التيجان في ملوك حمير/يتلوه حديث عاد الآخرة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

يتلوه حديث عاد الآخرة

يتلوه حديث عاد الآخرة - التيجان في ملوك حمير

يتلوه حديث عاد الآخرة قال معاوية: لله أنت يا أخا جرهم، لقد ذكرت من حديثك عجباً فلله الحمد على ما قضى في خلقه، فقد سمعتك ذكرت عاد الآخرة في حديثك فهات حدثني حديثهم ؟ قال عبيد: نعم يا أمير المؤمنين، إنه لما هلك عاد الأولى وتوفي هود النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بقي ولد أبي سعيد المؤمن، فكثروا وانتشروا في البلاد وحدثت منهم القرون حتى كثروا وعتوا وبغوا في الأرض بغير الحق، فألقى الله شرهم بينهم وأهلك بعضهم ببعض وأفناهم الله بذلك.قال معاوية: لله أنت يا عبيد ! وكيف كان ذلك ؟ قال عبيد: كان منهم رجل - يقال له سالم بن هزيمة - أحد بني عفير بن لقيم سادة عاد الآخرة، فكان رأساً في قومه وفيهم العدد والقوة والثروة - وكان سالم بن هزيمة رئيسهم وصاحب أمرهم - ثم أن رجلاً من قومه إلا من غير أهل بيته هو من بني لقيم - يقال له لقمان بن عاد بن عمرو بن لقيم - تزوج أخت سالم، فمكثا على ذلك دهراً طويلاً فلما أراد الله بهم ما أراد من الهلاك ألقى بين أخت سالم وبين زوجها التشاجر وكان بينهما شر كثير حتى تناولها فضربها وأساء إليها فخرجت المرأة إلى أخيها بأسوأ حال، فغضب سالم مما صنع لقمان بأخته وصرخ في قومه فاجتمعت إليه جماعة منهم، فانطلق بهم حتى أتى صهره لقمان فكلمه فيما صنع بامرأته ؟ فرد عليه قولاً سيئاً، وكانت بينهما منازعة شديدة حتى ساء الحال فيما بينهما والتحمت الحرب بينهم.فاجتمعت قبائل عاد إلى بني عفير بن لقيم، قم إلى سالم بن هزيمة، واجتمعت لنو عمرو بن لقيم إلى لقمان ابن عاد والتقوا فاقتتلوا قتالاً شديداً، فظفر لقمان بن عاد وقومه بسالم بن هزيمة وقومه من بني عفير وبجميع ما كان مع بني عفير من سائر فرق عاد فقتلوهم جميعاً حتى أفنوهم، ولم يتركوا منهم أحداً إلا امرأة - يقال لها صنيعة من بني عمرو بن لقيم، كانت متزوجة في ثمود رجلاً من أشرافهم فولدت له رجلين، يقال لهما الوضيع وغانم - ثم أن زوجها مات فرجعت إلى ما بقي من قومها عاد الآخرة - أهل بيت لقمان بن عاد - الذين قتلوا أهل بيتها ومعها ابناها، فأقامت معهم ما شاء الله وشب ابناها فأدركها.قال: فلما كان ذات ليلة إذ نزل بها ضيف من أصهارها من ثمود بينه وبين أبيها قرابة - يقال له حبيب بن جارية - فوثب عليه رجل من عاد - يقال له معاوية بن مرثد بن لقمان بن عاد - فقتله.فلما رأت ذلك منيعة - وكانت امرأة أنفة عارمة، غضبت لقتل ضيفها وجارها فدعت إلى ابنيها - فقالت: اذهبا إلى هذا الفاسق فقد عدا على ضيفكما وابن عمكما فقتله، وقبل ذلك فإن جده وأهل بيته قتلوا جدودي وأهل بيتي فاذهبا إليه فاقتلاه.فانطلق الغلامان حتى أتيا معاوية فقتلاه، ثم انطلقت منيعة هاربة في ليلتها بابنيها ونفسها، حتى صارت إلى أختا لها من ثمود - وهم يومئذ أمنع العرب وأعزهم - فاستجارت برجل من ثمود - يقال له غنم ابن عمرو بن مبلغ - فأخبرته خبرها، وأنشأت تقول:

أتيتك يا غنم بن عمرو بن مبلغ. . . . . . . .بنفسي وابني الوضيع وعاديا

فررت إليكم من سفاهة معشر. . . . . . . .ومن قدرة تعلي علي الافاعيا

وقالوا أأهلكت ابن زيد سفاهة. . . . . . . .فلا صلح فينا بعد قتل معاويا

بنو حرب ولقمان بن عاد عدونا. . . . . . . .وقد كان لقمان زماناً رجائيا

فاخلف لقمان رجائي وذمتي. . . . . . . .بقتلهم جاري حبيب بن جاريا

فلا تسلمني يا بن غنم إليهم. . . . . . . .فتبلغ مني إن فعلت الدواهيا

فأجارها غنم بن عمرو وقام دونها، وطلبها بنو لقمان بن عاد وابنيها ليقتلوها وابنيها، فمنعهم غنم عن ذلك هو ورهطه، وكادت أن تهيج بينهم حرب حتى أصلح بينهم ردم الطسمي - وكان يومئذ حكم العرب - فاصطلحوا ومكثوا على السلم ما شاء الله، ثم أن رجلاً من بني لقمان بن عاد قتل رجلاً من غنم بن ثمود، فنهضت عليهم ثمود وغضبوا في قتل صاحبهم غضباً شديداً فحاربوهم وأعطوا عليهم الظفر فقتلوهم جميعهم حتى أفنوهم عن وجه الأرض فلا أعلم لهم اليوم بعقب، والله أعلم.فهذا ما كان من حديث عاد الآخرة يا أمير المؤمنين وأخبارهم.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي