التاج أثبت من رضوى يحيط به

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة التاج أثبت من رضوى يحيط به لـ اسماعيل صبري

اقتباس من قصيدة التاج أثبت من رضوى يحيط به لـ اسماعيل صبري

التَّاجُ أثبتُ من رضوى يُحيطُ به

جيشٌ على الحقِّ مكتوبٌ له الظفرُ

اللَه يحرسُهُ والدِّين ينصرُهُ

كأنه كوكبٌ يسمُو له النَّظَرُ

يا آلَ عثمان لا زلتم بمنعتكم

تعنُو الملوكُ لكم والدينُ يَفتَخِرُ

والغربُ يَعرِفُ يومَ الحربِ بطشكُم

بقوَّةِ اللَه لا يُبقى ولا يَذَرُ

لكن تجاهلت الطِّليانُ قدرَكُم

فأصبح الذئبُ قربَ الليث يُحتَضَرُ

يا ذئبُ مالك والآجام تدخُلُها

إن غابت الأُسدُ فالأشبالُ تنتصِرُ

يا جيشَ روما عليك اليومَ قَد نَقَمَت

أهلُ السماءِ وجِنُّ الأرضِ والبَشَرُ

يا جيش روما فلا ذُقتَ الهوى أبداً

أغراكَ بالجهلِ سيفٌ كاد ينكسِرُ

وكيف جرَّدتهُ والأُسدُ رابضَةٌ

تحمي العرينَ وجمرُ اللحظِ يستَعِرُ

أهل نسيت أسودَ التُّركِ من وَطِئَت

أقدامهم هامةَ اليونان فاندحروا

فسل أثينا وفرسالُوسَ كم فَعَلَت

جيوشُ أدهَمَ لَمَّا ساقَهَا القَدَرُ

إن كان أدهَمُ لبَّى أمرَ خالقِهِ

فكلُّهُم أدهمٌ في السِّلمِ مُستَتِرُ

ويومَ يعلنُ أمر الحربِ بينهُمُ

تُرى فَعالُهُمُو ما ليسَ يُنتَظَرُ

سل بيضَ عُثمانَ في الهيجاءِ كم حَصَدَت

من الرؤوس ودمعُ البيضِ يَنهَمِرُ

للتُّركِ كم طأطأت هامُ الملوكِ وكم

عَنَت وجوهٌ علاها الجبنُ والضَّجَرُ

قرصانَ روما أفيقوا من سُباتِكُمُ

جَبرُ الزُّجاجِ عَسيرٌ حين يُنكَسِرُ

أهل نسيتمُ أمام التُّركِ موقفِكُم

وكيف يَثبُتُ ذِئبٌ جاءَهُ نَمِرُ

خليفةُ اللَه ربُّ العرش حافِظُهُ

والمسلمون لمثلِ اليومِ تُدَّخَرُ

محمَّدُ الخامس المولى العظيم ومن

ألقت إليه مقاليدَ النُّهى البَشَرُ

أَنعِم به من مَليكٍ ساس دولتَهُ

وما بغير علاءِ الدين يَفتَكِرُ

يا دولة السيفِ أين الضيغمُ الأَسَدُ

قرصان رُوما عليكِ اليومَ تَأتَمِرُ

ما مِن شُرُوطِ الوَفَا أن تتركي بَلَداً

يحتلها الذئبُ والأعداءُ تفتَخِرُ

فبادري واظهري كالبدرِ في أُفقٍ

لتجعلي دولةَ الطليانِ تعتبرُ

بني الهلالِ العدوُّ اليومَ بطمع أن

يحتلَّ داراً عليها القلبُ ينفَطِرُ

لا كان يومٌ نرى القرصان ظافرةٌ

على طرابُلُسٍ يا بئسَ ذا الخبرُ

قومٌ أساطيلُهُم في البحر واقفةٌ

تكاد من لطمةِ الأمواج تَنفَجِرُ

قومٌ جيوشُهُم في البر شاردةٌ

خوفاً من السَّيفِ والأرواح تُحتَضَرُ

ومن عجيبٍ نرى أسطولهم طَمَعاً

خاضَ الظَّلامَ ولكن غرَّهُ القَمَرُ

هم يحسبون بأن الدهرَ يبسُم وال

واشينَ ينفعهم أن أحدق الخَطَرُ

ويجهلون بأن الدِّين يأمُرُنا

يومَ الجهادِ بأَن للموت نَبتَدِرُ

سَيَعلَمُونَ قريباً أيَّ مُنقَلَبٍ

ومن سينزِلُ في ساحاتهِ الكَدَرُ

ونُشرِقُ الشمسُ والآفاقُ باسمةٌ

ويظهَرُ الحقُّ والأعداءث تنبَهِرُ

ويخفِقُ العلمُ المنصورُ فوقَ ربى

فرَّت جيوشُ العدا إذ هالها الخَطَرُ

لكن على المسلمين اليومَ مَدُّ يدٍ

فالحربُ يلزَمُهُ الإِنفاقُ والسَّهَرُ

والمالُ مالٌ إذا جادَ الكريمُ بهِ

ما المالُ ما في كنوزِ الأرض يُدَّخَرُ

يا مسلمي الهندِ شدُّوا أزرَ دولتكم

عن مجدكم حدَّثَ التاريخُ والسِّيَرُ

يا مسلمي الصين واليابانِ همَّتكُم

فالماُ أحسنُ ما يجنى به الثمرُ

يا مُسلمي الفُرسِ كسرى كان أكرمَ مَن

بِبذل أموالهم قد تشهدُ العُصُرُ

سكان أطلَسَ إنَّ الدينَ يأمركم

ببذلِ أرواحكم يا حبَّذا السَّفَرُ

أبناءَ مصرَ أعيدو اليومَ مجدَدُمُ

النيلُ يشهدُ والأَهرامُ والأَثَرُ

قد كان مجدكمو فاقَ السُّهى وسما

إلى العلا منزلاً يسمو له البَصَرُ

فبادروا بأداءِ الفرضِ واستبقُوا

للاكتتابِ بمالٍ تحسن الذِّكرُ

فالجيشُ يحتاجُ منكم بعضَ ما ملكت

أيديكمو فأعينوا الجيشَ يَنتَصرُ

يا عالمَ الغيبِ عَجِّل نصرَ دولتنا

واحفظ لنا تاجها يا مَن لهُ القدرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة التاج أثبت من رضوى يحيط به

قصيدة التاج أثبت من رضوى يحيط به لـ اسماعيل صبري وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن اسماعيل صبري

إسماعيل صبري باشا. من شعراء الطبقة الأولى في العصر الحديث، امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه، وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية، تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسا، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظاً للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة، كان كثيراً ما يمزق قصائده صائحاً: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر، وأبى وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيساً للوزارة؛ فقال: لن أكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .[١]

تعريف اسماعيل صبري في ويكيبيديا

إسماعيل صبري باشا (1270 هـ - 1341 هـ / 16 فبراير 1854 - 21 مارس 1923)، أحد شعراء الإحياء والبعث في تاريخ الشعر العربي الحديث، ويُلقب بشيخ الشعراء.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. اسماعيل صبري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي