البحر يغلى كان البحر بركان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة البحر يغلى كان البحر بركان لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة البحر يغلى كان البحر بركان لـ جميل صدقي الزهاوي

البحر يغلى كان البحر بركان

تثيره تحت فيض الماء نيران

والليل داج سوى مصباح هادية

له على ظلمات الليل سلطان

تمزق البحر من هوجاء عاصفة

كقلب ثكلى لها في الليل ارنان

وراعت العين امواج قد اصطخبت

كأنهن عفاريت وجنان

في شكل مرتفع منها ومنخفض

كأنما هي كثبان ووهدان

وكان في ساحل الدأماء منتصباً

شخص تبين في عينيه اشجان

يرنو مليا الى فلك تقاذفه

في اللج امواجه والفلك هيمان

وبعد ما حالت الامواج بينهما

كأنما تلكم الامواج جدران

سمعته قائلا ويلي ومديداً

كما يشير إلى الاخطار لهفان

قد مزقته سيوف الموج مرهفة

حتى هوى فطواه اللج يختان

وكان قبل تواريه يصارعه

ثم اختفى وذويه ثم ما بانوا

الفلك يحوي عزيزاً لي فوا حزني

ان بت حبل رجائي فيه فقدان

لا ينبغي ان يكون البحر قاتله

ان كان للبحر ذي الامواج وجدان

ان كان ما كنت منه قبل في وجل

فسوف تنهش مني القلب احزان

أفي استطاعة من اهوى مصارعة

للموج ام هو من جراه عيان

ام ضمه البحر في احضان لجته

ام ليس للبحر مثل الام احضان

وبعد ذلك ناداه يسائله

فلم يجبه سوى الامواج انسان

فقال بل قد ثوى في لجه غرقا

واللج قبر له والموج اكفان

يا بحر خذني الى من انت آخذه

فانني لألى لقياه ظمآن

فان هلكت فمالي عنه منصرف

وان بقيت فمالي عنه سلوان

ثم ارتمى باندفاع لامرد له

في البحر يقحم فيه وهو اسوان

ان الحبيب لذي اودى الخضم به

هو القريض ومن يهواه جبران

والبحر ليس سوى الشرق الذي اضطربت

اموره والرياح الهوج اضغان

قد مات جبران مجهودا بمهجره

ولا تموت على جبران اشجان

لبنان ثكلى جثت تبكي ابن تلعتها

وشاركتها اسى مصر وبغدان

جبران فارقها روحا مرفرفة

وعاد يصبو اليها وهو جثمان

جبران يحضنه قبر كمشفقة

والقبر تحضنه كالام لبنان

قد شيعته رجال الحكم قاطبة

وشيعته نواقيس ورهبان

في قبره حكمة روعاء صامتة

وفوقه من صنوف الزهر الوان

وفوقه عبرات غير راقئة

يسقينه ثم روح ثم ريحان

ما كان جبران الا بلبلا غرداً

له على دوحه الفينان الحان

اذا ترنم يشدو فوق منبره

اصغت اليه من الآفاق آذان

اقرأه في دولة التجديد منفردا

حيث اسمه لكتاب الشعر عنوان

ان خط سطراً فان السطر مكتبة

او قال بيتا فان البيت ديوان

كم حكمة بعد ان فاه الحكيم بها

سارت بها في فجاج الارض ركبان

كانت لجبران ثورات مباركة

على القديم الذي يحيا وعصيان

اما القديم فنضناض لشرته

كأنه عندما يلقاك ثعبان

له الخلود بآثار له انتشرت

فيها جمال كضوء الصبح فتان

المرء اقدر من فوق التراب مشى

وان اكبر ما في المرء ايمان

الله عون للبنان وقد ثكلت

مما تكابده في الثكل لبنان

من ذا يجرعني كأسا مبردة

فانني من همومي اليوم حران

ان كان في الخسر لي ربح كما زعموا

فكل امر سوى الخسران خسران

ما من مجيب وقد ناديت ملء فمي

أليس في الحي كل الحي يقظان

شرح ومعاني كلمات قصيدة البحر يغلى كان البحر بركان

قصيدة البحر يغلى كان البحر بركان لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي