ العِدى غادَةً

لَفَّعَها الصِدقُ بِأَقبِيَتِهِ

خَودٌ زَهَت إِذ بُشِّرَت بِكُ

وَلَفَّها المَجدُ بِأَردِيَتِهِ

كَم رامَها قَبلَكَ ذو هِمَّةٍ

فَلَم تُصِخ سَمعاً إِلى خِطبَتِهِ

بِنتُ اِبنِ زاكورَ فَمَنشَزُهُ

فاسٌ وَأَهلُ الفَضلِ مِن أُسرَتِهِ

صَداقُها الغالي قَبولُكَها

مِنهُ فَما أَغلاهُ في نِيَّتِهِ

فَاِسمَع لَهُ وَاِقبَل هِدِيَّتَهُ

وَعَفَّ بِالصَفحِ عَلى زَلَّتِهِ

لا زِلتُ ذا حالٍ تَسوءُ العِدا

ما حَنَّ ذو بُعدٍ إِلى تُربَتِهِ

وَاللَهُ يُبقيكَ إِمامَ هُدىً

ما غَرَّدَ القُمرِيَّ عَلى دَوحَتِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة البحر قد أبدى سنا نضرته

قصيدة البحر قد أبدى سنا نضرته لـ ابن زاكور وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن ابن زاكور

محمد بن قاسم بن محمد بن الواحد بن زاكور الفاسي أبو عبد الله. أديب فاس في عصره، مولده ووفاته فيها. وله ديوان شعر أسماه الروض الأريض، اختار منه عبد الله كنون الحسني مجموعة منها أسماه (المنتخب من شعر ابن زاكور - ط) له: (المعرب المبين بما تضمنه الأنيس المطرب وروضة النسرين - ط) ، (أيضاح المبهم من لامية العجم - خ) (عنوان النفاسة في شرح ديوان الحماسة لأبي تمام - خ) ، (الروض الأريض - ط) ديوان شعره.[١]

تعريف ابن زاكور في ويكيبيديا

محمد بن قاسم بن محمد بن الواحد بن زاكور الفاسي أبو عبد الله، (1075 هـ - 1120 هـ / 1664 - 1708م).أديب فاس في عصره، مولده ووفاته فيها. له ديوان شعر أسماه الروض الأريض، اختار منه عبد الله كنون الحسني مجموعة منها أسماه (المنتخب من شعر ابن زاكور - ط). له: «المعرب المبين بما تضمنه الأنيس المطرب وروضة النسرين - ط»، «أيضاح المبهم من لامية العجم - خ» «عنوان النفاسة في شرح ديوان الحماسة لأبي تمام - خ»، «الروض الأريض - ط» ديوان شعره.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن زاكور - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي