الحمد لله الذي صيرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الحمد لله الذي صيرا لـ محي الدين بن عربي

اقتباس من قصيدة الحمد لله الذي صيرا لـ محي الدين بن عربي

الحمدُ لله الذي صيرّا

وجودَنا لفعله مظهرا

لو أننا نعلمُ أرواحنا

بالوجه في الصبح إذا أسفر

كما علمنا بالجسوم التي

عينها الليلُ إذا أدبر

كنا به نعلم أعياننا

لكن جلناها لأمر طرا

من ظلمةِ الطبع وأخلاطِه

فاعتم الليلُ وما أقمرا

وألبس الأنجم أنوارها

لما رأى عسكرها شمّرا

حينَ رَمَت بالرجمِ أرواح مَن

يسترقِ السمعَ كما أخبرا

انظر إلى الأرضِ وخيراتها

وما بها الرحمن قد أظهرا

لابدَّ أنْ يصبح عمرانُها

كمثلِ ما أصبح وادي القرى

عروشها خاويةٌ حين لم

يغيرِ الناسُ بها المنكرا

عمَّ بلاءُ الله سكَّانها

فأهلكَ المقبلَ والمُدبرا

بذا أتانا النصُّ من عنده

في محكم الذكر كذا سطرا

فقال فيه واتّقوا فتنة

وتمم القولَ به منظرا

سبحان مَن أخبرنا أنه

كان على الأخذ بنا أقدرا

هذا الذي جئت به واضحٌ

في سورةِ الأنفال قد حُرِّرا

ويعد ذا ترجع أفكارها

إلى إمامٍ ما له من ورا

لا فعلَ في العالم إلا له

فإنَّ ما سميتَه مُنكرا

فحكمه ذلك لا عينه

فلتعتبر قولي حتى ترى

به وإن شئت بأعياننا

لتشهد الأسماء والمحضرا

يبدو إليك الأمر من فصِّه

كما بدا لمنْ به أخبرا

مثل رسولِ الله في وقته

والوارثِ المختار بين الورى

فالحمد لله الذي قد وقى

من شرِّ ما يمكن أن يُحذرا

لولا كتابٌ سابقٌ فيكم

نبذتم لفِعلكم بالعَرا

ما شرعَ الرحمن أذكاره

إلا لكي تعصمَكم كالعُرى

لأنها أعصم ما يُتقى

لما بدا الرحمن قد قَدرا

تعوّذوا منه به أسوةً

بسيِّدٍ يعلم ما قرَّرا

من يعرفِ الحقَّ وأسرارَه

يكن لما جئت به مُظهرا

من لم يرى الحقَّ بأنوارِه

يكن لما أذكره منكِرا

العمى لاتدرِك أبصارنا

إلا ظلاماً وهي شيءٌ يُرى

وليس يدري بالذي قلته

إلا الذي في غيبة قد سرى

فالغيب لا يدركه غائبٌ

إلا الذي في غيبه أحضرا

أوضحتُ أمراً ليس يدري به

إلا الذي في شأنه قد جرى

او سيِّد خص بأسراره

مثل إمام نفسُه قد درى

يسري به قُدماً إلى ذاته

لا يعرف الخلفَ ولا القَهقَرى

ما هو كالخنس في سيرها

بل هو كالبدرِ الذي أزهرا

أظهر عينَ الشمسِ في ذاته

وهو على ما هو لمن أبصرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة الحمد لله الذي صيرا

قصيدة الحمد لله الذي صيرا لـ محي الدين بن عربي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن محي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود. له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و (فصوص الحكم ـ ط) وغيرها الكثير الكثير.[١]

تعريف محي الدين بن عربي في ويكيبيديا

محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بـ محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين «بالشيخ الأكبر»، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني. وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون. وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبيرٍ حتى خارج العالم العربي. تزيد مؤلفاته عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100. كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.لقبه أتباعه ومريدوه من الصوفية بألقاب عديدة، منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محي الدين بن عربي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي