الخطب يزأر والمصاب جسيم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الخطب يزأر والمصاب جسيم لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة الخطب يزأر والمصاب جسيم لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

الخطبُ يزأرُ والمصابُ جسيمُ

والأمر حتمٌ والدفاعُ رميمُ

والأرض من جزعٍ تمورُ وتنثني

ألمٌ ملمٌّ والبغيُّ أليمُ

رزءٌ بهِ الأقطاب مادت رغبةً

فدَّت محاورها الأمانَ لئيمُ

والسحبُ بعد الغوث غاثت عندما

وعلى أراراتٍ علا النعيمُ

أزرت بطوفانٍ قديمٌ ذكرهُ

ولقد توسَّد بالذهول قديمُ

ونرى الرقيع تحجَّبت أنوارهُ

والشمس في خدر الكسوف تقيمُ

عمَّ الظلام على البسيطة جمَّةً

فالصبح ليلٌ والقتام بهيمُ

قد أرجف الأرضين رعشة فجعةٍ

ومن الزلازل هُشِّمَ الكُرتومُ

والأرض طرّاً زُلزلت زلزالها

وقع الصواعق بالرعود هجومُ

وتشقَّقَت صمُ الصلاد بمأتمٍ

أمسى بهِ شيخ الرساة يتيمُ

سلب ارتعاشُ الكون ألباب النُهى

وعلى المعالي سُلِّطَ التهديمُ

والصلد ناح كذا الجماد وقلبهُ

قد بات من سهم الشجون كليمُ

ما منتُ فيما قلت من خطبٍ طرى

لمليكةٍ قد زانها التحشيمُ

سطت المنون على الكمال وقد غزت

بدر الجمال وما لديها حريمُ

نضَّت مخاليب الدروج فهشَّمَت

مهج الورى وغدا العباد أميمُ

هي كاترينا قنس دوح كرامة

يبدي السجود لوصفها التعظيمُ

بدرُ الكمال سما الجمال منيرةٌ

قد خصَّها حسن الخلال كريمُ

مزجت بلطفٍ ظرف عطفٍ لينهُ

لم يحكهِ بالخافقين أنيمُ

قد ضارعت شمس الضحى بعفافها

ولطهرها نشرٌ هو الأبليمُ

نفس الصلاح لها الفلاح سجيَّةٌ

وبثغرها ذكرُ الإلهِ مقيمُ

تجدي الجدا ولها الولا غيث الندى

وعلى العفاةِ يعيبها الترحيم

خلقاً وخُلقاً قد سمَت بفضائلٍ

من رام وصفا إنهُ لبكيمُ

لم يحكها بشرٌ بأوصافٍ سمَت

سامي المديح فإنها لتميمُ

قد ضارعت لطفاً ملائكة السما

قد جلَّ بادعها العي القيّومُ

فخر الكبار ولن ترى كبراً ولا

أغرى لها في ذلك التنعيمُ

سبحان من خصَّ الكمال بذاتها

هي آيةٌ بالعالمين دسيمُ

وثوت ببيروتٍ وفيها قد توت

وبكى البعيد لفقدها وحميمُ

لما توارت من سما لبنانَ قد

أجَّت باخلاب القلوب جحيمُ

ذبلت أزاهر سُرّهِ شَجناً على

فقدٍ وجفَّ الرند والقيسومُ

وصفا النمير غدا قتيلَ تكدُّر

إذ سال من قلب الجبالِ دمومُ

والشهد بالأتراح أصبح ممقراً

والسرُّ ضرٌّ والدواءُ سمومُ

مذ بارحت برج الجديّ فغادرت

فيهِ أسى كرَّ الدهور يدومُ

وتلت بتوديع الوزير مليكينا

ان أرتحالي عنكمُ مجزومُ

ما كنت مؤثرة التناءى عنكمُ

لكنَّ حظي يا عزيزُ مشومُ

ناءَت أويقاتُ الصفا بتفجُّع

وعلى اللقاءِ تسلَّط التخذيمُ

صبراً عليَّ وإذَّكرني تالياً

سار المسافرُ والمقيمُ مقيمُ

مذ زان ذا التوديع لفظ وداعةٍ

قد ثار في كبد المشيرُ أجيمُ

قد غصَّ شَرقاً بالحنين بحرقةٍ

ومن التصبر قد خلا الحيزومُ

وسقى الحضيض بعبرةٍ من عندم

وعلى التأسّي زانهُ التجزيمُ

ولقد سرى بالمركبات سريرها

والطهمُ حولُ ركابها جُلهومُ

والسائرون بصحب تلك عرمرمٌ

بتفقَّرٍ غصَّت بهِ الديمومُ

والأرض غشّاها نسيج نوادبٍ

وغِشا المعاذب فوقهنَّ غيومُ

وسريرها في الحازمية قد رسى

عن حزم رأي قُرِّرَ التخليمُ

فتحت لها قلباً يضمُّ كريمةً

وعلى البقاءِ تجلّد التصميمُ

خدرَ المسرَّة غادرت ولقد ثوت

خدر الشجون بهِ الظلامُ ظلومُ

وبسفح لبنانَ الحزين تنسَّمَت

تربٌ بطيبٍ عطَّرَتهُ نسيمُ

ولقد سما شيخ الرواسي عزَّةً

لما حباهُ الفخرَ ذا الأقنومُ

لكن بحجب ضياءِ بدر كمالها

قد حفَّ أكباد الورى التهشيمُ

ولذاك قد نظر المشير لشعبهِ

بوديع قلبٍ والمقامُ فخيم

وأبان شكراً من حميد صنيعهم

أبدى كلاما ما حكاهُ كليمُ

وتلا لهم إني لقد عاهدتكم

حسناً على طول الزمان يدومُ

قرّوا عيونا إن وعدي صادقٌ

والعهد في حفظ السلام سليمُ

فدّوا جؤاراً طالبين لهُ البقا

أن لا يكون مدا المدا مغموم

وتلا لهُ الصعبيُّ قول مبشرٍ

إن الضجيعة بالسماءِ تقومُ

وبذا أتى تاريخ مُهدٍ صائحاً

قد أكثر الترحيب إبراهيمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة الخطب يزأر والمصاب جسيم

قصيدة الخطب يزأر والمصاب جسيم لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي